رغم امتلاك إيران قوة عسكرية كبيرة ولكنها تعرف أن مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة قد تؤدي إلى تداعيات كارثية على المستوى الداخلي والإقليمي لذلك هي تسعى إلى تعزيز موقعها الإقليمي من خلال سياسة الردع والتحالفات الدبلوماسية، وهذا يتطلب بعض المرونة والقدرة على تجنب التصعيد المفتوح لذلك تتصرف بحذر في مواجهة التهديدات الأمريكية لعدة أسباب تتعلق بالاستراتيجية السياسية والعسكرية
بالتالي، تتبع إيران استراتيجية "التهديد المتبادل" وتستثمر في قدراتها العسكرية مثل الصواريخ والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة،
اذن هل تخشى المواجهة المباشرة مع اميركا ؟
إيران لا "تخشى" الولايات المتحدة بشكل مباشر، فهي تدرك تمامًا القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية وتأثيرها الكبير على الساحة الدولية. لذلك، هي حذرة في التعامل مع التهديدات الأمريكية، و تستخدم أساليب مختلفة لموازنة هذا التحدي ، متبنية استراتيجية الردع، و تسعى لامتلاك قدرات عسكرية قادرة على تهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
على سبيل المثال، قامت بتطوير الصواريخ الباليستية و أسلحة تعتمد على البلازما، مثل الأسلحة الطاقية أو أشعة البلازما ، وتقوم بدعم القدرات العسكرية غير التقليدية من خلال دعم الاحزاب المقاومة للصراع العربي الاسرائيلي مثل "حزب الله" و"الحوثيين" و الحشد الشعبي "
اضف الى ذلك ، اساليب الدبلوماسية والعلاقات الدولية لتقليل التأثير الأمريكي، سواء عبر تحالفات مع دول مثل روسيا والصين، أو عبر تعزيز موقفها في مفاوضات نووية مع القوى الكبرى.
بالتالي، إيران لا تخشى الولايات المتحدة بمعنى الخوف التقليدي، لكنها تدرك القوة الأمريكية وتعمل على حماية مصالحها واستقرارها في ظل هذه التحديات.
هل ستخوض ايران حربا مباشرة مع اميركا ؟
على الرغم من التوترات المستمرة والاستفزازات التي تمارسها الولايات المتحدة ضد ايران فمن غير المرجح أن تخوض إيران حربًا مباشرة مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي. فهي تدرك تمامًا التحديات الكبيرة التي ستترتب على حرب مباشرة مع قوة عظمى مثل الولايات المتحدة ، لكنها تواجه تهديدات اميركا عبر استراتيجية الردع والتصعيد المحدود باستخدام الوسائل غير المباشرة ، مثل توجيه ضربات عسكرية عبر حلفائها في المنطقة أو من خلال استعراض قوتها العسكرية في البحر أو عبر الهجمات السبرانية ، او عبر السياسة الدبلوماسية والتحالفات الإقليمية لتقوية موقفها.
إيران ، تسعى لتجنب حرب شاملة مع الولايات المتحدة؟ نعم ، لانها لا تريد حربا لا تسعى اليها خاصة في ظل معرفتها بأن مثل هذه الحرب ستؤثر سلبًا على أمنها الوطني واقتصادها ، لكنها قد تستمر في التصعيد بشكل تدريجي أو عبر "حروب بالوكالة" مع القوى الإقليمية اذا ما فرضت عليها .
هل ستقف روسيا الى جانب ايران في الصراع الاميريكي الايراني ؟
روسيا تدعم إيران بشكل عام في قضايا استراتيجية ودبلوماسية، خاصة في ما يتعلق بالأمن الإقليمي والاقتصادي، لكنها في الوقت ذاته تحتفظ بعلاقات مع الولايات المتحدة في العديد من الملفات الدولية. لذا فإن موقف روسيا في حال نشوب حرب بين إيران وأميركا سيكون معقدًا ويعتمد على العديد من العوامل
١- التحالف الجيوسياسي : إيران وروسيا تتعاونان في العديد من الملفات الإقليمية، لكن في سوريا حيث كانتا تدعمان الحكومة السورية في مواجهة المعارضة المدعومة من الغرب ، ففي تسارع مفاجئ للاحداث سقط النظام السوري و لا دليل قاطع حتى الان عما اذا كانت روسيا قد تخلت عن هذا التحالف من اجل مصالحها الخاصة وسلمت سوريا التي تعتبر منطقة استراتيجية مهمة في ظل الصراع العربي الاسرائيلي و منطقة الشرق الاوسط من اجل انهاء حربه على اوكرانبا ،روسيا لا ترغب في التصعيد المباشر مع الولايات المتحدة، خصوصًا في ظل التوترات في أوكرانيا وأماكن أخرى. تدخلها في حرب مفتوحة ضد الولايات المتحدة قد يفاقم الأوضاع العالمية ويؤثر سلبًا على مصالحها وهنا يدخل عنصر التوازن الدولي .
2. الاقتصاد والطاقة: إيران وروسيا تتبادلان المصالح الاقتصادية خاصة في قطاع الطاقة والتجارة، وتعملان معًا لتخفيف آثار العقوبات الغربية.
3. الرد على النفوذ الأمريكي : روسيا ترى في دعم إيران وسيلة لمواجهة الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط، خاصة أن روسيا تعتبر الولايات المتحدة خصمًا استراتيجيًا.
هذا كان قبل سقوط سوريا ، ولكن بعد تغيير النظام في سوريا قد تكون روسيا قد ذهبت الى استراتيجية جديدة في ادارة الصراع مع اميركا في الشرق الاوسط
اذن هناك عدة عوامل قد تجعل روسيا مترددة في التصعيد
ضد اميركا ففي الحسابات العسكرية و على الرغم من دعمها لإيران، قد تدرك روسيا أن الحرب بين إيران وأمريكا ستكون مكلفة جدًا وقد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي ، و روسيا تسعى للحفاظ على علاقات متوازنة مع دول أخرى في المنطقة، بما في ذلك دول الخليج مثل السعودية، التي قد تكون في مواجهة مباشرة مع إيران في سياقات معينة.
من المرجح ان روسيا قد تسعى لتجنب التصعيد المفتوح أو الدخول في حرب مباشرة، خاصة إذا كانت الحرب ستؤثر سلبًا على مصالحها الاستراتيجية في مناطق أخرى.
ويبقى ان سياسة ضبط النفس الايرانية اذاء التهديدات الاميركية تبقى رهنا بما يقرره مجنون البيت الابيض وعما اذا فرض على ايران حربا مفتوحة فقد صرحت ايران انها مستعدة لمواجهة اي عدوان عليها ولكنها لن تكون من بدأ الحرب .