كَتَبَ إسماعيل النجار.
مرور الطائرة الروسية ليسَت صُدفَة وأصبحنا نخافُ على دِمَشق.
ما يحصل في سوريا قفزَ فوق المنطق وتجاوزَ كل الحدود والمقبول،
وأن تجاوز العدو الصهيوني الخطوط الحُمر بهذا القَدر مع دمشق، ليسَ شجاعةً منهُ، ولا هوَ سوء تقدير، ولا هوَ ضَعف من سوريا؟
إنما... هيَ طمأنينَة إسرائيلية كبيرة مبنيَة على معلومات إستخبارية (مزدوجة) لدىَ تل أبيب أن السماء السورية مفتوحة من خارجها وآمنة،
كما لديها معلومات دقيقة عن أي نوع سلاح دفاع جوي تمتلكه القوات المسلحة السورية وحجم قدرته ومدياته ودقتهِ،
كما أن تل أبيب مطمئنة لجهة عدم إستعمال القوات السورية لصواريخ (S 300) المتطورة التي إشترتها دمشق ولا (تمسكُ بزمامها؟)
أيضاً تطمئن تل أبيب لجهة السماء اللبنانية الخالية من أيَّة دفاعات جويَة قد تهدد مِلاحة طائراتها المعادية في الأجواء،
والعدو الصهيوني الذي يمتلك كَم هائل من الإمكانيات الإستخبارية العالية+ المعلومات الدقيقة التي يتم تزويدهُ بها؟ يعرف بدقَة أين يضع قدميه وهوَ حصل على ضوء أخضر روسي ليفعل ما يريد شرط عدم إذاء الجنود الروس أو إلحاق الضرر بهم.
سوريا كدولة صديقة لروسيا رغم وجعها من الإعتداءآت الإسرائيليه عليها، لكنها بقيَت تُقَدم العلاقة مع روسيا على الجِراح التي تصيبها، لأنها تنظر إلى إستراتيجية العلاقة على المدى البعيد،
بينما تُقَدم روسيا مصالحها مع إسرائيل على مصالح الشعب السوري وكافة قِوَىَ محور المقاومة الذين وقفوا معها،
في موقفٍ غامض لا تفسير له سوا أن إسرائيل تتقدم عليهم بالأولويات في الحسابات السياسية الروسية.
أما الدور الخبيث الذي تلعبه روسيا في سوريا لم تتجرَّاء أن تلعبه في أذربيجان مع إيران؟
بكل الأحوال الإعلان الروسي عن مرور الطائرة الروسية بالصُدفَة، مما سمحَ لطائرات العدو بالإحتماء مم الدفاعات الجوية السورية خلفها، هوَ إدانة لروسيا أكثر مما هو مبرر، لأنه إذا كانَ الأمر كذلك فهذا يثبت مدىَ حرص الجيش العربي السوري على سلامة الجنود الروس العاملين على ارضهم،
لكن في الحقيقة الأمر عبارة كذبة غير موفقَة،
تشبه تمثيلية السعودية بالنسبة لعرض فيديو يتحدث عن ضابطٍ من حزب الله يدرب الجنود اليمنيين على استخدام الطائرات المُسَيَّرة،
ويعطي التوجيهات للهجوم على المملكة ويُثني عليهم،
ولهجة المتحدث سورية حلبية وليست لبنانية في تمثيلية سخيفة غير مُوَفقَة.
روسيا لَم تنجح في هذا الإعلان المسخرة والمتكرر،
ولكن نحنُ لا نلومهم لأن درجة الإستخفاف بنا أصبحت فوق المقبول والمعقول وهذا الامر ممكن ام يتطور في العقلين الروسي والإسرائيلي، إلى حَد قيام الكيان الغاصب بشَن هجوم على سوريا من جبهة الجولان لإحتلال أراضٍ فيمنطقة الجنوب او إحتلال دمشق وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء،
ربما البعض سيُسَخِف فيما أقول، أو سيعترض على ما أتوقع ولكن على كل عاقل أن يعقَل ويتفَكَّر؟ لطالما فضلَت موسكو مصلحة تل أبيب على مصلحة دمشق، ولطالما تعتبر موسكو أن دمشق مقدورٌ عليها ومراعاة بني صهيون واجب سياسي وأخلاقي لديها.
موسكو تُخطئ بالتقديرات،وهذا الأمر دونه ومواجهة كُبرَى في المنطقة تكون خارجة عن اليد الروسية تقف فيها موسكو موقف المتفرج العاجز،
وقد تطيح بكل قدم غريبة على أرض سورية،
لذلك علينا كإعلاميين عرب أن نرفع الصوت عالياً معترضين على الموقف الروسي أزاء قصف سوريا المتكرر من قِبَل سلاح الجو الصهيوني، ولا إحراج في ذلكلأن الكيل قد طفح،
ويجب أن يفهم كل صديق روسي أو غير روسي أن دمشق ليست مكسر عصا وأن السيادة السورية خطٌ أحمر، وأن الشعب السوري جانبهُ ليسَ لَيِّناً،
وأن إستمرار العربدة الإسرائيلية بغمزة عين بوتين الروسية يجب أن لا تستمر، لأن إسرائيل بقصفها الحاويات بحُجَجٍ واهية إنما هيَ تستكمل الدور الأميركي في فرض الحصار على الشعب السوري بحرمانه من أبسط إحتياجاتهِ المتواضعه.
لن نسكت بعد اليوم ولن نصمت وسنرفع الصوت عالياً، ومَن يرغب بأن يضم صوته إلى صوتنا فليتفضل لنشكل جبهة إعلامية ضد الصمت وغض النظر الروسي عما تفعله إسرائيل حتى لو لم تقبل قياداتنا والقوى الوطنية ذلك،
لأننا أحرار ويجب أن نبقى كذلك وأن لا يرهبنا إرهابي مهما علا شأنه.
بيروت في....
30/12/2021