مر عام كان قاسيًا للغاية على كافة الصعد، وكنت أعلم أن كل شيء بعد عام 2022 لن يكون كما كان قبله أبدًا.
حاولت جاهدًا مع الساسة والناس، لكن أصوات الأبواق كانت أكثر تأثيرًا من صوتي. دفعنا ثمنًا باهظًا قد لا يمكن تعويضه لأسباب كثيرة، ومنها أن السائد بين العوام لم يدرك حجم ما وصلنا إليه.
هناك فئة لا تريد أن تعرف أن العالم تغير، وأن الخاسر فيه هم فئة معينة. ما حصل يشبه الحرب العالمية الثانية بالحرف، ونحن امام تقسيم جديد، ينهي مفاعيل الحرب العالمية الثانية.
هذا التغيير بدأ عام 2014 عندما اعترفت أمريكا بهزيمتها في العراق وأفغانستان، فكان لا بد من العودة إلى المستشرق البريطاني الذي حكم هذه المنطقة لأكثر من 500 عام، في الظل والعلن. وقد وضع مخططه على الطاولة أمام الديمقراطيين (الديمقراطي الأمريكي ينتهج السياسة البريطانية في حكم الشرق الأوسط، بينما الحزب الجمهوري الأمريكي ينتهج السياسة التلمودية والتوراتية في حكم منطقة الشرق الأوسط). لكن اليوم، أصبحت أمريكا مضطرة إلى تقاسم النفوذ مع البريطانيين؛ لذلك ستتولى بريطانيا حكم جزء من هذه المنطقة من خلال الإخوان المسلمين، بينما ستتولى أمريكا حكم الجزء الآخر من خلال إسرائيل.
نقاط تحليلية لعام 2025:
أمريكا في العالم العربي:
اليوم أمريكا سياسيًا لم تعد موجودة في العالم العربي، لكنها ستبقى جاهزة لاستخدام لغة الكاوبوي ضد كل من تطالب بريطانيا بضربه.
السياسة البريطانية والاستشراق:
من يريد أن يعرف ماذا يجري في عالمنا العربي والإسلامي عليه أن يراجع الاستشراق البريطاني. اليوم تُطبق السياسة البريطانية في العالم العربي والإسلامي، مما يعني توسعًا كبيرًا جدًا للإخوان المسلمين في كل العالم العربي والإسلامي.
روسيا:
روسيا لن تُدمَّر، لكن صدقوني روسيا الاتحادية ستذوب مثل قطعة جليد وستختفي تمامًا إلى الأبد.
الصين وتايوان:
الصين ستدخل بحرب كبرى مع تايوان، وينتقل السوق الصناعي إلى الهند.
إيران:
إيران في خطر كبير لا أريد الحديث عنه، وأنصحها بأن تلتقي مع بعض النخبة اللبنانية بشكل ضروري.
أفغانستان:
أفغانستان ستشن حربًا كبرى على إيران بعد الهجوم الأمريكي الإسرائيلي.
باكستان:
بداية تقسيم باكستان إلى أقاليم مرة جديدة، واقتتال عنيف جدًا بين الوهابية والمتصوفين في هذا البلد، ومن ثم استلام الحكم من قبل الإخوان المسلمين.
العراق:
تثبيت التقسيم وأزمة حكم شيعية بسبب العقلية الحاكمة وحجم الفساد غير الطبيعي. حتى الأمريكي لن يتدخل في الشأن العراقي.
سوريا:
حياة مأساوية للشعب السوري، ولن ينجو إلا من كُتبت له الحياة. تستمر سوريا في صراع دموي حتى عام 2030، وبعدها تُقسم.
لبنان:
أمام خيارين لا ثالث لهما: إما يزول كما كتبت لكم عام 2017، أو تصبح هناك دولة:
في هذه الدولة، سيعود الشيعي كما كان قبل نصف قرن. فالشيعي لم يستفد من الفرصة التي مُنحت له دوليًا، ولم يستفد من مقدراته ومقدرات أبناء طائفته حيث استثمر في أشياء غريبة عجيبة لا تُسمن ولا تُغني لا في السياسة ولا في الاقتصاد والاجتماع.
حتى المسيحي سيكون أمام خيارات صعبة جدًا. فالمسيحي حتمًا أمهر من الشيعي بأشواط في السياسة والاقتصاد والإعلام، لكنه أيضًا سيكون دوره السياسي محدودًا جدًا.
أما طائفة الموحدين الدروز، فسيجتمعون في وادي التيم وبعضهم سيكون تحت حماية إسرائيلية أو ضمن حدود إسرائيل الجديدة. حتى دروز سوريا سيخضعون لنفس المعايير. ومن يرفض هذه الفكرة يمكنه مراجعة مقالي الذي نشر في 4 - 11 - 2024 تحت عنوان "بحال هزمت المقاومة: استيطان إسرائيلي، سوري، فلسطيني، الشيعة إلى العراق، الدروز إلى وادي التيم، وقيام دولة علوية" وهو مقال نشر قبل شهر من سقوط بشار الاسد، يعني هذا المقال الذي لا يدخل عقل وكتب قبل شهر من سقوط بشار الاسد اليوم اصبح حقيقة خاصة ان البعض كان ينكره ومنهم من يصدقني ويؤمن بكتاباتي لكن كان يظن انني بكرت على كتابة مثل هذا المقال الذي ربما يحتاج الى سنوات ليتحقق.
لبنان سيعود الى حاضنة عربية فاعلة جدا ومن يحكم سوريا سيحكمه، لذلك التسرع خاصة عند بعض المسيحيين سيكون مكلفا جدا عليهم بالسياسة فلا مكان للمسحيين في العالم العربي الجديد الذي تحكمه بريطانيا، ومن يعترض يمكنه مراجعة بعض ما كتبه الاسقف كانتربري روان ويليامز قبل عقود.
السعودية:
يُنصب الأمير محمد بن سلمان ملكًا على السعودية. وبعدها، وقبل أي تعديلات دستورية ملكية، سيقوم الملك محمد بن سلمان بإلغاء كافة الأحكام الدينية، مما يؤدي إلى تغييرات ديمغرافية وجغرافية في السعودية.
الكويت:
ستنغلق على نفسها بالمطلق وتعيش اضطرابات داخلية كبيرة جدا، قد تؤدي الى تغيير كبير في ديمقراطيتها وحرية افراد شعبها، وسيسطر الاخوان المسلمين على غالبية مناصبها وعلى قرارها الداخل والخارجي.
اليمن:
حرب طويلة جدا وعاصفة جدا ومدمرة جدا تستخدم فيها حتى الاسلحة النووية.
قطر:
نفوذ عربي واسع جدا حتى حساب الامارات التي تدخل بصراعات داخلية قد تؤدي الى انشقاقات بين مختلف دول الامارات، حيث يصبح جزء منها تابع للكيان الاسرائيلي وجزء اخر تابع لحكم الاخوان المسلمين.
الأردن:
يتقاسم فيه الملك عبد الله الحكم مع الإخوان المسلمين بحال قبل الإخوان بهذا الأمر، مما ينعكس على مصر التي تجتاحها الفوضى، وفي عام 2026 يحكمها الإخوان المسلمين.
فلسطين:
نهاية دولة فلسطين بالكامل وتهجير قسم إلى الأردن وقسم إلى مصر. ومن يبقَ عليه أن يخضع للشروط والقوانين الإسرائيلية تمامًا.
تركيا:
ستعود السلطنة الى سابق عهدها لكن هذه المرة مهمتها ليست ضد روسيا، بل مع الاكراد، وستستمر هذه الحرب حتى عام 2028، وبعدها يبدا العلمانيين باستعادة دورهم ومكانتهم في تركيا ايضا بقرار بريطاني اخوان الرئيس المتوفي "اتاتورك".
استشراف الأحداث من الماضي:
من لا يريد أن يصدق ما أكتبه، أتركه مع بعض ما كتبت سابقًا وصدقت فيه حتى النخاع.
عام 2022 حذرت من خمس نقاط أساسية رفضتها الأبواق التي تعيش بعزلة عن الضوء والحقيقة. هؤلاء منفصلون تمامًا عن الواقع، وللأسف صدقهم الساسة الذين انجرفوا خلف الشعبوية، مع أن رجل الدولة هو من يتبع الحقيقة ويطبقها حتى لو كان الجميع ضده.
عام 2022 كان عام الوحش. هكذا أسميته في مقالي "ماذا سيحصل بالعالم مع بداية 2022" الذي نشر في 2-1-2022، وملخصه: "نحن الآن لسنا في العام الجديد بل في العالم الجديد."
وفي 22-1-2022، كتبت مقالًا بعنوان: "بين أوكرانيا ولبنان.. الروس سيشعلون المنطقة بحرب العشر سنوات". تجاوز المقال تعداد قراءه الملايين العرب. في هذا المقال توقعت اندلاع الحرب في أوكرانيا واستمرارها، وأيضًا توقعت أن يدخل لبنان في أزمة حادة نتيجة الصراع الدولي والإقليمي على موارده.
خاتمة:
العالم يتغير بسرعة، ولا مكان للضعفاء أو المترددين. من يريد أن يصنع المستقبل عليه أن يقرأ الماضي جيدًا ويتعلم من دروسه. نحن اليوم في عالم جديد تمامًا، ومن لا يصدق سيأتي يوم يدرك فيه حقيقة ما أكتبه.
ناجي امهز 1 -1 - 2025