كتاب واراء

حين تصمت البنادق... وتتكلم العقول: نصر استخباري يُربك إسرائيل

 

 

في زمن تتشابك فيه التكنولوجيا بالحرب، وتختلط فيه المعارك الميدانية بجبهات الظل، لم تعد الانتصارات تُقاس فقط بما يُنجز بالسلاح، بل بما يُكتشف ويُحبط قبل أن يرى النور.

ولعل ما شهدته الأسابيع الماضية يؤكد أن ساحة الصراع بين إسرائيل ومحور المقاومة لم تعد تُدار فقط بالصواريخ، بل بالعقول التي تقرأ، وتخترق، وتكشف.

اختراق في اليمن: تفكيك شبكة أمريكية - إسرائيلية.

في عملية نوعية، تمكنت أجهزة الاستخبارات اليمنية من تفكيك شبكة تجسس مرتبطة بالاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، متغلغلة في مفاصل الدولة منذ سنوات. ما تم كشفه لم يكن مجرد عمل تجسسي تقليدي، بل مشروع متكامل لاختراق القرار السيادي والسيطرة على مفاصل البنية الإدارية، تحت ستار منظمات وسفارات.

*غزة: حيث تفشل الآلات وتنجح الحاضنة الشعبية

رغم تفوقها التقني والاستخباري، عجزت إسرائيل عن اختراق العمق الأمني لحركات المقاومة في غزة. لم تتمكن من الوصول إلى أسرارها، ولا من تحديد أماكن قادتها بدقة، ما أدى إلى فشل في تحقيق إنجاز حاسم، رغم الحرب المفتوحة المستمرة. هذا الفشل لا يُقاس فقط بالنتائج الميدانية، بل بقدرة المقاومة على تحييد أدوات إسرائيل الأكثر تطورًا.

*المقاومة تهاجم استخبارياً:

 في المقابل، تنفّذ المقاومة اختراقات نوعية عبر أدوات مضادة، من كشف طرق التجنيد الإسرائيلية، إلى تفكيك خلايا تسلل رقمي، وإيقاع المخابرات في فخاخ داخلية. تكتيك العقول هنا لا يقل أثرًا عن نيران المدافع، بل يتقدمها أحيانًا في ترجيح الكفة.

 

في عالم اليوم، لم تعد الحروب تُحسم فقط بقوة النيران، بل بعمق المعرفة ودقة الرصد وذكاء التوقيت. وما تحقق من إنجازات استخبارية ضد إسرائيل يُعد تحولًا استراتيجيًا، يؤكد أن ميزان الردع لا يُبنى فقط في الميدان، بل في العقول أيضًا.

 

*"فما خفي من النصر، أحيانًا، أعظم من كل صراخ المعركة."*

 

بقلم الدكتور محمد هاني هزيمة كاتب سياسي وخبير استراتيجي مستشار في العلاقات الدولية


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

المقالات الأكثر زيارة