كتاب واراء

ترامب ونتن ياهو وجهان للأطماع....!

كتب د نزيه منصور 

بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية في ولاية ثانية، حيث سبق وفشل بعد ولايته الأولى وفاز بايدن وكاد أن يفجر الولايات المتحدة عبر اقتحامه مبنى الكابيتول مع أتباعه، وما زالت تداعيات ذلك الحدث تلاحقه، وقد سُجلت في صحيفة أعماله السوداء ولم تُمحَ رغم إعادة انتخابه واقتراب موعد دخول البيت الأبيض في العشرين من الشهر الجاري وبدء ممارسة السلطة وعلى قاعدة: أول دخوله شمعة على طوله...!

فقد أعلن عن رغبته بضم دولة كندا بسبب حمايتها من قبل واشنطن وكلفتها الباهظة، وبالتالي يقتضي حذفها عن الخارطة الدولية ومن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وسفاراتها في مختلف عواصم العالم، وإلغاء عملتها الوطنية، وبالتالي تصبح الولاية الواحدة والخمسين. ولم يكتفِ بكندا ورغب بضم بنما...!

وتعتبر قناة بنما أهم معبر مائي في العالم من حيث التجارة الدولية وعبور أضخم السفن التجارية والمداخيل المرتفعة من الرسوم والضرائب، وإذا احتاج الأمر فسيحتلها بالقوة، ويضيف إلى طمعه ضم خليج المكسيك وتبديل اسمه إلى خليج أميركا وشطب المكسيك. ويذهب أبعد إلى جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك والتي تربط بين أميركا الشمالية وأوروبا، وتزيد مساحتها على مليوني كيلو متر مربع والغنية بالمعادن النفيسة والنفط والغاز ....!

والوجه الآخر للأطماع هو رئيس وزراء الكيان المؤقت نتن ياهو، والذي أعلن عن إحياء فكرة شرق أوسط جديد، والذي سبق وضم الجولان السوري المحتل، وأول من اعترف بقانونية ذلك ترامب ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس بعد أن أعلنها النتن عاصمة للكيان المؤقت. والآن بعد انهيار النظام البعثي وهروب بشار الأسد، احتل جبل الشيخ واجتاح عشرات الكيلومترات من الأراضي السورية، ودمّر القدرات العسكرية الجوية والبحرية والبرية والمصانع الحربية من دون أي اعتراض من الذين يشغلون إدارة سوريا أو ما يُعرف بحكومة إدلب...!

الأول يعلن عن أطماعه في الحدائق الخلفية للولايات المتحدة بذرائع واهية، والثاني ينفذ ويحتل ويضرب عرض الحائط كل الأعراف والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية بدعم أميركي سياسي مادي وعسكري ويرتكب أفظع الجرائم الإرهابية والإبادة الجماعية وينتهك حقوق الإنسان بحق الشعب الفلسطيني، لكن الشعب اللبناني ألحق به الفشل الذريع والهزيمة النكراء من خلال القاعدة الذهبية في ٢٥ أيار ٢٠٠٠ و٢٠٠٦ و٢٠٢٣ و٢٠٢٤ بعد زلزال الكيان على طول الحدود اللبنانية - الفلسطينية  حتى العمق وتهجير ٥٤٠ مستوطنة ولأول مرة منذ ١٩٤٨ حتى تاريخه....!

وعليه تنهض مما تقدم تساؤلات عديدة منها: 

١- لماذا هذا الطمع الأميركي في الحدائق الخلفية للولايات المتحدة والتهديد باستعمال القوة في حال المعارضة من شعوبها؟

٢- لماذا يتمدد نتن ياهو على طول خطوط المواجهة مع سوريا ويحتل أهم موقع استراتيجي وأعلى قمة تكشف فلسطين من دون أي اعتراض من قادة (الثورة) وتجاهل ذلك، وفي الوقت ذاته تستباح مقامات الأقليات في سوريا؟

٣- هل تستكين كندا والمكسيك وبنما والدنمارك لإدارة ترامب؟ 

٤- هل الأمم المتحدة ومؤسساتها التي ولدت على أنقاض عصبة الأمم لحفظ السلم والأمن الدوليين عقب الحرب العالمية الثانية قادرة على تحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها؟

د. نزيه منصور


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد