سبعة عشر جندياً من البحرية الأمريكية وأربعة مدنيين نقلوا الى المستشفى إثر حريق ضخم نشب على مدار ساعات في سفينة حربية أمريكية من طراز “يو إس إس بونوم ريتشارد” كانت راسية في قاعدة سان دييجو البحرية بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
في التصريحات الأولى إثر تلقي الإدارة الأمريكية لصدمة سارع الأميرال فيليب سوبيك إلى الإعلان بأنه من المرجح أن يكون الانفجار نتيجة تسرب سريع للحرارة من منطقة تعرضت لضغط مرتفع، موضحاً أن نظام غاز الهالون المستخدم في إخماد الحرائق كان معطلاً أثناء خضوع السفينة لأعمال الصيانة، فيما قال المُتحدّث باسم البحرية مايك راني إنه لا يوجد أي أدلة حتى الآن تدفع للاشتباه في عمل تخريبي.
“يو إس إس بونوم ريتشارد” سفينة برمائية هجومية يبلغ طولها 257 مترا وكان على متنها وقت الحريق 160 شخصا من أصل كامل الطاقم والذي يبلغ نحو ألف شخص، ووفقا لصحيفة “نيويوك تايمز” فإن تكلفة بناء السفينة بلغت نحو 761 مليون دولار، وبإمكانها حمل ألف طيار بالاضافة إلى طائراتهم ومروحياتهم.
وفي السياق كشف المتحدث باسم جيش الكيان الإسرائيلي أفيخاي أدرعي خلال مقابلة مع قناة i24news الإسرائيلية أن احتراق السفينة في سان دييغو حادث غيرمسبوق وجديد من نوعه، مؤكداً أنه سمع من قائد سفينة بونهوم ريتشارد أن هناك احتمال قوي بأن يكون الانفجار والحريق ناجمان عن عمل تخريبي نفذه مجموعات متطرفة من السود في الجيش الأمريكي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اتهم في وقت سابق المتظاهرين ضد العنصرية في أميركا بأنهم “مجرمين يساريين متطرفين” وهدد من وصفهم بمنظمي الإرهاب والحركات بأنه سيحاكمهم ولن يتركهم أبداً.
تصريحات ادرعي وترامب تنم عن وجود شرخ في المجتمع والجيش الأميركي ومن المحتمل أن يتحول الى نزاع ذلك مع الإدارة الأمريكية على خلفية موجة الاحتجاجات المناهضة للعنصرية التي تشهدها البلاد إثر مقتل جورج فلويد ذو البشرة السمراء على يد ضابط شرطة أبيض في مينيابوليس.
ربما يكون الواقع كذلك بالفعل، فكما هللت واشنطن واحتفت بنجاح سياستها الداعمة للاضطربات وحركات التمرد فى العديد من دول العالم بحجة دعمها للحريات وحقوق الانسان، تعاني هي الآن من نفس المشكلة التي أوضحت أن الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول خرقا لحقوق الانسان.
الاحتجاجات ضد العنصرية تؤكد السلوك العدائي للأمريكيين أصحاب البشرة البيضاء، تجاه المواطنين السود، وعدم مصداقية الإدارات الأمريكية بكلامهم المنمق عن المساواة والعدالة في المجتمع الأمريكي.
حادثة احتراق السفينة الأمريكية قد تكون شرارة الربيع الاميركي الذي قد يقوض إدارة ترامب وفوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة وبداية لإصلاح شامل في الولايات المتحدة الأمريكية وإنهاء حقبة العنصرية ما لم تتطور القضية إلى عمليات مسلحة واسعة النطاق تؤدي إلى الانقسام أو هلاك الولايات المتحدة الأمريكية وهو بالنتيجة رد فعل طبيعي بسبب السياسة الرعناء التي انتهجتها واشنطن تجاه الشعوب المستضعفة.
بقلم: حسين النقي