كتاب واراء

العهد عالق بين المطرقة والسندان... وهذا ما سيفعله جيفرز؟

كتب الجنرال منير شحادة

 

حسمها رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون بأن "من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية أن يبقى لبنان بلداً مستقراً وآمناً وعليها أن تبادر إلى مساعدته في تحقيق هذا الهدف"، حيث كانت رسالة مباشرة منه خلال لقائه وفداً من معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن، قبل وصول رئيس لجنة المراقبة الدولية لوقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز إلى بيروت للقاء الرؤساء الثلاثة بعد أن قامت إسرائيل بتجاوز كل الخطوط الحمر باستهداف الضاحية قبل يومين.

 

ويرى العميد المتقاعد منير شحادة في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أنه بعد الاتصالات المكثفة التي قام بها رئيس الجمهورية منذ يومين، عقب تلقي الضاحية الجنوبية ضربة إسرائيلية بذريعة كاذبة بأنها استهدفت بنى تحتية عسكرية للمقاومة، فإن هذه الاتصالات المكثفة أفضت إلى مجيء رئيس اللجنة الخماسية للنظام الأميركي إلى بيروت غدًا.

 

 

 

لكن، بالنسبة له، يتوقع أن زيارة الأخير ستكون لممارسة مزيد من الضغوط وليس لتقديم حلول، لأنه أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لهذه الضربة، خاصة بعد تصريح إسرائيل بأنها أعلمت أميركا بالضربة قبل حدوثها.

 

 

 

ويشير إلى أن الجنرال الأميركي، الذي سيزور بيروت غدًا، يأتي بناءً على ضغط من رئيس الجمهورية، لكن مجيئه سيكون لممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة اللبنانية وعلى العهد الجديد في لبنان، خاصة في موضوع نزع سلاح المقاومة.

 

 

 

ويلفت في المقابل إلى تصريح الأمين العام لحزب الله يوم أمس، الذي شدد فيه على أنه لا نقاش في موضوع الاستراتيجية الدفاعية قبل انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية، ووقف الخروقات والاعتداءات على لبنان، وتحرير الأسرى، والبدء الفعلي بإعادة الإعمار.

 

 

 

ولتوضيح الصورة يعترف العميد شحادة بأن العهد الحالي عالق بين المطرقة والسندان، ضغط أميركي من الخارج، وضغط داخلي، لأن رئيس الجمهورية يعلم تعقيدات ملف سلاح المقاومة، الذي لا يُحل إلا بالنقاش والحوار، وطالما أن المقاومة وضعت شرطًا أساسيًا بعدم النقاش قبل تنفيذ الشروط الأربعة، فإن العهد والحكومة سيكونان معرضين لضغوط داخلية وخارجية تجعل من موضوع سلاح المقاومة موضوعًا معقدًا.

 

 

 

ويلاحظ العميد شحادة أن هناك تمايزًا بين الموقف الأميركي والموقف الفرنسي؛ ففرنسا كانت من أوائل المنتقدين للاعتداءات الإسرائيلية، وأكدت أن إسرائيل تقوم بخروقات دائمة، مما يشير إلى وجود توتر في العلاقة بين الإدارة الفرنسية وإسرائيل، ومن هنا يرى أن زيارة الجنرال الأميركي غدًا ستكون ضاغطة ولن تأتي بحلول. هذا ما أراه شخصيًا.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

المقالات الأكثر زيارة