كَتَبَ إسماعيل النجار
المقاومة تقوم بتضميد جراحها ولَملمَة صفوفها وستجري قراءَة سياسية معمقة للأحداث الطارئة وتعيد تموضعها بما يحفظ جهادها وتضحياتها ولن تُضحي بإنجازاتها وجمهورها،
بعد خطاب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم وتفنيدهُ بنود المرحلة الخمسة بنداً بنداً نجحت توقعات القريبين من المقاومة والمُقربين منها بما توقعوا أو تنبئوا بما يجب أن يكون وما على المقاومة فعله أو تجنبه،
بدايةً حزب الله في أولوياته المطلقة اليوم وللسنوات القادمة يريد ترتيب بيته الداخلي كأولويَة لوقف الإنتقادات وتجنب الملاسنة مع بيئتهِ الحاضنة المضحية لذلك هو بدأ دراسة عدة خطوات ينوي الإقدام عليها وأهمها تقييم دور وعمل كل فرد وكل مجموعه ووحدة خلال هذه الأزمة الخطيرة التي مَرَّ بها الحزب على مستوى لبنان طيلة فترة الحرب، بعد ذلك سينتقل إلى المكافئة والمحاسبة والإقصاء لبعض الأفراد الذين قصروا عمداً أو تخلفوا أو لم يكونوا بقدر عالي من المسؤولية إتجاه خطورة ما جرى وما كان يجري بدأً من الميدان وصولاً إلى البيئة النازحة،
لدى قيادة الحزب القدرة على ترميم نفسه بسرعه ومداواة جراحِهِ بصمت من دون الخروج للإعلان عن ذلك،
أيضاً حزب الله سيذهب إلى أبعد من المحاسبة أي نحو إصدار تشكيلات وتناقلات سيجريها داخل كيانه السياسي والتنظيمي سيكون على رأسها قادة القطاعات ومسؤولي الشُعَب ومراكز قيادية أخرىَ لن تستثني الأجهزة الأمنية للحزب من القاعدة حتى رأس الهرم ومن ضمنها اللجنة الأمنية بكل تفاصيلها على مستوى الساحة اللبنانية،
هذا على المستوى الإداري والتنظيمي والعسكري وغير ذلك،
أما على المستوى الإجتماعي سيطغى إهتمام الحزب بالبيئة الحاضنة على كل المستويات الإجتماعية والمادية أكثر من أي وقت مضىَ وستبدي المؤسسات الخاصة بهِ إهتماماً وعناية كبيرين بكافة العوائل وعلى جميع المستويات،
أما على الصعيد الشيعي فإن حزب الله سيبقى ملتصقاً إلتصاقاً ملحمياً مع حركة أمل وستبقى الهوية اللبنانية عنوان العيش والتعايش الأزلي بينه وبين مل مكونات المجتمع اللبناني المتنوع،
الجيش بالنسبة لحزب الله عماد الوطن وكافة المؤسسات الآمنية والحكومية ستبقى محل تقدير الحزب واحترام لها كبير جداً وإحترامها واجب والتعاون فيما بينهم قائم بما يساعد في تطبيق القانون وحفظ الأمن والمؤسسات وصون العدالة في وطن يشمل الجميع برعايته،
أما بالنسبة للتموضع السياسي تعلمَ حزب الله من تجارب تحالفاته جميعها في الماضي وعلى رأسها تحالف كنيسة مارمخايل التي إنتهى مفعولهُ بخروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا وتمرد باسيل على المقاومة، لذلك لم يَعُد لحزب الله على الساحة المسيحية مساحة واسعه للتموضع إلا فيما عدآ تفاهمات قد لا تتعدى مقدار اعطيني وبعطيك عالقطعه لأن الماضي أثبت بأن حزب الله كان بالنسبة للبعض فقط مرحلة انتقالية أو حسر عبور بعد ذلك نقلوا البندقية من كتف إلى آخر بسرعة البرق وعلى رأسهم باسيل ووئام وهاب وأسامة سعد وآخرين، لذلك سيكون التعاطي مع البعض على القطعه ولا أحد قادر على الغاء او إقصاء الطائفة الشيعيه في لبنان حتى لو استعان بالعالم بأسرِه وسيبقى حزب الله والرئيس نبيه بري هما أصحاب الكلمة الفصل في كل شيء مهم في لبنان والتاريخ يشهد،
على الصعيد الإقليمي فإن حزب الله قوة لا يستهان فيها لَم تَهُن أو تضعف إنما حوصِرَ وهذا الأمر لا يضعفهُ وأوراقهُ كافية لأن يلعب أي دور وسيبقىَ كما كان بإذن الله تعالى،