د محمد هزيمة
كاتب سياسي وباحث استراتيجي
مرة جديدة يكشف الارهاب عن نفسه ليفضح هوية مشغيلية في سوريا ويميط اللثام عن وجه تركيا الحقيقي وتماهي رئيسها مع أطماع الغرب وشراكته مع إسرائيل للسيطرة على المنطقة ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد بمعايير أميركيه تمهد لانطلاقة “خط الحرير لربط الشرق بالغرب” فيه كيان اسرائيل قلب العالم مركز تصدير الطاقة وبوابه التجارة الدولية دور تتحكم فيه تل أبيب بالعالم كله قوة اقتصادية عظمى بتأثير ونفوذ يكمل الاطباق الأميركي على الاقتصاد العالمي يقطع الطريق على الصين يهمش دور الغار الروسي مستعيضا عنه بحقول البحر المتوسط ويحاصر إيران غرب آسيا تمهيدا لتقويضها من الداخل وبذلك تحكم امريكا سيطرتها على العالم كله من شعوب وامم لعقود من الزمن وتتحكم بمصاير الاوطان وسياستها
هي استراتجية أميركية لمشروع كبير عملت عليه الإدارات المتعاقبة مهدت له سياسيا عسكريا وإعلاميا واعدت العدة مهية ظروف نجاحه لتثبيت قوتها وتعزيز نفوذها واحتاج منها اللعب بأنظمة وقلب حكوماتها مع توسعها بنشر قواعد عسكرية، وتعزيز قواها البحرية بأساطيل تجوب المياه بحار ومحيطات وسيف عقوبات اقتصادية ومقصلة حروب أمنية بجبهات تستعر لعصابات جندتها عصا انقلاب على دول شتتها انهكت جيوشها كل ذلك ضمن خطة عميقة لمركز القرار الحقيقي والحكومة الخفية التي ترسم مصلحة أميركا العليا بنفوذ اللوبي الصهيوني وتاثير شركات النفط ومصانع الأسلحة وإدارة المصارف وامبروطريات الإعلام ضمن استراتيجية تتجاوز الإدارة وشخص الرئيس وهوية الحزب الحاكم، تقوم على سياسة المصالح الأميركية وقدرة تامين خطوط إمداد عسكري بدعم مستمر يتجاوز القوانين ولأنظمة ويضرب بعرض الحائط قرارات تعترض مصالح واشنطن السياسية يحضر فيها حق النقض المكرس في مجلس الأمن “الفينو” لدولة دائمة العضوية صاحبة حق الموافقة والرفض لم تبخل به يوما في دعم إدارة التوحش والجريمة طالما تخدم مشروعها تجلى اخرها منذ اسابيع مع العدو الإسرائيلي بدعم استمرار حربه الاجرامية لزرع مجازره في غزة ولبنان وصولا إلى سوريا اليمن وإيران وتهديد السلم العالمي بحرب إبادة لم يسبق لها مثيل في عصرنا ، بالوقت الذي تدعي واشنطن إدارة البيت الابيض انها تحمل مبادرة سلام وترعي هدنة بين المقاومة والعدو الاسرائيلي نجحت فيها على جبهة لبنان واتفقذت اسرائيل من نفق معركة خاسرة، وعلى هامش اعلان السير بالهدنة أطلق رىيس حكومة تل ابيب نتنياهو العنان لتهديد سوريا مهددا سوريا محذرا رئيسها من الاستمرار بموقفه الداعم لقضية فلسطين ونصرة شعبها، ولم يكن تهديده عبث بل كلمة سر حركت الجماعات الإرهابية والمجموعات التكفيرية التي تمولها تركيا في شمال سوريا على توقيت أردوغان وفق مصالحه السياسية ، بعدما أوفد مدير استخباراته إلى بلاد العم سام لتهنئة الرئيس المنتخب دونالد ترامب واضعا تركيا