سمير السعد
في زحمة الأحداث، يبقى اسم الشهيد نصر الله خالداً في قلوب الأحرار، وتسطع سيرته في سماء المجد كالنجم الذي لا يغيب. التاريخ لا ينسى، وكلماتنا مهما كانت، لن تستطيع أن تعبر عن عظمة هذا القائد الذي خاض معركة الحياة بكل ما أوتي من عزيمة وإيمان، فكان مثالا يحتذى به في الشجاعة، والتضحية، والمقاومة.
لقد سطر الشهيد نصر الله ملامح فجر جديد بدمائه الزكية، وقدم دروساً في البطولة لم ولن ينسها شعبه. فكما كانت كربلاء مهد التضحية والفداء، كان نصر الله امتداداً طبيعياً لجدة الحسين عليه السلام، حيث لا مكان للمساومة على المبادئ، ولا وقت للندم على ما قدمه من تضحيات.
قائد لم يكن فقط مقاتلاً، بل كان رمزاً للأمل في زمن اليأس، فكان يقف في الصفوف الأمامية، يتقدم بلا تردد أو خوف، يضحي بنفسه من أجل أن يعيش الآخرون في كرامة وعزة. كانت معاركه ليست مع الأعداء فقط، بل مع كل ما يهدد كرامة الإنسان وحقوقه.
رحل نصر الله، لكن سطور ملاحمه ستظل باقية في قلوب الأجيال القادمة. سيكتب التاريخ عنه قائداً مستشهداً، سطر اسمه بدمه على صفحات النصر. ومن اليوم فصاعداً، ستظل سيرته ملهمة لكل من يطلب العزة، ولكل من يحمل شعلة الحرية في قلبه.
ويظل في ذاكرة الأحرار والشرفاء، ليس فقط كقائد عسكري، بل كرمز لأسمى قيم الإنسانية. في كل لحظة من حياته، كان يقدم مثالاً حيًا للإنسان الذي يضع قضايا أمته فوق كل اعتبار. لم يكن يبحث عن مجد شخصي أو منصب، بل كانت أهدافه الكبرى تتمثل في تحرير الأرض، وصون الكرامة، وتحقيق العدالة. كان حلمه أن يرى شعوب المنطقة حرة من قيود الظلم، حاملةً راية النضال ضد الاستبداد والعدوان.
وفي لحظاته الأخيرة، عندما شهد آخر معركة له، كان يعلم أن الطريق إلى النصر محفوفٌ بالتضحيات، وأن الشهادة هي تاج الشرف الذي يليق بالأنبياء والأبطال. لم يكن نصر الله وحده في معركته؛ فقد كان الشعب بأسره يقف خلفه، يدفعه إلى الأمام بكلماتهم، بصلواتهم، وبقلوبهم التي نبضت بالإيمان والثبات.
ورغم استشهاده ، لا يزال صدى صوته يتردد في آذان الأجيال، تلك الأجيال التي ستتعلم من سيرته أن الطريق إلى النصر يتطلب التضحية والإيمان، وأن الجندي الذي يضحي بحياته من أجل وطنه ليس مجرد مقاتل، بل هو رمز للوطن بأسره.
إن التاريخ الذي سيخلد اسم نصر الله، سيذكره بشموخ وكبرياء، كقائد استشهد في سبيل مبادئه، كما سيذكره كحافز للأمل في زمن من الشكوك والخيبات. فكل قطرة دم أهرقها كان لها أثر، وكل خطوة خطاها كانت تقرب الأمة من النصر المنشود. وبذلك، سيبقى ، كما بقيت دماء الحسين عليه السلام، نبراسًا ينير طريق الحرية والكرامة.
اخيرا ، يبقى الشهيد نصر الله رمزًا خالدًا للتضحية والوفاء، وقصة ملهمة ترويها الأجيال جيلاً بعد جيل. لقد قدم روحه فداءً للأرض والعرض، ليبقى اسمه في ذاكرة الأمة محفورًا بحروف من نور. لن ينطفئ ضوء نضاله، ولن يُمحى أثره من قلوبنا، بل سيظل نبراسًا ينير دروبنا في مسيرتنا نحو الحرية والعزة. فكل شهيد هو بذرة في أرض الوطن، تثمر صبرًا وجهادًا، وتبقى ذكراه تخلد في تاريخ لا ينسى. رحم الله الشهيد نصر الله، وجعل شهادته مصدر إلهام لكل من يسعى للحق والعدالة، ولتكن سيرته طريقًا نسير عليه جميعًا، حتى نصل إلى النصر الذي حلم به.