كتاب واراء

قراءة في إطار النضال الوطني

كتب د . سليم الخراط

وطني نستعجل العافية والتعافي ..

قراءة في إطار النضال الوطني ..

الأخوة في القيادة الجديدة للدولة :

لاتستعجلوا الأمر اكثر مما يجب، لاتسرفوا في استخدام القوة، أقيموا مؤسسات الدولة أولا بإعادة تنظيم هيكلتها ..، نظموا القوانين والتشريعات والمؤسسات المسؤولة عن التطبيق ..، لا تضعوا العربة أمام الحصان وتطالبوا الناس بالسير معكم، أؤكد لكم ان الجميع مع الدولة ..، الجميع مع سيادة القانون ..، طبعا القانون الذي يطبق على الجميع أيضا ..، قانون العدالة والمساواة ..!! .

_ احدثوا المؤسسات المسؤولة عن تطبيق القوانين ولا تتركوا باب الفتنة مفتوح على مصراعيه .. .

_ شاركوا كل اطياف المجتمع في بناء المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية ولا تنسوا أن أمركم شورى بينكم، ولا تنسوا أنهم سواسية كأسنان المشط في مجتمع ثورة الحرية والديمقراطية .. .

_ أطلقوا عفواً عاما عن الجميع وابدأوا صفحة جديدة بيضاء ..، فما الفائدة من تبييض السجون حين تعود لتملأ لمجرد أن البعض عسكري أو موظف في النظام البائد ويعرف القاصي والداني ..، فلا تنسوا ان هؤلاء ضحايا النظام البائد والمغلوب على أمرهم ..

_ لا تعتقلوا ولا تحاسبوا الا عن طريق مؤسسة القضاء ومن تلطخت ايديهم بالدماء والفساد .. .

_ اسحبوا المظاهر المسلحة من الشوارع فهذا مشهد يستفز الناس لاسيما ان هؤلاء ليسو على سوية واحدة في الأداء والتصرف ..، علما ان هذه المشاهد غير موجودة إلا في ما يسمى البيئة الحاضنة السابقة ..!!، وكذلك هذه البيئة ليست على سوية واحدة في التصرف وردود الفعل .. .

_ لا تطالبوا الناس بأكثر من طاقتها فقد تعبت والجميع يريد أن يرتاح وكلهم مع الدولة السورية الموحدة ..، وما سبق كان وانتهى إلى غير رجعة بعد حكم استبد بالوطن أكثر من نصف قرن لشعب سورية وقد اجتمع مهندسا في لوحة كلوحة الجوكندا الخادعة في تحليلاتها بألوان من كل أطياف المجتمع السوري، حتما لا يفسد للود قضية ويمكن محاسبتهم عن طريق القضاء المختص وليس عن طريق الجماعات المسلحة المنتشرة في الشوارع أو هكذا تراهم الناس ..، نحن نحتاج سرعتكم في تدارك الأمور صونا للثورة وحماية للحرية ولما أنجز في تاريخ الثورات في العالم كله .. .

_ سارعوا إلى معالجة الأمور الخدمية كالرواتب والاجور والكهرباء وتطبيق القوانين ومن دون انتقائية ليرتاح شعبنا الذي قاص. وشهد الآلام بانواعها .. .

_ يوجد في سوريا كفاءات وموارد بشرية ومادية لو تم توظيفها كما يجب لكنا في مصاف الدول المتقدمة والجميع مستعد لتقديم كل مالديه من إمكانيات فنية ومعرفية ..، فسارعوا إلى استثمارها وجذبها وتفعيلها ولا تكرروا تجربة الإلغاء والتهميش والتطفيش ..!! .

_ الخطاب ثم الخطاب ونحن نرى في خطاب القيادة الجديدة أنه جيد ومشجع وعلى الجميع الالتزام به والتعاون معه من كل الاطياف والألوان لبناء وطننا الغالي ..، فنحن نريد للأفعال والممارسات أن ترتقي إلى مستوى الخطاب الوطني الفاعل .. .