بلسان أردوغان بخدمة ترامب عارضا تحريك جبهة الشمال في سوريا زاعما أن ذلك يسهم في زعزعة سوريا ونظامها ويوصل إلى فرض تغيير عليها بما يتماشى مع سياسة ترامب ترتيب شرق المتوسط والتفرغ لمواجهة كبرى مع الصين ، معركة صعبة قد تغير ملامح العالم كله، الذي وصل مرحلة اقرب إلى الاصطدام الكبير الذي تخشاه أميركا نفسها ولا يريده ترامب الذي يدخل البيت الأبيض بظروف تغيرت كليا وربما تكون التسويات سيدة المرحلة فالرئيس يصل الى البيت الأبيض بأولية اقتصادية تعهد فيها :
ـ لجم ارتفاع الأسعار الاستهلاكية
ـ العمل لخفض فاتورة الطاقة
ـ الانسحاب من حرب اوكرانيا
وهذا يفرض على ترامب سياسة خاصة تفرمل الاندفاعة الأميركية بحروب والتورط فيها، اولا للتخفيف عن دافع الضرائب الأميركية ووقف استنزاف الخزينة وتخفيف العجز باكبر اقتصاد عالمي
ثانيا هذا بحد ذاته يحتم تهدئة الجبهات وترتيب واقع أميركا بعد دخول باب المندب جزء من المعركة ابتعد منه الأميركي تحت تأثير ضربات القوات المسلحة اليمنية وصنف خسارة استراتيجية لامريكا وكبرى اسرائيل
في حين دخل دور اسرائيل داىرة البحث نتيجة واقعها الجديد بعد فشلها في الحرب،
وهذا وضع منطقة الشرق الأوسط تحت المجهر وسط جبهات ملتهبة عرض نفسه التركي بديلا عن القوات الأميركية في سوريا يضمن مصالحها الاستراتيجية وهذا يتكامل مع سعي اردوغان التوسع على حساب الجوار العربي وإمساك اوراق داخلية لمرحلة لاحقة أمام خشية زعيم الإخوان المسلمين من ادارة ترامب لأزمات العالم والدخول في تسوية مع روسيا تجنب التصعيد، وبذلك يقضي على اخر طموحات أردوغان واحلام الامبروطورية ويكون ادى اخر رقصاته على حبال التناقضات السياسية، والتوجس من هاجس الدعم الاميركي لاكراد سوريا في الشمال بمشروع يتعتبره خطراً وجوديا على تركيا ومستقبلها يهدد أمنها الاستراتيجي الذي بدات تظهرت عليه علامات ضعف بزمن تحولات كبرى تنهى أحادية القطب واسقطت تفوق إسرائيل وأسطورة جيشها والخشية أن يسري على تركيا الدور ، بالوقت الذي تتغير فيه التوازنات السياسية والعسكرية ويستعد العالم لخارطة جديدة تستشعر فيه حكومات بعدم استقرار وخشية على مستقبلها وتعمل لجمع اوراق،الا انها تعثرت عند أردوغان بعد رفض الرئيس السوري بشار الاسد لقاء قمة تجمعه برئيس دولة تحتل جزء من أراضي سوريا رغم تدخلات روسية ووساطة إيرانية وآخرها سعودية على هامش القمة العربية الإسلامية، لم يقبل بها الرئيس بشار الأسد
قبل انسحاب تركيا من الأراضي السورية التي تحتلها والاعتراف بوحدة الأراضي السورية وانهاء ملف السوريين النازحين الى تركيا
هذه الشروط برغم احقيتها وقفت سدا بوجه مشروع أردوغان وطموحاته الاستعمارية دفعته لتحريك الإرهابيين متقاطعا مع نتنياهو ورغبة أميركية بهدف ارباك الساحة السورية والضغط على المقاومة اللبنانية في معركة كبيرة لتغيير هوية المنطقة بما فيهم سوريا ولبنان