مقالات خاصة

الوفاء للوفاء

كتب الإعلامي محمد عمرو في الذكرى السنوية لاستشهاد زوجته وفاء

 

حيث يقتلني الـ "وفاء"

في ذكرى رحيلكِ لكِ الـ "وفاء..."

عامٌ على الفقد، وعمرٌ من غِمار الحنين.

ماثلة هي الأيّام المشؤومة والحزينة، ولا أزال أرقب طيفكِ يلوّح لي صاخبًا في كلّ زاوية من زوايا البيت، رغم الصّمت الّذي طوّقني من بعدكِ، وفي قلبي الّذي لم يعرف السّكون منذ رحيلكِ جرح لا غور له ولا قرار.

يا طاهرة القلب، صاحبة الخُلق الرّفيع، وصاحبة الابتسامة الّتي لا تفارق المحيا، أيّتها الصّابرة المجاهدة، يا من حملت أغمار التّعب والألم وكنت أهلًا للحمل الكبير في البيت والمجتمع.

أيّتها الشّهيدة الحيّة، يا مثال الصّبر والجَلَد، تقاومين الإصابة من العدوان الصّهيوني منذ الصّغر وكانت إرادة الحياة فيكِ أقوى من كلّ المعاناة، وكان عمق الإيمان عندك أقوى من حقدهم، وعبرتِ المسار إلى طفولتكِ، إلى شاطئ الحياة وميدانها الواسع وخضمّها الأوسع بأناتك وحبّك وحلمك الكبير.

حتّى السّرطان - بكلّ قسوته – لم يستطع أن يطفئ نور وجهك، بل زادكِ عنفوان المواجهة قوّة، وزادنا بكِ فخرًا ومحبّة.

كنتِ، وما زلتِ، الحبيبة، والزّوجة، والصّديقة... كنتِ بركةً في حياتي، وسكينةً في روحي.

كلّ هذا الرّحيل للجسد لم يستطع أن يطفئ جذوة الحبّ الّتي جمعت قلبينا وآخت بيننا، بل زادت حضورك في النّفس وامتدادك في الوجدان.

يا أيقونة العمر... تسكنني الذّكريات...

أمّا الأيّام من بعدكِ، فليست سوى محطّات من الشّوق، ومرافئ من الدّعاء.

الوفاء لكِ يا وفاء أن أحفظ وصيتكِ:

أن أرعى هادي وأمل،

أن أكون مع الحقّ في وجه الظّلم،

وأن أكون سيفًا للعدل لا ينكسر.

في الذّكرى الأولى لاستشهادكِ، أرفع يدي إلى السّماء، وأسأل الله أن يجعل ما عانيتِه في ميزان حسناتكِ، وأن يُضيء قبركِ كما أضأتِ حياتي، وأن يجعل الفردوس الأعلى مستقرّكِ ومأواكِ.

وداعًا يا وفاء... لك الوفاء.... وزهر الرّبى وورد الجنائن وزنابق الخمائل وغيمة حبلى ونجمة مسمّرة في السّماء فوق الضّريح ... 

ما أنسانيك الموت، ولن... وإنّني لَمؤمن أنّ اللقاء قادم قادم ، حيث لا فراق بعده.

شريككِ في مسيرة الفرح والقهر، وفي رحلة الحياة الممتدّة إلى حيث لا وداع... أبو هادي


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد