د. بتول عرندس
في قلب المحنة التي تعصف بلبنان، تبرز المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد علي السيستاني دام ظله كصوتٍ أبوي وحاضنٍ للشعب اللبناني، مدفوعةً بتوجيهاته الراسخة بأن لا يشعر أي لبناني بأنّه بلا سند. تعكس هذه الرعاية الحانية رسالة واضحة إلى الشعب اللبناني، بأن دعمهم والوقوف بجانبهم في الأزمات هو واجبٌ راسخٌ لدى المرجعية، التي تؤمن بواجبها تجاه الأمة جمعاء، بغض النظر عن اختلاف الجغرافيا أو الطوائف.
متابعة ميدانية وتوسع في تقديم المساعدات
استمرت فرق مكتب سماحة السيد السيستاني دام ظله في لبنان، بإشراف وكيله الحاج حامد الخفاف المعروف بتواضعه وحبه للشعب اللبناني، بتقديم المساعدات المادية للنازحين جراء الاعتداءات الصهيونية. ومع تزايد الأعداد وتوسع أماكن النزوح، كانت فرق المكتب حاضرة باستمرار على الأرض، حيث تم تقديم المساعدات لمراكز الإيواء في بيروت بشكل منظم ومستمر منذ بداية أزمة النزوح.
وخلال الفترة الماضية، تزايدت مراكز النزوح مع توسع رقعة المتضررين، فبادر مكتب السيد السيستاني إلى الوصول للمراكز الجديدة التي تم استحداثها، ومنها: جامعة عبد الرحيم مراد – بلوك C، جامعة عبد الرحيم مراد – بلوك G، معهد CIS، مدرسة البسطة الثالثة المختلطة، مدرسة لويس الأرمنية، مدرسة لبنان الأخضر، ثانوية بيروت العربية، مدرسة دار الحنان. كما امتدت جهود المكتب إلى مراكز نزوح في صيدا والشمال والبقاع، لتشمل بذلك جميع المناطق المتأثرة، مما يعكس التزام المرجعية بتقديم الدعم بطريقة تشمل جميع المحتاجين.
توجيهات السيد السيستاني: حضنٌ أبوي في قلب المحنة
شكلت التوجيهات الأبوية للسيد السيستاني رسالة أمل ودعم نفسي للنازحين اللبنانيين. فكانت كلماته لهم تنبض بالدفء: “لسنا بعيدين عنكم، نحن معكم، وسندكم، ولن تشعروا بأنكم وحدكم في هذه المحنة”. هذه الكلمات تعبر بعمق عن فلسفة المرجعية في تقديم الدعم، إذ لم يكن الدعم ماديًا فقط، بل حمل في طياته إشارات عميقة إلى أن المحنة تجمع قلوب المسلمين وتوحدهم في بوتقة من التعاضد والرحمة.
ورغم كثافة أعداد النازحين في بيروت والمناطق الأخرى، فإن مكتب السيد السيستاني لم يدّخر جهدًا في تقديم المساعدات بطرقٍ منظمة تحفظ للناس كرامتهم وتظهر أسمى معاني الإنسانية. إن المرجعية في العراق كانت وستظل حاضرةً في كل لحظة عصيبة يعيشها الشعب اللبناني، حيث تعكس جهودها قيمة الإخاء الحقيقي الذي يربط البلدين ويعمّق أواصر الوحدة.
أيها السيدُ الحاني على الجراحِ
يدَك البيضاءُ ترفعنا من الجراحِ
نحن في بيروتَ نازحونَ غرباءُ
لكن بفضلكَ، نشعرُ أننا في الحضنِ والإخاءِ
أنتَ الأملُ في زمنٍ غابَ فيه الضياءُ
يا مرجعاً يسمعُ الشكوى، ويزيلُ البلاءَ
قدّمْتَ لنا المأوى، وأعطيتَ بسخاءِ
وكنتَ لنا أباً حين ضاقَ الفضاء
بوركَ فيكَ يا منبعَ الإنسانيةِ والعطاء
يا سندَ الضعفاء في ليالي الشقاء
سنحفظُ عطاءَك بدعاءٍ وإخلاصِ
وندعو لكَ بالسلامِ في كلِّ الأمصار