كتاب واراء

ناجي أمهز في عام ٢٠٢٣ قال : انتخاب الرئيس عام ٢٠٢٥ وحزب الله سيضيع فرصته الذهبية

كتب ناجي أمهز:

كثر يسألونني: لماذا لم أكتب منذ فترة أي شيء؟

 

أنا عادةً لا أكتب لمجرد الكتابة، كما ان ما اكتبه هو للنخبة التي تحتاج الى مادة سياسية للنقاش وبناء استراتيجيات حقيقية وواقعية.

 

مثال على ذلك، كتبت في 6-6-2023، أي قبل سنة ونصف، مقالاً حمل عنوان: "لبنان أمام، إما فرنجية رئيس، أو تطبيق الطائف وإلغاء الطائفية السياسية".

 

في هذا المقال جاء:

 

"أمام الجميع حتى نهاية الشهر السابع للتوافق على الرئيس، على أن يكون لبنان مع بداية الشهر 11 قد انطلق إما نحو لبنان الجديد، أو ستتمدد الأزمة حتى عام 2025 حيث يكون لبنان أمام تطبيق الطائف وإلغاء الطائفية السياسية. وهنا سيكون الخاسر الأكبر هو الطائفة المارونية التي تمنحها الأعراف الكثير من المكاسب على حساب بقية الطوائف."

 

وبالفعل، لبنان في الشهر الحادي عشر من عام 2023 دخل منعطفًا جديدًا مع دخول حزب الله معركة إسناد غزة في 8-10-2023.

 

كما أن الانتخابات الرئاسية لم تحصل في الشهر السابع من عام 2023، رغم كل التصريحات الصادرة من أرفع المسؤولين الدوليين واللبنانيين التي كانت تتوقع حصول الانتخابات بعد أسبوع أو بعد شهر، إلا أن الانتخابات حصلت بالتوقيت الذي اشرت اليه، وهو عام 2025.

 

أما الحديث عن تطبيق الطائف، فإن دولة الرئيس المكلّف القاضي نواف سلام سيطبّق اتفاق الطائف وكل ما يتعهد ويلتزم فيه، ويمكن مراجعة بعض بيان تكليف دولته،

"وجاء فيه: دعوته الى تنفيذ "احكام الطائف التي لم تنفذ بعد، واصلاح ما نفذ خلافا لنصّه". كما أكد انه "حان الوقت لبدء فصل جديد متجذر بالعدالة والأمن والتقدم والفرص ليكون لبنان بلد الأحرار المتساوين بالحقوق والواجبات".

 

ومع تطبيق الطائف وإلغاء الطائفية السياسية، وقيام الدولة المدنية، التي تتساوى فيها الطوائف، حيث لن يبقى أي منصب أو وظيفة حكرًا على طائفة محددة مما يعني خسارة الموارنة لبعض المراكز والمناصب الاساسية التي كرست لهم منذ قيام دولة لبنان الكبير.

 

على كل حال الطائفة المارونية طالما نادت بتطبيق اتفاق الطائف.  

 

كما انه "رغم كل الأسماء التي طرحت من قبل مختلف القوى الدولية والداخلية، إلا أنني حصرت الترشيح بين اسمين فقط، وهما العماد جوزاف عون والوزير فرنجية. وبالفعل، في الختام، لم يبق الا اسمين فقط للرئاسة العماد عون والوزير فرنجية الذي اعلن انسحابه من السباق الرئاسي ."

 

ومن يقرأ المقال بتمعن سيجد فيه أنني وجهت رسالة واضحة إلى حزب الله وحلفائه بانتخاب رئيس قبل نهاية الشهر السابع. وبحال عدم الاتفاق على فرنجية، فليُنتخب العماد جوزاف عون، لأن الأمور بعد الشهر السابع ستخرج من يد حزب الله وحلفائه.

 

تصوروا بجملة واحدة، وقبل عام ونيف، اختصرت المشهد السياسي بأكمله، الذي يحصل امامكم اليوم.

 

وبالفعل، بعد مرور الشهر السابع تموز 2023 وتعثر انتخاب الرئيس، كتبت يومها ما لا يمكن لأحد أن يكتبه، وهي رسالة واضحة للحزب بأنه فوت فرصته الذهبية.

 

تصوروا شخصًا يكتب هذا الكلام، في وقت كان يمتد فيه نفوذ الحزب على مساحة الإقليم، وقد اعتُبر مقالي حينها نوعًا من الجنون.

 

كتبت في 31-7-2023: "هل يخرج الحزب نفسه من السياسة ويعود إلى حالة ما قبل 2005؟"

جاء في المقال:

 

"الحزب يتصرف بأخلاقيات عالية جدًا، لا تنفع أبدًا في السياسة اللبنانية التي في غالبيتها تقوم على الكذب والمراوغة والخداع وبيع المواقف ونقل البندقية من كتف إلى كتف."

 

اليوم بعد عام ونيف على المقال، سيعود الحزب إلى ما كان عليه قبل عام 2005. وأنا مع هذه العودة وارجو ان يلحظ الحزب ما جاء في المقال المنشور.

 

خاصة ان غالبية حلفاء الحزب "نقلوا البندقية من كتف الى كتف" لاسباب ربما هي اكبر بكثير من قدراتهم التمثيلية والشعبية بسبب متغيرات اقليمية.

 

لن أطيل عليكم، فأنا لا أكتب لأضيّع وقت أحد أو لأحصل على سكوبات أو إعجابات.

 

أنا أحترمكم وأحترم عقولكم، 

همّي هو تقديم انموذج سياسي متمرس في زمن القحط، والضجيج الاعلامي والسوشيال ميديا.

 

أما البقاء في فضاء نجوم التحليل الإعلامي السياسي امثال الذين قالوا إن الجنرال جوزاف عون لن يصل إلى الرئاسة، وقد وصل. 

 

وتحدثوا عن اعادة تكليف الرئيس ميقاتي الذي لم ينال الا ٩ اصوات بينما كلف القاضي نواف سلام الذي نال 85 صوتا.

 

الدول والشعوب وحتى الطوائف لا تنهض الا بالرصانة والعمل الجاد والبصيرة، 

والطائفة الشيعية، إن لم تقم بمراجعة حقيقية وعميقة، فالأمر يومئذ لله. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

بالختام اسال الله ان يحفظ هذا الوطن، وان يحتكم الجميع الى اللعبة الديمقراطية والعمل السياسي وحتى التنافس السياسي من اجل خدمة لبنان بعيدا عن لغة التخوين ومن خسر ومن انتصر، لان القادم في لعبة الدول صعب جدا جدا جدا.

 

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد