الإمام الحسن المجتبى عليه السلام نموذج القيادة الإسلامية الحقّة ...
يوافق منتصف شهر رمضان المبارك ذكرى ولادة الإمام الحسن الزكي عليه السلام، ثاني أئمة المسلمين، وسيد شباب أهل الجنة. هذه المناسبة العطرة تستدعي التأمل في سيرته العطرة التي جسدت أسمى معاني التضحية والإصلاح، فقد كان عليه السلام من أبرز دعاة الوحدة والعدل ونصرة المبادئ الإسلامية الحقة، حيث كرّس حياته لنشر القيم الإلهية، رغم التحديات التي واجهها.
قيادة مستنيرة في ظل التحديات
سار الإمام الحسن عليه السلام على خطى جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبيه أمير المؤمنين عليه السلام في نشر رسالة الإسلام القائمة على الحق والعدالة. وقد كان تعامله مع الواقع السياسي والاجتماعي في عصره انعكاسًا لحكمته الفائقة، حيث أدرك أن الحاكم في الإسلام لا يمكن أن يكون وليًّا على المسلمين إلا إذا كان معصومًا أو يسير بصدق على خطى المعصومين، ملتزمًا بمنهجهم القويم.
موقفه من الحكم والولاية
اتخذ الإمام الحسن عليه السلام موقفًا فريدًا من الحكم، إذ أدرك أن الانحراف عن النهج المحمدي الأصيل يشكل خطرًا على الأمة. لذلك، حرص على بيان الفرق الجوهري بين ولاية المؤمنين القائمة على العدل والتقوى، وبين الحكم القائم على المصالح الشخصية والاستبداد. كان صبره وحكمته نموذجًا في كيفية مواجهة الفتن، وسعيه إلى تجنب سفك الدماء بين المسلمين يعكس رؤيته العميقة للمستقبل.
الإمام الحسن عليه السلام والوحدة الإسلامية
لم يكن الإمام الحسن عليه السلام يسعى إلى الحكم لأجل السلطة، بل كان همه الأوحد تحقيق وحدة المسلمين ورفع راية الإسلام. فقد ضحى بالكثير في سبيل حقن الدماء، وهو ما جسد أسمى صور القيادة النبوية الحكيمة.
في ذكرى ميلاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، نستذكر مواقفه المشرقة ونتعلم من نهجه القويم كيف تكون القيادة الحقة القائمة على العدل والتضحية، ونسعى لاستلهام دروس الوحدة والتقوى من سيرته العطرة.
جليل هاشم البكاء
