كتب نزيه منصور
بتاريخ ٢٢/٤/٢٠٢٥ اندلعت الحرب بين كل من البلدين النوويين الهند وباكستان بسبب خلافات تاريخية تعود إلى سنة ١٩٤٧ بعد نيلهما الاستقلال عن المملكة البريطانية التي تركت مقاطعة كشمير ذات الأكثرية المسلمة وأقلية بوذية منطقة نزاع قابلة للاشتعال في أي لحظة، واتهمت الهند باكستان بدعم منظمة مسلحة على أراضيها لتهدد الهند. أضف إلى ذلك، الخلاف على المياه وفقاً لاتفاقية توزيع المياه، مما أشعل نار الحرب التي طالت أراضي كل من البلدين حيث تحتل الهند المرتبة الرابعة بقدراتها العسكرية وباكستان المرتبة الثانية عشرة. كما لكل من الدولتين علاقات دولية، فالهند أقرب للغرب ولها علاقات مع الشرق، وباكستان أقرب إلى الصين، واستمرار النار في حال توسعها قد تستنزف البلدين وتهدد السلم والأمن الدوليين نظراً لامكانيتهما العسكرية المتطورة والتقنية العالية وخاصة النووية فكل منهما تملك ما يزيد على مئة وسبعين رأس نووي...!
حاولت ما يزيد على ثلاثين دولة التوسط لوقف إطلاق النار، من بينها إيران والسعودية، لكن من دون جدوى، وفي بضع ساعات، تدخلت واشنطن وأعلنت على لسان رئيسها دونالد ترامب تحديد ساعة الصفر والتزام الطرفين من دون مماطلة أو تحفظ بوقف إطلاق النار، في حين بدأ العدوان على غزة في ٧ اكتوبر ٢٠٢٣، وحتى تاريخه لم يتوقف العدوان رغم مرور ما يزيد على تسعة عشر شهراً متواصلاً بدعم أميركي وإفشال مجلس الأمن باستعمال حق النقض من قبل الولايات المتحدة، حتى مقترحات الرئيس الأميركي السابق بايدن والتي أصبحت قراراً صادراً عن مجلس الأمن لم يُنفذ، وما زال القتل والدمار ومنع الدواء والمواد الغذائية ضمن حصار محكم دون أن تتدخل واشنطن وتوقف النار....!
ينهض مما تقدم، أن الولايات المتحدة الأميركية صاحبة القرار الأول والأخير في أي أزمة على الكرة الأرضية، وهذا ما فرضتة في الأزمة الأوكرانية الروسية، واليوم في الأزمة الباكستانية الهندية. أما ما يتعلق بالشعب الفلسطيني والذي مضى على اغتصاب أرضه وتهجيره ثمانية عقود من دون إعادة حقوقه، وهذا يؤكد أن واشنطن هي الفاعل المعنوي والداعم المادي للعدو على إرهابه وجرائمه...!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- لماذا وافقت كل من باكستان والهند على وقف إطلاق بناءً على طلب أميركي ولم تستجب للدول المتعددة التي حاولت التوسط؟
٢- هل يذهب البلدان إلى مفاوضات تنهي الخلافات المزمنة أم مجرد هدنة مؤقتة؟
٣- لماذا سارع ترامب إلى وقف إطلاق في شبه القارة الهندية وتجاهل العدوان على غزة؟
٤- هل يبادر ترامب إلى فرض وقف العدوان على غزة ولجم حكومة نتن ياهو؟
د. نزيه منصور