كتاب واراء

كشمير تستنزف الهند وباكستان ....!

كتب د نزيه منصور 

لم يدخل الاستعمار بشكل عام بلداً إلا واستنزفه اقتصادياً وسياسياً وفكك مجتمعه وجغرافيته، وقد تفوقت بريطانيا بشكل خاص في هذا المجال، وهي عُرفت بالمملكة التي لم تغب الشمس عنها بسبب اتساع هيمنتها وانتشار مستعمراتها على الكرة الأرضية...!

لما كان جنوب آسيا أوسع وأكبر مستعمراتها أو ما يُعرف بشبه جزيرة الهند، والتي خرجت منها سنة ١٩٤٧، وتمخض عنها دولتان هما الهند وباكستان. فالأولى ذات أكثرية هندوسية، والثانية ذات أكثرية إسلامية، وبقي مسمار جحا الذي تمثل بمنطقة كشمير، حيث يشكل المسلمون نسبة ما يزيد على ٩٧% من عدد السكان والأقلية هندوسية، ويطمح الكشميريون إلى تقرير مصيرهم وتحقيق استقلالهم، وسبق أن منحوا حكماً ذاتياً من قبل الهند التي تراجعت عنه...!

وبالعودة إلى الأيام الأولى من الصراع الباكستاني، ولم تمضِ سنة أو ما يزيد، إلا وتحصل حرب بين نيودلهي وإسلام آباد بسبب كشمير فكل منهما يدعي حبه بليلى. ولم تكن كشمير وحدها موضوع خلاف بين البلدين، يضاف إليها موضوع مياه نهر السند الذي يشكل شرياناً حيوياً في التنمية الزراعية، ومصدراً أساسياً للمياه، خاصة في فصل الصيف، بالإضافة إلى تأييد واشنطن للهند رغم أنها لا تظهر عداءها لإسلام أباد. كما أن بريطانيا هي أقرب للهند بصفتها من دول الكومنولث، في حين تحاول واشنطن لعب دور حمامة السلام وتدعو إلى ضبط النفس كعادتها...!

ينهض مما تقدم ان الصراع بين الدولتين يعود إلى سنة ١٩٤٧ اي ما يزيد على ثمانية وسبعين سنة، وعدد سكانهما يزيد على واحد وسبعين مليون نسمة يتوزعون على مساحة ٢٢٢٢٠٠ كلم٢، ذات أكثرية إسلامية ساحقة ترغب بتقرير مصيرها، والهند تحول دون ذلك، وهذا ما زرعه الاستعمار البريطاني بهدف بقاء المنطقة في حالة صراع دائم، ونقطة ضعف البلدين اللذين يملكان السلاح النووي الذي يشكل عامل ردع بينهما، وميل واشنطن إلى الهند واعتبار باكستان أقرب الى منظمة البريكس، حيث تقدمت بطلب الانضمام في ٢٠٢٤ مما يشكل تحدياً لواشنطن وأتباعها، وهذا يساهم باستمرار الصراع الذي يدفع ثمنه شعوب الهند وكشمير وباكستان...!

وعليه تطرح تساؤلات عديدة منها:

١- لمصلحة من استمرار الصراع الباكستاني - الهندي؟

٢- لماذا لم تتدخل الأمم المتحدة لحل هذا النزاع التاريخي وإعطاء الشعب الكشميري حق تقرير المصير؟

٣- لماذا تنأى منظمة المؤتمر الإسلامي بنفسها عن التدخل لإنهاء الصراع والوقوف إلى جانب المسلمين في كشمير؟

٤- لماذا واشنطن أقرب الى الهند وتدعو إلى ضبط النفس من دون اتخاذ اي إجراءات عملية؟

د. نزيه منصور


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

المقالات الأكثر زيارة