أمهات الشهداء….قلوب تنزف صبرًا وتنبت مجدًا
✍️د. بتول عرندس
يا أم البنين، يا رمز الصبر والأمومة الخالدة، أنتِ التي قدّمتِ أبناءك الأربعة قربانًا لله ودربًا للحق مع إمامك الحسين عليه السلام، كيف تسطر الحروف ما يتجاوز الكلمات؟ فأنتِ أمّ لم تسأل عن جراحها بل عن الحسين.
يا أمّ الشهامة والعطاء، صوتك يصدح في قلب كل أمّ لبنانية قدّمت فلذة كبدها دفاعًا عن الأرض والعرض. لقد أزهرت دماء أبنائِك شجرة الكرامة، كما أزهرت دماء الشهداء في لبنان أزهار النصر، وقد امتزجت دموع الأمهات هناك بدموعك، ليكتبن جميعًا بدموعهنّ قصيدة الصبر والخلود.
يا أم البنين، لستِ وحدكِ من ودّعت أبناءها لتقدّمهم قرابين على مذبح الحرية، بل أصبحتِ مع كل أمّ في لبنان التي وقفت أمام نعوش فلذات أكبادها، تحمل لواءك في الصبر والإيمان.
إلى كل أمّ لبنانية فقدت ابنها في المقاومة، قولي كما قالت أم البنين: “لم يكن ابني وحسب، كان ابني هو قضيتي، وها أنا أودّعه، لكنه يبقى حيًا في كرامتي وأرضي”.
أنتنّ النساء اللواتي ضربتن مثالًا في التضحية، فكما بقيت أم البنين شامخة بعزّ الحسين، تبقين أنتنّ شامخات بعزّة الجنوب وعنفوانه.