بقلم الأستاذ الدكتور حسام الدين خلاصي
منذ منتصف القرن الماضي ومع انقضاء الحروب العالمية تبين أن القوة العسكرية ومستلزماتها العلمية هي من يحدد موقع كل دولة أو تيار في العالم .
وبدأت محاولات السيطرة بالتدريج على ماتم تقسيمه من دول في العالم ، فنشأت المحاور والتحقت بها الدول تباعا وفقا لمصالحها وأيديولوجياتها وتبعا لدرجة قوتها العسكرية إن وجدت .
وحصل هذا الأمر واستمر حتى انهيار الاتحاد السوفيتي وأعيد تموضع الدول من جديد وألغي محور وارسو وتركت دوله كاليتيمة فبحثت كل واحدة عن تكتل جديد وبعضها استدرك وبعضها ظل هائما.
وحمل القرن الجديد مفاجأت لم يكن يتوقعها أحد إلا ماندر وكان من أبرز ماجرى في منطقتنا بداية عام 2000 من أمور مهمة :
1. ظهور الإسلام السياسي المسلح كتنظيم الأخوان المسلمين والقاعدة وداعش هذا الاسلام ظهر كتنظيم عالمي يلجأ للسياسة تارة وللسلاح والإرهاب تارة أخرى .
2. تراجع الأيديولوجيا القومية العربية في منطقتنا أمام الأيديولوجيا القطرية أو الإقليمية ، ثم مالبثت وبسرعة ظهرت أيديولوجيات عرقية و دينية وغيرها داخل القطر الواحد .
3. تعاظم المكاسب السياسية والجغرافية للكيان الصهيوني عبر التفاخر من قبل المنظرين والحكومات العربية وغيرها بالتطبيع و توأمة العلاقات والانفتاح على الكيان المحتل كصديق غير ضار .
4. لم يعد الكيان الصهيوني عدوا للعرب والمسلمين بل بات للعرب أعداء عرب و أتراك ، وصار المسلمين أعداء غير الصهاينة وهي إيران الدولة التي تربعت على عرشت العداء للعرب والمسلمين بدفع صهيوني بحت .
5. صارت المقاومة عار وحركة مشبوهة مثيرة للفوضى وتهدد الاستقرار وصار الاستسلام والقبول بالكيان الصهيوني والاحتلال أمرا محتوما .
6. تفسخت الدول العربية وتباعدت عن مصالح بعضها وتم اختراع معركة طرفية لكل بلد على حدة وكل نظام عربي صار لديه الحجة أن يرتب أولوياته شرط أن لايقترب من الكيان الصهيوني ،وعلى سبيل المثال فقط لنعرف ، مصر عليها أن تحارب أثيوبيا من أجل مياهها مثلا والإرهاب على أرضها وتحارب تركيا ومرتزقتها في ليبيا ، وكثير من الأمثلة وبقيت سورية الدولة الوحيدة التي لا تغمض عينيها عن فلسطين وعن دعم حركات المقاومة رغم أوجاعها .
7. صارت جغرافيا المنطقة مسرح عمليات لدول مختلفة من العالم .
أما على مستوى العالم ومنذ بداية عام 2000 :
1. عودة روسيا والصين للدور العالمي على حساب تناقضات المنطقة عندنا .
2. تداعي نشاط الاتحاد الأوربي عالميا نتيجة السياسات الأمريكية والضعف الاقتصادي الحاصل .
3. صيغة أمريكية جديدة داخلية وخارجية قوامها الجنون السياسي والتفكك الداخلي لمصلحة سيطرة أوسع للوبي الصهيوني-الامريكي .
4. استعمال الأسلحة البيولوجية متمثلا بفيروس كورونا ضد الصين وايران واوربا ، والتهديد باستعماله مجددا و مجددا وبذلك يقف العالم على مستوى من الارهاب لم يعهده من قبل .
5. تفشي سباق التسلح بصورة تنذر بالخطر وباندلاع حرب شاملة في كل لحظة ومن أجل أي سبب .
وبعد ومن خلاصة القول الصهاينة واليهود أتقنوا لعبة المغانم بدون خسائر تذكر، فقد تملكوا بالبرمجة العقلية ذمام التفكير الجمعي لدى الناس عبر الميديا والبروباغندا الفيروسية ومعاداة السامية و الحكام الذين تم انتقائهم بعناية في الدول الحساسة في العالم ( نهر النيل ودول مساره مثال ) وعبر العملاء الصغار كجيوش الإرهاب المتفلت ومحرضي الثورات الدائمون .
لذلك ولربما ما ألمح إليه السيد ( ح ) يضع حدا للقضاء على هذا الكيان الشيطاني لمرة واحدة وأخيرة عبر حرب ترد على حرب الجوع فنحن الأكثر تضررا ولكننا الأكثر التزاما وعقيدة بزوال هذا الكيان الجرثومي.
وإلى أن يحين ذلك سيبقى العالم برمته عدوا لبعضه البعض ، وكل بلد يضمد جراحه التي لا تنتهي
نعم إذا نامت الشعوب فإن الذئاب لاتنام .