كتاب واراء

(اخلع نعليك إِنَّكَ بالوادي المقدّسِ طُوى ) ،،،، النجف الاشرف

كتب المستشار والكاتب الحقوقي عبد العزيز بدر القطان

على هامش رحلة السندباد الأخيرة

وكمنطلقٍ منها ،،،،،

ووسط إنتشار وباء "كورونا" الذي أخذ يفتك بالجميع، ولم يفرق بين غني وفقير، عربي أو أعجمي.

ومع فقدان الكثير وظائفهم، وتوقف مصادر دخلهم، دار في خلدي كما هو يدور في خلدكم تماماً، وإن لم تذكروه.

فمع تفشي هذا الوباء الخطير، كان لابد من أن أربط هذه الجائحة وزياراتي الأخيرة إلى مراقد الأئمة والعارفين بالله والعلماء والمفكرين، فبعضهم كما ذكرت في مقالاتي وأبحاثي السابقة، كان مهملاً بقصد أو دونه.

والبعض الآخر تجد القبب المذهبة ومظاهر البذخ والترف بادية عليه، على الرغم من أن سيرهم العطرة تشرح أنهم كانوا من الزهاد في الدنيا وومن اختاروا حياة التقشف ورفضوا دنيا هارون، كما حصل مع الشهيد محمد باقر الصدر.

فهذا التناقض الكبير، من حياة لا غلو فيها ولا مغالاة، ترى المساجد المكلفة ومظاهر البهرجة، حتى أن أحدهم كتب *اخلع نعليك، إنك بالوادي المقدس طوى"* مستغلين كلام الله عز وجل، وهذا ما لايقبله صاحب دين أو عقل أو منطق.

 

وبعضهم من يشتري المقابر ويهدمها ليوسع قبر أحد الزعماء الكبار، لغاياتٍ سياسية أو متاجرات حزبية أو ما شابه ذلك !

هذه الأمور لن يقبل بها أصحاب الأضرحة أو المقامات، لأنه متاجرة أو ما يمكن تسميته سدنة، الأمر الذي لا يرضي الله ولا رسوله ولا الصالحين.

فلو ذهبت هذه المصاريف إلى الأحياء المجاورة لكل ضريح لكنا ساهمنا بمساعدة المستضعفين، لا بل أكثر من ذلك، لكنا قضينا على ظاهرة التسول التي تنشط في تلك الأماكن.

أيها السادة، إن تعظيم وتخليد عظماءنا يكون من خلال العطف على الفقراء والمحتاجين، والقضاء على مظاهر الغلو والمتاجرة بإسمهم وبإسم الدين.

يقول الإمام علي سلام الله عليه: *"يا دنيا غرّي غيري، إلي تعرضتِ أم إلي تشوقتِ، هيهات هيهات قد بنتك ثلاثاً لا رجعة لي فيها، فعمرك قصير، وخطرك كبير، وعيشك حقير، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق"*.

إخواني، لو كانت هذه المظاهر مقبولة، لرأيناه في حياة من نتبع، لا بعد أن توفاهم الله، فهل مقبول من الأتباع أن يحيوا *دنيا هارون* والأتقياء من لفظوها! إنه لشيء عجيب!

فلنعمل لذكراهم وتنفيذاً لوصاياهم، ولنبتعد عن المتاجرات بأسمائهم، تحت عناوين سياسية وإنتخابية وحتى مصلحية شخصية.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

المقالات الأكثر زيارة