كَتَبَ إسماعيل النجار
الجنوب بين فَكَّي واشنطن وتَل أبيب ولبنان سجين بين قضبان الصهاينة والإرهاب،
يعيش لبنان حالة من التوتر السياسي الداخلي والخارجي والتمزُق الوطني بسبب الحرب الأخيرة عليه والتي تركت ندوباً وآثاراً كبيرة على صعيد المجتمع،
فبين الخروقات الصهيونية المتكررة وبين الصبر الإكراهي الذي يمارسه حزب الله فإنَّ التقارير الأميركية الإسرائيلية الواردة بخصوص لبنان تشير إلى أن مخططاً مشتركاً بين البلدين يُراد تنفيذه على حساب سيادته ووحدَة أراضيه!،
ولأنه ذات أهمية أميركية قصوىَ يُصبِح ذات أولوية لدى واشنطن التي تسعى لتعزيز رواتب عناصر الجيش اللبناني بمبلغ 100$ مدفوعه من الخزينة القطرية بإعتباره حجر الزاوية لإتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب، يترافق هذا السخاء الأميركي مع ضغوط سياسية من أجل إبرام إتفاق لبناني صهيوني أكبر من هدنة وأصغر من التطبيع، مستغلين التغييرات الإقليمية في سوريا لصالح إسرائيل التي عدلَت حساباتها الأمنيه اتجاه لبنان،
القيادة العسكرية والأمنية الصهيونية تطمح بتوسيع عملياتها العسكرية البرية في الجنوب وغير مناطق، فهي تدرس شَن عمليه بإتجاه البقاع الغربي، من خلال راشيا وحاصبيا عبر الأراضي السورية المحتلة وباتجاه منطقة برالياس شتورة ضهر البيدر لقطع طريق البقاع بيروت والجنوب. والقيام بحملات جوية مكثفة تهدف إلى تدمير بُنىَ حزب الله التحتية بعد فشل الحملات السابقة في تحقيق أهدافها.
بعدها يأتي الدور الأميركي بالإيعاز لجماعة الجولاني الدخول من شمال بعلبك وشرقها من محاور تماس عِدَّة بين البلدين بإتجاه القرى البقاعية مع تحريك الخلايا السورية النائمة في كل القرىَ،
الأجندة الأمريكية تهدف أيضاً إلى إعادة هيكلة النظام السياسي ودعم وصول نُخب أكثر انسجاماً مع الرؤية الأمريكية للمنطقة وفق وثائق دبلوماسية، وسيكون تعزيز دور الجيش اللبناني أساسي كحجر زاوية في خطط وقف إطلاق النار التي ستحصل فيما بعد، وفرض التنسيق المشترك مع إسرائيل أي التطبيع غير المباشر عبر تسوية حدودية كخطوة أولى نحو ترتيبات أمنية مشتركة.
أيضاً الهدف من العملية المُخطط لها إضعاف محور المقاومة باستغلال التغييرات الإقليمية في سوريا لفرض معادلات جديدة مع لبنان.
واشنطن ستسعى بقوَّة إلى استبعاد الدور الأوروبي خصوصاً الفرنسي، عبر إبقائه خارج التفاصيل التفاوضية، لكن ما هو موقف حزب الله وماذا تتوقع دوائر الإستخبارات الدولية عن ما ينوي أو يخطط للقيام به؟
بناءً على التطورات الأخيرة والتصريحات المعلنة، يُتوقع أن يتبع حزب الله استراتيجية مزدوجة مثل التصعيد العسكري المحدود يعني أن يَرُد بعمليات صاروخية تستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية متقدمة، خاصة في شمال إسرائيل والجولان، والتركيز على استعادة زخمه في الأيام القتالية التالية،
ثانياً،، ممارسة ضغط سياسي كبير عبر الدولة اللبنانية ومطالبة السلطات بالتحرك دولياً لوقف الانتهاكات والعربدة الصهيونية،
ثالثاً،، سيبقى متمسكاً بسلاحهِ كأداة تفاوض ورفض أي نزع للسلاح تحت الضغوط الدولية، مع تأكيد استمرار "المقاومة" كخيار استراتيجي حتى تحقيق مطالب الانسحاب الكامل وإزالة الخطر الصهيونية.
رابعاً، ،تجنب المواجهة الشاملة إلَّا إذا فُرِضَت عليه فأنه سيخوضها بشراسة،
وفي حال نفذت إسرائيل مخططها بالهجوم البري مجدداً فإنها ستواجه جحيماً يترافق مع التصعيد عبر إطلاق الصواريخ وسيكون التركيز على استهداف المناطق الحيوية في العمق الإسرائيلي (مثل حيفا وتل أبيب) مع زيادة التدرج في حجم وقوة الضربات، وسيولي حزب الله الحرب البرية أهمية قصوَىَ وإعطاء أولوية للقتال البري لصد التوغلات عبر كمائن مُعدة مسبقاً وإالتحام مباشر، مع التركيز على إلحاق خسائر مادية وبشرية لتحطيم معنويات الجيش الإسرائيلي، ولن يكون هناك أي إهمال لتنسيق الرد مع إيران وحلفائها لضبط إيقاع المعركة.
وسيُرَكز حزب الله في حربه القادمَة إن فُرِضَت عليه على استهداف المنشآت الاقتصادية وتوجيه ضربات لبنى تحتية حيوية (كالموانئ، والمطارات) لإحداث خسائر اقتصادية كبيرة تضغط على الحكومة الإسرائيلية وتجبرها على وقف الحرب.
هذه قرائتي للوضع بين لبنان والكيان بعد البحث والمتابعه والتدقيق في تصريحات ونوايا المسؤولين الغربيين والصهاينة،