رأى العلامة السيد علي فضل الله أن لبنان لم يخرج من دائرة المتابعة الدولية، ولم يغب عن عين الدول الغربية بما فيها تلك التي عملت ليبقى ملفه مهمّشاً في إطار ملفات المنطقة، لكنه لم يدخل بعد في مرحلة العناية الحقيقية.
وفي معرض رده على سؤال درس التفسير القرآني حول التطورات الأخيرة في لبنان وزيارة أمين عام الأمم المتحدة، قال:
لم يغب لبنان عن أعين الدول التي لها حضورها واهتمامها بقضايا المنطقة ومصالحها فيها، فهو لن يختفي عن الخارطة العالمية وخريطة المنطقة وسيبقى له حضوره بالنظر إلى تأثيره في أكثر من قضية ومتاخمته لفلسطين المحتلة وإن لم يدخل ــ إلى الآن ــ في دائرة الرعاية الدولية الحقيقية أو في مرحلة العناية لأن ملفات المنطقة أكبر منه بكثير، وبالتالي فهو سيبقى في إطار الانتظار إلى حين بروز التطورات الأساسية في ملفات المنطقة الرئيسة.
أضافً: إن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة وحديثه عن السبل التي يمكن من خلالها مساعدة لبنان للخروج من أزمته ليست محل مفاجأة، حتى وإن جرى ربطها بما يؤكد عليه الجميع من القيام بالإصلاحات المطلوبة، ولكن لهذه الزيارة دلالاتها في أن لبنان لا يزال يحظى بالاهتمام الدولي والأممي على الرغم من الصورة المظلمة التي تظهر بها الطبقة السياسية اللبنانية، ولكن هذا الاهتمام لن يرقى إلى مستوى تقديم المساعدات التي تغيّر واقع الحال أو ترفع الحصار المضروب على هذه الطبقة ومن خلالها على البلد كله، ولكن الإشارات الخارجية تتوالى في أن ثمة من يمسك بيد البلد فلا ينهار بالكامل ولا يُرفع إلى مستوى الإبلال من أمراضه الخطيرة، لنبقى في منطقة الخطر الشديد التي لا تعني الموت وإن كانت تشرف عليه، ولا تعني أن نُصنّف كدولة فاشلة وإن كان الواقع هو كذلك..
وقال: لذلك نرى أن الجرعات التي يتلقاها لبنان بين فترة وأخرى سواء سياسية أو مساعدات محدودة، أو إشارات إلى إمكانية تحسين الأوضاع بفتح بعض الملفات أو إعادة تحريكها كمسألة ترسيم الحدود وصولاً إلى تسهيل حصول لبنان على ثرواته النفطية أو الغازية.. هذه الإشارات هي بمثابة رسائل إلى أن البلد لا يزال قابلاً للحياة ولكن الوقت لم يحن بعد لضخ المزيد من الأوكسجين في رئاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وأن المسألة أيضاً هي بيد اللبنانيين لكي يساعدوا أنفسهم بالإصلاحات ومعاقبة الفاسدين، أو أن الأمور ستنتظر محطة الانتخابات النيابية وما يليها