كَتَبَ إسماعيل النجار
أميركا التي تهدد إيران هل تستطيع تنفيذ وعيدها؟ أم أنها تمارس أقصى درجات الضغط للترويض عبر التحشيد العسكري؟
واشنطن تحشُدُ للحرب ولا تريدها،
هيَ تمارسُ أقصى درجات الترهيب لتنال مرادها، والذي يحصل يؤكد بأن المحرضين على إيران داخل الولايات المتحدة الأميركية هم أصحاب مصالح وضغائن وليسوا أصحاب عقول،
ألجمهورية الإسلامية الإيرانية دولَة كبيرة وقويَة ولديها الإمكانيات الدفاعيه المتطورة ووسائل هجومية متقدمة ضد الأسلحة الأميركية مهما بلغت درجة تقدمها التكنولوجي والعِلمي،
العقيدة العسكرية الإيرانية مَبنِيَة على الدفاع ولكنها شَرِسَة للغاية وتُظهِر بأسها إذا ما شعرت طهران بخطر يستهدف نظامها الإسلامي،
الشعوب حُرَّة أن تختار نظامها السياسي وقادتها ودستورها، ولها ملئ الحرية بممارسة نشاطاتها السياسية والتجارية مَع مَن تشاء ومَن ترغب، فَمِن غير المنطق تدخل أي دولة بشؤونها وإملاء سياسات معينَة عليها، وهذا يعتبر عدواناً خارجياً وتدخلاً في الشأن الداخلي للدولة،
إيران حُرَّة أن تعادي مَن تشاء المهم هي لا تحاربه وحرَّة أن تبني علاقات وصداقات مع مَن تشاء فهذا شأنها! لذلك لا يحق لأميركا منعها من حرية ممارسة حياتها السياسية والإقتصادية وفرض العقوبات عليها بقوة سيستم الدولار وتحديها وصولاً إلى محاولات منعها من تطوير نفسها كدولة وتأمين حاجياتها ومتطلبات شعبها العلمية المفيدة،
أميركا تحشد عسكرياً لضرب دولة ذات سيادة لم ترتكب أي جريمة دوليه على الإطلاق، بينما إسرائيل تقتل وتعربد وتقصف وتدمر وتذبح الأطفال بلا رادع أو وازع وأميركا نفسها تُطلِق يدها في العالم أجمَع،
على كل حال كما نرى فإن الإستعدادات العسكرية للحرب قائمة على قدمٍ وساق بين واشنطن وطهران ومن حق الأخيرة أن تأخذ جانب الحيطه والحذر،
لكن يبقى السؤال هل تفعلها أميركا؟
أنا برأيي لا أظن،، وواشنطن ترامب أجبَن من أن تُقدم على هكذا خطوة مُدَمِرَة نتائجها الطبيعيه ببساطة أخطر من الحرب نفسها،
واحدة من نتائجها سيكون إقفال مضيق هرمز وإندلاع الحرب بشكل طبيعي، وهذا يعني وقف تدفق النفط إلى العالم وعدم دخول السِلَع والمواد الغذائية لدُوَل منطقة الخليج، وهذا سيرفع من أسعار النفط والمواد الغذائية والقمح والزيوت وما إلى هنالك،
(2) إقفال مضيق باب المندب هذه المرَّة بشكلٍ نهائي ما يحرم منطقة الشرق الأوسط من أهم قناة تعبر خلالها السفن الأميركية لتقديم الدعم اللوجستي لقواتها،
ناهيكَ عن إشتعال جبهة اليمن العراق لبنان فلسطين بالكامل مع العدو الصهيوني،
إن القواعد الأميركية المنتشرة على بساط الخليج العربي هيَ عُرضَة للتدمير من قِبَل القوة الصاروخية الإيرانية وهذا الأمر سيصيب الدُوَل المضيفه للقواعد العسكرية والجوية الآميركية، وسيترك ندوباً قوية على اقتصاداتها لعشرات السنين،
إذاً الأمر سينتهي بمفاوضات وبتراجع ترامب عن مخططاته الجهنمية وسيفشل نتنياهو من تحقيق حلمه بضرب إيران،
على المستوى العربي الحرب ليست من مصلحتهم لأنها ستجري على أرضهم ومن حولهم وبلدانهم ليست مهيئَة جغرافياً وديمغرافياً لتحَمُل هكذا أعباء لذلك ستتجرَّأ دُوَل الخليج وترفع الصوت رفضاً لفلتان الأمور من عقالها، إذ ليس من السهل قبول أغنى ست دُوَل عربية بميزانية تفوق واحد ونصف ترليون دولار إشتعال النار ببلدانهم وخصوصاً أن اليمن ينتظر اللحظة المناسبة للمحاسبة وغيرهم كثيرين، وسقوط سوريا بيد الإرهابيين لن يكون عامل مساعد للخروج من الأزمة بل سيزيدها تعقيداً وحرارة،
أيام معدودة وربما ساعات ستتغيَّر لهجة ترامب وبريطانيا ويحاولون الخروج من مأزقهم عبر بث أخبار كاذبه في الإعلام بأن إيران تجاوبت ووعدت وآ وآ وآ إلخ،
أميركا تفقد هيبتها في المنطقة أمام إيران ومسندها في الخليج ضعيف وخطوط إمدادها بعيدة ومخازنها وقواعدها مكشوفة على وجه الأرض في الصحراء لا جبال تحميها ولا مستودعات محميَة ولا ملاجئ مُحصنَة للجنود،
الإدارة الأميركية أذكى من أن تقع بفخ نتنياهو وإيران بدبلوماسيتها الهادئة لن تنجَر إلَّا إنجرار المضطر وهذا لن يحصل، في النهاية لا حرب ولا ضربات محدودة،
برداً وسلاماً طهران،