بقلم : الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
يعيش المغرب قريبا على إيقاع نسخة جديدة من المناورات العسكرية "الأسد الإفريقي" والتي تشرف عليها القيادة الأمريكية في إفريقيا و تشارك فيها قوى عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال لا الحصر .
النسخة الجديدة من هذه التظاهرة الدولية هي الأكبر على صعيد هذا الحدث العسكري و حدد موعدها في الرابع عشر من الشهر الجاري ، حيث ستنطلق العمليات الميدانية من غانا ، وستتواصل طيلة شهر ماي القادم بالمغرب.
ومن المنتظر ان يشارك في المناورات المذكورة أزيد من عشرة آلاف جندي يمثلون ما يزيد عن الأربعين دولة . وهي بمثابة الحدث العسكري الابرز عالميا ويتم اختيار المشاركين فيه بعناية فائقة .
وقد توسعت مشاركة إسرائيل في هذه المناورات خاصة بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والكيان المحتل عام 2020 . وصارت مشاركتها معتادة فوق التراب المغربي .
وتتميز الدورة الجديدة من الأسد الإفريقي بانضمام دول جديدة كالجزائر على وجه التحديد وهو امر إيجابي استحسنه المتتبعون للشأن العسكري وقد تم اعتباره بداية علاقات دبلوماسية عسكرية بين الجارتين .
مشاركة الجزائر في النسخة المغربية لها عدة معاني ، وتبشر بتمتين العلاقات بين المغرب والجزائر بعدما وصلت لخط عدم الرجعة بعد التطورات الأخيرة ، ونخص بالذكر الاختراق السيبراني الاخير لمعلومات شخصية ومهنية تهم مواطنين مغاربة وشركات متنوعة .
مشاركة الجزائر لها الكثير من الدلالات العميقة ، خاصة وان جارتنا الشرقية كانت تندد بشدة بهذه المناورات في دوراتها السابقة ، وحاولت غير ما مرة الحيلولة دون تنظيمها بارض المغرب .
ويتوقع المتتبعون للشان العسكري ان تكون المشاركة الجزائرية مكثفة خلال النسخ القادمة من هذه التظاهرة العسكرية التي تنظمها أفريكوم و التي تحلم اي دولة بالمشاركة فيها .
السؤال الأكثر تداولا في الظرف الراهن هو هل تكون مبادرة "الأسد الإفريقي" سبب الصلح بين الجارتين والذي دام لعقود وحاول المغرب إعادة المياه إلى مجاريها غير ما مرة ومد الملك المغربي يد الصلح للجزائر في الكثير من المناسبات لكن دون جدوى .
هل تصدق هذه التوقعات ، وتبدأ مرحلة جديدة بين الجارين الشقيقين ، هل ستليها خطوات أخرى في هذا الاتجاه ، هل تعود الأخوة لسابق عهدها بعدما تحولت لعداوة طيلة عقود ...
أسئلة كثيرة من هذا القبيل تبحث لها عن أجوبة شافية ، كافية ووافية ، والايام القادمة كفيلة بالإجابة عنها ، وهذا ما يصبو إليه الكثير من عقلاء البلدين وإن تحقق ذلك فستتغير الكثير من أسس المعادلة السياسية .
المستجد الاخير أثلج صدور الكثيرين واول مستفيد منه الشعبين المغربي والجزائري ، وهو حلم طالما راود الشعبين الشقيقين الذين يعتبرون انهم فعلا خاوة خاوة .