واجهت الجمهورية الإسلامية الغرب بمختلف فروعه الأميركي والأوروبي على مدى ست وأربعين سنة متتالية، من دون أن يرف لها جفن، بعد أن كانت شرطي الخليج الذي قدّم لها الطاعة من دون قيد أو شرط زمن حكم الشاهنشاه في زمن محمد رضا بهلوي...!
بعد انتصار الثورة الإسلامية، اتهمت بالصفوية والمجوس من هذه الأنظمة، وشُنّت حملات إعلامية وسياسية بهدف تشويه الثورة التي تبنت فلسطين من البحر إلى النهر، وطردت الدبلوماسية الصهيونية وأعلنتها سفارة لفلسطين وأُنزل العلم الصهيوني وارتفع العلم الفلسطيني واعترفت بدولة فلسطين عاصمتها القدس، ودعمت كل القوى الحيّة في المنطقة بدءاً من سوريا ولبنان والعراق واليمن، وتحوّلت إلى لاعب إقليمي يُحسب له مليون حساب، والمنطقة تعيش حالة من اللاستقرار والقلق والجمود بسبب العدوان وحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في غزة وما لحق بها من الدمار والقتل، وفي لبنان وسوريا، وتبقى اليمن عصية على الخضوع والخنوع ويبقى الخنجر اليمني يحفظ كرامة أمة بقصفها وطعنها، وتخرج واشنطن من البحر الأحمر وبحر العرب ويرفع ترامب العشرة أمام شجاعة وفروسية الشعب اليمني بقيادة السيد الحوثي....!
رغم اشتعال النار في فلسطين ولبنان واجتماعات القاهرة والدوحة، تبقى الأنظار مشدودة باتجاه طهران لمعرفة مصير المفاوضات الجوالة ما بين مسقط وروما بين طهران وواشنطن والتي يصدر عنها هبّات ساخنة وأخرى باردة...!
ينهض مما تقدم، أن القرار الأول والأخير لمستقبل الإقليم هو ما تتمخض عنه المفاوضات الأميركية- الإيرانية والتي أضحت حاجة للعالم أجمع، بل ضرورة ملحة للمجتمع الدولي لتحقيق تسوية تاريخية تنتج حالة استقرار فترة طويلة، وشروطها متوفرة وليست مستحيلة خاصة في المشروع النووي الإيراني السلمي وهو بيت القصيد، وهذا قرار يعتمد الدستور الإلهي وهو القرآن الكريم الذي يحرّم الأسلحة النووية التي تمتلكها واشنطن التي ارتكبت جرائم ناكازاكي وهيروشيما ومع الدول السبعة...!
وبانتظار الحسم..!
وعليه تثار تساؤلات عديدة منها:
١- من يعرقل المفاوضات الإيرانية الأميركية؟
٢- هل واشنطن جدية في الوصول إلى اتفاق نووي يحفظ حقوق ايران بإنتاج نووي للأغراض السلمية؟
٣- إلى أين نتجه المنطقة في حال فشل المفاوضات؟
٤- من المستفيد من فشل المفاوضات وصاحب المصلحة في تعطيلها؟
د. نزيه منصور
