كتاب واراء

يومية ترامب ١٢٠٠ مليار ...!

 

في أول رحلة للرئيس الأميركي دامت أقل من اثنين وسبعين ساعة، بما فيها من ترفيه واستقبال غير مسبوق، وفقاً للأعراف والتقاليد العربية من خيل وجمال وفرسان والسيف والترس ورقصة الرجال، وطائرات حربية في الأجواء، حفاظاً على أمن الضيف الكبير وسيد العالم، تجاوزت الاتفاقيات الملياردية في كل من الرياض والدوحة وأبو ظبي ٣٦٠٠ مليار دولار، في حين أن ساعات التوقيع وخطاباته بلغت بمجملها خمسة عشرة ساعة تقريباً أي خمس ساعات عمل يومياً في كل من العواصم الثلاثة، فيكون بدل تعبه بالساعة ٣٦٠٠÷ ١٥= ٢٤٠ مليار، وأما البدل الشاق اليومي ٣٦٠٠÷٣= ١٢٠٠ مليار دولار أميركي...!

اللافت، أن ترامب أحضر معه أصحاب الشركات العملاقة الأميركية ونظار الخزينة والخارجية والدفاع ولكل منهم مهمته، فالأول ماهر في كسب المال، والثاني دبلوماسي، والثالث حارس أمين على كل سنتيم...!

مقابل هذه الصفقات الهائلة والأرقام الخيالية، منح كل من أصحاب السمو صفات الكرم والطول واللياقة والوفاء لأميركا وأجاز لهم الالتحاق باتفاقية أبراهام والتطبيع مع الكيان الصهيوني، وغض النظر عن إرهابه وجرائمه في كل من غزة وسوريا ولبنان. كما كرّم فتى الإسلام والشاب الوسيم ومعشوق ترامب أسوة بزملائه من الأمراء الشباب، الجولاني والمعرّب إلى أحمد الشرع والمنصّب رئيساً لسوريا والمعفى مع براءة ذمة ترامبية لقاء الخضوع للأمر الواقع الصهيوني والدخول في لعبة التطبيع ببركة اردوغان وابن سلمان....!

ينهض مما تقدم، أن ترامب أصاب باختياره الرياض لصفقة مالية لم يسبقه أي ممن سبقه من الرؤساء الأميركيين الستة والأربعين، واطمأن إلى ضم المتخلفين عن اتفاقية أبراهام وخاصة عاصمة الامويين وكرس الأمن والسلام للكيان الصهيوني بخروج سوريا من المحور وتعاطى بالملف النووي والإيراني واليمني واللبناني على قاعدة العصا والجزرة وحاول الظهور كرجل سلام عالمي بشكل عام والمنطقة بشكل خاص....!

وعليه تثار تساؤلات عدة منها: 

١- لماذا هذه الحفاوة المتوجة بالكرم الهائل في حين يحتاج أهل غزة للماء والدواء ولقمة العيش؟

٢- لماذا تغزل بالأمراء والشاب الوسيم والجذاب؟

٣- لماذا تجاهل الشعب الفلسطيني في غزة واستمرار العدوان وحرب الإبادة؟ 

٤- هل أصبحت المنطقة ملعباً أميركياً ومن دون منازع؟

د. نزيه منصور


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد