ميخائيل عوض
قبل ان يطل الامين العام لحزب الله كما عودنا القائد الشهيد السعيد نصرالله او يصدر بيان من الحزب يضع النقاط على الحروف ويعلن بلسانه الصريح والشفاف بنود وملاحق اتفاق وقف النار سنضل في حيرة واي استناد لما تنشره الوسائل الاعلامية الاسرائيلية او تصريحات المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين يبقى قاصرا واي استنتاج سيكون خاطئا بناء على معلومات ومعطيات غير موثوقة ولا موثقه.
في الاعلانات الاسرائيلية الامريكية وتسريب الفقرات السرية الغام كثيرة وخطيرة من غير المنطقي ان يكون حزب الله قد قبلها.
فالتسريبات لا نطابق حقائق الميدان ولا انجازات ابطاله الاساطير وابطال الصواريخ والمسيرات ولا يستثمر في الانجازات ذات الطابع الاستراتيجي بحسب علوم الحروب ومدارسها ولا يكافئ التضحيات الجسام التي قدمتها المقاومة وشعبها.
الاخطر ما سرب عن تفويض مندوب سامي امريكي عبر اللجنة بالإشراف على الجيش واليونيفيل وتفويضه حكما محكما.
قالها السيد حسن نصرالله في اطلالته الاولى بعد طوفان الاقصى العجائبية: امريكا العدو وهي تقود الحرب وتوعدها واشاد بالمقاومة العراقية واليمنية وثمن دورها وساحاتها باعتبارها الساحات الاساسية للاشتباك مع امريكا وتستهدف ترحيلهم وكان اشار بيديه الطاهرتين على اثر اغتيال قاسم سليماني متوعدا الامريكيين الذين جاؤوا احياء واقفين عاموديا بإعادتهم جثث ممددين افقيا.
فهل من المنطقي ان تقبل المقاومة بعد كل التضحيات والاثمان وتعطي تفويضها لقاتل سيدها وقائدها ولمن دمر ضاحيتها ومدنها وحواضرها الامرة على جنوبها وتفوضه بالسيادة التي طالما تغنت بتحقيقها بالدماء والتضحيات؟؟
لن ينفع تبريرا يقول: ان المسؤولية على الحكومة والمفاوض.؟ فالحكومة والمفاوض والمنظومة ليست هي من تقاتل ولم تتنكب او تتطوع لمهمة التحرير والتوازن الاستراتيجي ولا هم من اعدوا الرجال والسلاح للزحف والصلاة في الاقصى ولم تكن المنظومة يوما مؤتمنه على السيادة والمقاومة والتحريران والثروات والودائع وطالما سلمت الزمام للأمريكي واطلقت يد السفارة الامريكية في الدولة والجيش والمجتمع .
وبالممارسة العملية الجارية ومنذ نشأت القضية الفلسطينية وصار لبنان ومياهه وجغرافيته مطمعا للإسرائيل لم تلتزم اسرائيل بأي اتفاق او بقرار دولي او معاهدة وبالأمس اعتقلت لبنانين ذاهبين الى بلداتهم واملاكهم وقتلت مواطنين واطلقت النار على اعلاميين.
واعلن متحدث عن الجيش فرض منع تجول جنوب الليطاني وكأنه احتله وحاكمه العسكري ولم تتحرك الدولة ولا المفاوض فتردعه بمنطق حق الدفاع عن السيادة وتطبيق قرار وقف النار.
في التسريبات والممارسات الجارية تتصرف اسرائيل بان يدها العليا وكأنها حققت غايتها وانتصرت في الحرب عكس وقائع الميدان ومعطياته ونتائجه.
ماذا لو تطاولت اسرائيل اكثر؟ وماذا لو تمادت وفرضت قرارها في الجنوب؟ واستمرت طائراتها ومسيراتها تحتل سماء لبنان؟ وماذا اذا تذرعت ولم تنسحب خلال ال٦٠ يوما وبالأصل لماذا اعطائها٦٠ يوما وامر انسحابها لا يحتاج الا لبضعة دقائق وقد فعلها جيشها في حرب تموز ٢٠٠٦.
خسرت لبنان والامة والمقاومة سيدها وقادتها وعدد من كوادرها ومجاهديها وهجر شعبها ودمرت البلدات والمدن لكنها لم تخسر الحرب ولم يظهر عليها ارهاقا او تعب او مظاهر الانكسار .
فهل تصاب بما اصيبت به سوابقها بوباء التفريط بالتضحيات والانتصارات المحققة في الميدان وتفرط على طاولات السياسة والدبلوماسية؟.
ان حصل فهو امر مهول وقد تعودنا عليها منذ نشأتها تخوض الجولات وتنتصر وترصد بالنقاط وتعد العدة للتحرير والزحف .
في الامر ان والاتفاق وما يسرب من بنوده يعاكس حقائق الميدان وتوازنات الحرب ومجرياتها. اين القطبة المخفية؟
لن نكتشفها قبل ان يقول حزب الله كلمته في بيان او على لسان امينه العام.
وتبقى حقائق الميدان وحاجات الأزمنة والتاريخ والزمن القوة الحاسمة الفاعلة والمقررة فان انتكست توعكت المقاومة فخيارها لا ولن تموت ابدا.
سبق ان انتكست وتوعكت مقاومات وتبدلت فصائلها وعقائدها وأسمائها وتشكيلاتها منذ ال٤٨ وقبل. الا ان حقيقة الجغرافية والأزمنة اكدت اصالتها كفكرة وكحاجة وكجهد واجب وعندما رحلت منظمة التحرير والاحزاب تو لدت المقاومة الاسلامية وتعملقت وحققت ما كان يعتبر معجزات.
لا سيادة ولا حياة ولا دور او مكانة ولا نهوض للبنان الا بخيار المقاومة تستمر وتتجدد وتعالج الاخطاء وينهض خيارها من توعكه وتجاوز الكمائن والمطبات .
ما احوجنا الى طلة الشهيد السعيد القائد الفذ والاستثنائي السيد حسن نصرالله.