ان الرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي ليست سوى افكار ونظريات تشكل أساسا وقاعدة تصلح لاعادة بناء الدولة السورية والتي تستوجب حشد كل الطاقات الفكرية والسياسية في إطار تنظيمي وطني يسعى إلى تكوينه أبناء الوطن السوريين لديهم خبرتهم في الشؤون الوطنية والسياسية والإقتصادي والمالية النقدية والثقافية عايشوا وتعايشوا مع أزمات وطن يكاد ينهار تعددت بأنواعها واشكالها ..، وقد أيقن كل منهم بعقله ووجدانه بأن الوطن ينهار بقيمه المعنوية قبلالمادية ..!!، وان من الواجب عليهم السرعة في توحدهم للتلاقي على المشاركة والمساهمة في عملية الإنقاذ الوطني للوطن بما يملكون من ملكات وطاقات قادرون على تحقيقها .. .

 

لطالما تمنيت تمنيت أن اعود طالبا ..

ففي قراءة وبحث مطول فيه الكثير مما يجب أن نفكر ونعمل عليه ..!!، وهو ما يخص القراء والمهتمين في ثقافة الجذور والهوية والانتماء ..، كانت محاضرة شيقة للدكتور حسين جمعة عضو مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية ( سورية ) بتاريخ ظهر يوم 4 / 12 / 2024

في المركز الثقافي لأبي رمانة ... تناولت حوارا بعنوان : 

الثقافة وجذور الهوية والانتماء ..!!

اطلعت وتابعت وسمعت ورأيت وأحسست أنها الحقيقة لكنها منمقة لا يجاهر بها ونحن نعلم هذه الحقيقة اليوم ..، لقد تعددت وتنوعت الثقافات فكان اليوم الرائج منها ثقافات جديدة مضمونها في الطعن والكفر في الجذور والهوية والانتماء ..!!؟؟

فهناك ثقافة جديدة تتمثل في ثقافة الكفر في الانتماء والهوية ..!!، والتي خرجت علينا في ظل تداعيات الأزمة ومفرزاتها وطنيا واجتماعياً والأحداث التي تتابعت، حيث انحصرت في دائرة المجتمع الوطني السوري الذي بدأ يتخلى البعض منه مكفرا بهذه الثقافة والتاريخ التي كانت سببا لرحيل ابنائنا الشبان والكثير من الأسر رحيلا متنوعا خياريا أو إجباريا قصريا ولضرورات ومبررات واهمها ..!!؟؟ضروة العيش الكريم واحترام الإنسان ..!! .

أما ماذا عن واقع التمسك بالجذور والهوية والانتماء وقد اصبحنا بعيدين جدا عن ثقافة الواقع في ظل الاحداث الجارية وتداعياتها، واكثر ما نحتاج إليه اليوم هو ثقافة الإصلاح اولا ..!! وقبل كل شىء رغم تنوع وتعدد الثقافات .. .

فنحن نحتاج إلى ثقافة اصلاح المؤسسات الوطنية والعقليات المتحجرة التي لا تريد ولا تحاول الخروج من سياسة الصندوق الاسود ..، لتحاول أن تعى وتفهم الوطنية والهوية والانتماء والجذور ليفهم من فقدوا هذه الثقافة ممارسة ..، أو الممارسين لثقافة الواقع المتمثلة بثقافة الفساد الجديدة التي انتشرت كالنار في الهشيم فارضة نفسها كواقع اليوم ..

