كتاب واراء

طار الأسد من اللاحق...!

كتب د . نزيه منصور 

واجهت سوريا أحداثاً أمنية منذ ما عُرف بالربيع العربي سنة ٢٠١١، ما بين النظام السوري من جهة والتنظيمات المسلحة من جهة أخرى. اختلط فيها الحابل بالنابل، وكانت متعددة المشارب، حيث كان النظام التركي اللاعب الأول، إذ اجتاحت القوات التركية إلى جانب النصرة وأحرار الشام والجيش الحر وقسد  وغيرها المناطق السورية، وتدخلت روسيا الاتحادية حفاظاً على مصالحها، فما كان من أردوغان أن اعترض الطائرات الروسية وأسقط طائرة حربية وقتل أحد طياريها، فشنّ بوتين غارات على القواعد التركية، وساندت الجمهورية الإسلامية الجيش السوري مع الحلفاء من اللبنانيين والعراقيين وغيرهم، إلى أن أدى الروسي دور الوسيط، وجرت مصالحات وسيطر الأميركي على مصادر النفط والغاز بحجة ملاحقة الإرهاب.....!

هدأت المعارك إلى حد ما. وفجأة وفي أقل من أسبوعين، سقطت المدن السورية الواحدة تلو الأخرى، من دون إطلاق رصاصة. وفي ليلة ليس فيها ضوء قمر، طار بشار الأسد بعدما مارس السلطة ٢٤ سنة متواصلة على متن طائرة روسية إلى بلاد الدب الأبيض طالباً اللجوء السياسي، وترك خلفه جيشاً من ٢٥٠ ألف جندي وضابط وكل الأجهزة المدنية والعسكرية وحزب البعث العربي  وبذلك أنهى فترة حكم والده التي تجاوزت ما يزيد على نصف قرن ...!

آلت السلطة إلى أبو محمد الجولاني الذي خلع بذته العسكرية وشذب لحيته وارتدى البدلة مع رابطة عنق، وراح يتلقى التبريكات والتهاني من القاصي والداني، وأصبح نجماً ديبلوماسياً وسياسياً من دون منافس في بلاد الشام...!

تبع ذلك حراك إعلامي وسياسي وتحليلي ومن الأجهزة الاستخبارية يتحدث ويبشر بأن سقوط الاسد ليس هو وليس الأخير، فعجلة التغيير انطلقت بكل الاتجاهات. وهنا بدأت التنبؤات حول الذي سَيَلي الاسد في بلاد العرب، منهم يرشح الأردن، ومنهم من يرى مصر مؤهلة وتتقدم على أنظمة المنطقة في التغيير ويجد بالرئيس المصري السيسي صاحب الحظ الأوفر بالرحيل، خاصة أن الشارع المصري تحرك مطالباً بتنحية الرئيس السيسي، رغم أنه يتظلل بالمظلة الأميركية ويرتدي العباءة السعودية، مما يثير الشك بصدور قرار لعزله وإلحاقه بالأسد ليس بالضرورة إلى موسكو، وقد يكون زين العابدين بن علي الرئيس التونسي الراحل قد أوصى للرئيس المصري السيسي باللجوء إلى مملكة الخير  والإقامة الشاملة من دون أي كلفة....!

بناءً على ما تقدم تنهض تساؤلات عديدة منها:

١- هل ما حصل في سوريا خطوة للتدرج باتجاه أنظمة عربية أخرى؟ 

٢- من هو صاحب الحظوة المرشح ليكون الأول بعد بشار الأسد؟ 

٣- من وراء مسلسل إسقاط الأنظمة؟

٤- هل تتجه المنطقة إلى حالة من الفوضى خدمة لشرق أوسط جديد خدمة للعدو؟

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد