كتاب واراء

هل فعلاً إنتهى مِحوَر التصدي للهيمَنة الصهيونية أَم إنه في كَبوَة؟

كَتَبَ إسماعيل النجار

 

نتنياهو أحرقَ المنطقة من حولِه بسلاحٍ أميركي وأموالٍ عربيَة، فهل فعلاً إنتهى مِحوَر التصدي للهيمَنة الصهيونية أَم إنه في كَبوَة؟

"غَزَّة" أصبحَت تشبه ستالينغراد وسكانها تائهون بين الشمال وبين الجنوب،

"وبيروت" لا زالت تُلَملِمُ أشلاء الموت من تحت الركام وبين الدمار،

بينما سوريا تستغيثُ الفرَج لفكها من بين أنياب الوحشٍ الذي سَيطرَ عليها وحولها إلى "بورما" في "ميانمار" كما نشَبهها "ب" "رواندا" أو ربما أن أصول الجولاني تنحدر من جماعة "الهوتو" التي إرتكبت مجازر فظيعه بقبيلة التوتسي وقتلت منهم ما يزيد عن مليون شخص واغتصبت أغلبية نسائهم وفتياتهم!،

أحمد الشرع أو أبو مُحمد الجولاني كما يُسمىَ أو "كوهين" لا يهم الإسم المهم صورة الوحش الذي غيَّر لباسه الأفغاني إلى غربي وحَلقَ لحيَتَهُ لتتماشىَ مع دوره السياسي الجديد، أعطىَ ظهرهُ لنتنياهو وبدأ يُطلق النار على مواطني سوريا من الدروز والشيعه والمسيحيين والعلويين وكل مَن خالفه الرأي وتركَه يحتل أرض سوريا الحبيبة ويقضم أجزاءً منها في كل حين، حتى وصل بالنتن الأمر التفكير بدخول دمشق لسرقة آثارها واعتقال مَن تَبقىَ من مناضلين فلسطينيين فيها وزرع العملاء والفِتَن لينتهي بها المطاف دولة ممزقةً أشلاء متناحرة طائفياً ومذهبياً وتركها نمراً من ورق لا أنياب ولا أظافر حيث دمرَت طائراته كل مقومات الدفاع التي بناها حافظ الأسد وولده بشار طيلة ستون عاماً من التجهيز والتحضير خلال فترة الحكم، وهنا يكمن السؤال الكبير؟

على ماذا إتفق ألجولاني مع تركيا وإسرائيل وما هو دوره الحقيقي؟ لأن ما نراه اليوم من ضعف قيادي يمارسه وارتخاء قبضته عن ضبط جماعاته وإرهابييه يؤكد للجميع عدم أهليته بترؤوس دولة وتحويل نفسه من (مجاهد) إلى رئيس سوريا الشرعي، لذلك نحن نرى أن مشهده معقد ومثيراً للجدل،

فهو يحاول ترسيخ نفسه كجزء من العملية السياسية عبر تشكيله حكومة انتقاليه من دون إجراء انتخابات أو إستفتاء شعبي وهوَ حتى الآن عاجز عن خلق مناخ شعبي وطني حوله بسبب ما إرتكبته عصاباته من مجازر في جميع أنحاء سوريا ومن بينها بيئته السنيه الحاضنة له، وما زادَ الطين بَلَّة طرده لجميع الموظفين الرسميين من غير الطائفة السنية وإملاء الشواغر من عناصر هيئة تحرير الشام الذين يفتقدون إلى الخبرة في أماكن تعيينهم في محاولة منه للسيطرة التامة على مفاصل الدولة بزواياها الأربع،

إن محاولات الجولاني رسم صورة لنظامه السياسي شبيه بنموذج طالبان لكسب القبول الشعبي والدولي ستفشل جميعها لأنه رغم بناء وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام إلا أن عناصره يمارسون السلطة بالعقل الإرهابي الميليشيوي،

أيضاً علينا أن لا نتجاهل تداخل المصالح الدولية المتضاربة في سوريا، إذ يصعب عليه صنع مقاربة بين الجميع وهو الوليمة بينهم والكل يسعى للحصول على الحصة الأكبر منها، إذاً أبو محمد الجولاني يحاول ويريد ولكنه غير قادر أو متمكن بسبب معارضة أغلبية الفصائل لإستئثاره في السلطة والثروة في سوريا، ولإرتباطاته الخارجية المتعددة ووجود تباينات كبيرة بين مُشغليه على الساحة العربية وثم الساحة السورية، وعجزه عن حماية وحدة الأرض السورية من أطماع إسرائيل التي تتقدم كل يوم في منطقة الجنوب لتحتل كيلومترات عديدة من دون أن يُشكل عليها الجولاني أي تهديد فهو يرى بعينه ويُغطي بذيله كما يقول المثل العربي،

على صعيدٍ آخر لم ينتهي دور مِحوَر المقاومة في سوريا بعد ولا زال هناك الكثير للقيام به فهو لم يستسلم لسقوط سوريا ولم يسلم بالأمر الواقع والعين الإيرانية على منطقة الساحل التي يبني عليها آمالاً يفتح من خلالهاالطريق مع بيروت. 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

المقالات الأكثر زيارة