نعم نحتاج ثقافة الإصلاح اولا التي لن تبدأ إن لم نطلق تشاركية حقيقة في الطرح والبحث عن الحلول ..، اولا اقتصاديا بالتوازي مع الحلول السياسية ما يلزمنا اليوم بإطلاق الحوار الوطني الجامع الذي مازلنا نتجاهله ونتغافل عنه ..!!، والبدء في الإصلاح مباشرة في مؤسسات الوطن مجتمعة لنعزز فيها مفهوم الانتماء الوطني الذي فقده معظمنا، وان نعي هويتنا وجذورها وتاريخها ونحن نعلم مدى حاجتنا للتكامل ما بين ثقافاتنا الوطنية التي يجب ان تواكب وتؤازر بتكامل الأدوار بين وزارات الوطن من التربية والتعليم والثقافة ..، وخاصة ثقافة الدين وتعدداتها بحكم الطوائف والمال والتي ركيزتها وزارة الأوقاف البعيدة عن واقع مجتمعاتنا وبنيتها وليست حاضرة في خطابها الديني اخلاق ومبادىء وعمل بقدر ما كانت البحث عن ظهور وتمظهر ومريدين من جيل جديد يفرض نفسه على من تبقى من بركة الوطن من مشايخ وطننا الذين نحبهم ونحترمهم ونفتقدهم كل يوم ..، مرورا بكل الوزارات المعنية في المفهوم الوطني مكانة والتي هي بعيدة عن ترجمة هذا الواقع، وهي عاجزة عن ترجمة العمل لفرض ثقافة الإصلاح الوطني لتبقى متخبطة في قراراتها ونرجسيتها العمياء التي لا ترى فيها إلا نفسها ..، بحيث لم تعد ترقى وترتقي لمستوى ثقافة الانتماء والجذور والهوية ..!!، لطالما ثقافة الأنا والبحث عن المصلحة والمنفعة هي الثقافة السائدة، وهي أول مشاكلنا واعظمها والتي ذهبت بسياساتها بالوطن فيما وصل إليه اليوم من طعن غادر يحاول إصابتنا في مقتل .. .

نحتاج بدون مجاملة إلى العودة لنفهم ثقافتنا وما تعنيه جذورها وتاريخها وهويتنا وانتمائنا لنعزز الروابط فيها استنادا لماضينا وتاريخنا مع الواقع وتداعياته وارتداداته اليوم .. .

المادة ٢٢ من دستور الجمهورية العربية السورية ارتقت بالمواطن العربي السوري ليكون أساسا مبنيا استنادا لجذور هويته وتاريخه وموطنه وضرورة الحفاظ عليهم، ولكن المواطن اليوم يفتقد حقوقه التي شرعتها هذه المادة من الدستور السوري في ظل إغفال الوطن عن واجباته المطلوب تحقيقها للمواطن والتي تحقق العيش الكريم وتحقق العدالة والمساواة ..!!، وقد أكد دستورنا الحفاظ على هذه القيم والأخلاق الوطنية التي تؤكد العيش المشترك بين فئات وشرائح المواطنين السوريين المتعددة الانتماءات وبين أفراد المجتمع بشكل خاص .. .

لذلك كان ويبقى واقعا أن الانتماء للوطن هو تاريخ وجذور وهوية وهي التي تحمي المواطن الانسان وتقدره وتحافظ على كرامته وتهيىء له الحياة في ظل العيش المشترك بعدالة متساوية بين كل أفراد المجتمع وقد خلقوا سواسية كأسنان المشط ..!! .

الوطن اليوم أصبح يمارس ثقافة جديدة في ظل واقعه الأليم، بحيث أصبح الوطن هو من اعيش على أرضه ويأويني ويحافظ على حقوقي وبحميني، والواقع هو الكفر بتجاهل ثقافة وطننا اليوم الذي كان سببا في دفع ابنائنا للرحيل عوضا عن استيعابهم وتكريمهم، وهم الذي صدموا العالم اين ما تواجدوا بابداعاتهم التي ازهلت الدول بعطاءاتهم وذكائهم ومعاملتهم وتقبلهم لاحترام دول جديدة أصبحوا متمسكين بها، لتمسكها بمنحهم العدالة والمساواة والتقدير لهم والوقوف إلى جانبهم في وضعهم ومحنتهم متفهمة لحاجاتهم وعطشهم لتحصيل ما يستحقون من حقوق واحترام لهم يتم تقديمه وقد حرم منها في أوطانهم .. .

الثقافة كانت واليوم هي المدخلات للوهن الإنساني التي تحولت لروابط معرفية لأنساق تعددت وتنوعت فرزت انواع من الثقافات في الفكر والممارسة والعمل ..!!، فما كانت روح الثقافة وجوهرها وحقيقتها إلا حين تكون الثقافة هي الهوية والإنتماء للوطن وجذوره ..!!، فلم تكن الثقافة إلا القوة التي تتمثل بقوة الوعي بالوجود والهوية والانتماء وقوة استقلال القرار ..، وتجذير الوعي بالحق والحرية والعدالة والمساواة والدفاع عن الذات .. .

لقد كان المثقف هو الواعي والملتزم والقدوة بقضايا الأمة والمجتمع مالكا لجميع الأنساق المعرفية والمتمكن منها كونه يحمل رسالة إنسانيةمجتمعية وطنية ..!!؟؟

لذلك كان المثقف والثقافة كما الربط ما بين التراث بالمعاصرة ..، وهو شرط أساسي للهوية التي تنفي أي قطيعة بالتراث مع المعاصرة، ونحن قد أصبنا وابتلينا بها ..!!، فالثقافة المتجذرة بجذورها كما الثقافة العربية والإسلامية والتي كانت مثالا لاستيعاب كل الثقافات، بحيث لم تنغلق على نفسها ولم تتخذ لنفسها نسقا واحدا ..،!! .

لذلك كانت الثقافة في حقيقة المثقف ما بين المثقف اللا منتمي والمثقف المنتمي ..!!؟؟

واللامنتمي هو المثقف النفعي التابع المتسلق العميل المتطبع المنافق المدعي .. الخ ..!!، خاصة ونحن نعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه ..!!، وهي حقيقية هذا المثقف..!!، وهم ممن نشهد وجودهم وتكاثرهم كل يوم ..، واليوم أكثر مما سبق ..، فلا المثقف محايد ولا الثقافة محايدة ..، خاصة وأن الثقافة في مضمونها تعني الحفاظ على الهوية والانتماء والتمسك بالجذور والتاريخ ..!! .

نحن اليوم قد ابتعدنا عن الوطنية المتمثلة بالجذور والهوية والانتماء، وأصبحنا فاقدين للأخلاق في اكثريتنا واقعا مفروضا وعرته وكشفت عيوبه حقيقة الالم الذي نعيشه نتيجة أزمتنا الوطنية ..، فاللغة وعاء الثقافة ومضمونها، فقد افتخر العرب منذ عصر الجاهلية بشعرائهم كونهم حصن وقوة للدفاع عن تراثهم وحضارتهم ..، والاسلام أول من وضع الاديب في ثقافة الدفاع عن الأمة وهو ما نفتقد له اليوم ..!!، ومع الأسف في كل شىء ..!!، نعيش على جهلنا المستمر بالتقادم وعدم استقرائه بشكل صحيح كما نرى في ما يجري اليوم وطنيا ..!!، ونحن نعيش تحقيق الامل في تحقيق مستقبل وطني تجمعه العدالة والمساواة في ظل دولة القانون وهو المنتظر العمل على تحقيق ما أمكن منه من ثورة الحرية السورية ..!! .

لذلك كانت جذور الثقافة الملتزمة بدءا بالدفاع عن القبيلة التي هي جزىء من قبائل أوسع ..!!، لطالما كان الوطن مكان وشعب وسيادة تتواجد عمقا في مبادىء اخلاق كل الإنسانية عصبية أو قبلية في كل مجتمعاتنا العربية ..، فالانتماء والجذور وطن الإنسان وهويته، والوطن إرادة العقل الذي فهم الانتماء وأركانه . ، فثقافتنا العربية لم تكن يوما سكونية ..، لكنها ارتقت وتحولت من هوية صغيرة إلى هوية اكبر مجتمعيا وإنسانيا لتفرض واقعنا العربي والإسلامي كارتقاؤها مثلا : من الإنسان المواطن الدمشقي إلى السوري الهوية لمواطن عربي وإسلامي ..

والمطلوب في حاضرنا انغلاق الأمة على نفسها وليبقى الكل يدعي الحقيقة، وهو واقعنا وحقيقته المؤلمة لا اكثر، فهذا يوم التحولات والحرية والديمقراطية ..!! .

لقد كانت وستبقى الهوية علاقة منطقية ما بين شيئين متحدين ما يحقق التكامل من العناصر وطنيا وأخلاقيا وقدوة حسنة تحقق العدالة والمساواة ..!! .

ليبقى المثقف المنتمي هو من لا يستطيع أحد انتزاعه من وطنه ومن هويته ومن تاريخه ومن حضوره الإنساني ونحن نفقد هذا الحضور كل يوم دون أن ندري ..!! .

لذلك لم نجد في كل مؤتمراتنا تاريخيا مؤتمر عربي إسلامي دافع عن الهوية العربية والإسلامية ولا عن فلسطين ولا حتى عن سورية اليوم ..!!؟؟

 

 

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد