كَتَبَ إسماعيل النجار
كَبَّرَ القوم وصَلُّوا الفجر جماعةً على طريق الضاحية والبقاع والجنوب،
سارت مواكب العودة ممزوجةً بالفرح والدموع وزغردت البنادق في الضاحية شكراً لسواعد الأبطال الذين لا زالوا مرابطين تحت المطر وفي لطمات البرد القارس،
هناك جنوباً ترابطُ خيلُ عليٍ والحسن والحسين وعباسنا منذ الرابعة فجراً في إستراحة صلاة النصر،
بالأمس قلنا سيدي لَم تَمُت أنتَ لَم تفارقنا لا زلت بيننا وكيف لا وأنت رسمت لنا طريق النصر ولا زلت بيننا شاهدٌ على تحقيقه، سيدي ما خذلتنا ولا خذلناك، ما تركتنا ولا تركناك عظيمُ الأمة بعدما إطمئَنَّ علينا سيغادرنا إلى مثواه الأخير تاركاً خلفه مقاومة ونصر ورفاق دربٍ بمئات الألوف لطالما أحبهم وعشقوه،
أيها الإخوة،،،،
اليوم دخل وقف إطلاق النار حَيِّز التنفيذ بعد شهرين من القتال والتصدي لهجمات جيش عدونا المجنونة عَجِزَ خلالها العدو عن تحقيق أي إنجاز،
لقد كنتم تواجهون أمريكا وأَوروبا وحلف الناتو بصورة إسرائيل وكبدتم العدو خسائرَ قد لا ينساها ولا تتعوَّض في نخبة جيشه ومقاتليه، إسرائيل هذه لم تتعرض في تاريخها إلى قصفٍ كالذي قامت به المقاومة ولم تتجرَّأ دولة عربية أن تفعل ما قامت به المقاومة، حيث لم يبقى مستوطنة أو مدينة أو قاعدة عسكرية أو مطار إلَّا وصعقتها المقاومة بنيرانها في سابقة لم تحصل،
أيها الإخوة أن إنتصارنا أبيض لا غبار عليه، هم تحدثوا عن مرحلة ما بعد حزب الله وها هو لا زال شامخاً رغماً عن أنوفهم، رفعوا سقف مطالبهم ولم ينالو سوى الضربات والهزائم وأثبتَ أبناؤمم أنهم الرجال الرجال وأسيادهم،
لا تنظروا إلى حجم الدمار ولا أعداد الشهداء بل أنظروا إلى وجودكم الذي كانَ مهدداً بالزوال،
لقد أثبتنا للعالم أننا عصيين عن الإقتلاع لأن جذورنا في لبنان أعمق من التاريخ نفسه،
مبروك لنا ولكم الصمود والنصر