كتب ناجي امهز
لم اجد سطحية اكثر من تلك العقول التي تنظر بالصراع الاممي، فانك تجد بعض المحللين يصورون لك امريكا انتهى دورها وغدا سنجد ترامب واعضاء الحزب الجمهوري يبيعون عرانيس الذرة بأحد شوارع واشنطن،
واخرين يصورون لك انه بحال استلم بايدن، ان مصانع الصواريخ النووية ستتوقف عن انتاج هذه الاسلحة القادرة على تدمير العالم ليتم تحويلها كما قال عادل امام الى "مصانع نووية لرباط الجزم" وربما ارسل بايدن خلف ترامب وعاقبه على وهبه القدس عاصمة لكيان العدو، وخلف زعماء الرجعية العربية، وقام بلومهم على تطبيعهم مع الكيان الغاصب، وسيطالبهم بالانقلاب على ذاتهم.
واخر يصور لك انه لا يوجد حرب في المنطقة، بل ان كل ما حصل طيلة الاربع سنوات هو حلم سنتيقظ منه،
والحدق بالمحللين يقول لا حرب ولا سلم سيبق الوضع على ما هو عليه الى يوم القيامة، على وزن يا بموت الحمار يا بموت الملك صاحب الحمار يا بموت الاستاذ يلي قال بدو يعلم الحمار.
ولا نقول الا لا حولا ولا قوة الا بالله.
وترامب سيقوم بعمل كبير في المنطقة وخاصة ان نتنياهو يحضر نفسه لمثل هذا السيناريو، فلا مفر من هذا العمل الكبير بعيدا عن النتائج التي بالتأكيد لن تكون كما يتصورها محور (امريكا-اسرائيل) فالمحور المعادي لامريكا قوي ومتين وقادر على المواجهة والصمود.
سيناريو ترامب واضح، فهو سيبتز الجميع باخر ايامه، فلن يقبل ان يخرج من الرئاسة الى المحاكمة، اما ان يقبل الجميع بما يريده او سيحرق ما يمكن احراقه حتى لو انقسمت امريكا، وينفذ وعده للوبي الصهيوني، او يكمل بايدن طريق ترامب مما يعني بان ترامب انتصر وفرض رؤيته على العالم، واننا انتقلنا من تحت الدفة الى تحت المزراب،
والمشكلة لم تعد، اذا كان ترامب يريد الحرب او لا يريدها، بل المشكلة بصناع القرار العالمي الذين صفقوا كثيرا لترامب عندما حصل على هذا الكم من الاصوات، وكانهم يقولون تحققت غايتنا وخلقنا مجتمعا يعبد اسرائيل، وهو مستعد ان يذهب للموت والدمار في سبيل اسرائيل.
اذا علينا ان نتوقف عند هذا المشهد، ونسال، هل قادة النظام العالمي سيفوتون هذه الفرصة، وينتظرون ما سيقرره بادين والحزب الديمقراطي، ام انهم الان يتفاوضون مع بايدن على اكمال مشروع ترامب.
وانا بتصوري سيرفض بايدن هذا الامر، وسيحاول اقناع صناع القرار العالمي بانه سيقوم بالطلب من دول المنطقة ان تتقبل ما سيقوم به ترامب، كي لا تذهب المنطقة بجغرافيتها وسكانها الى المجهول وهو احد اهون الشرور.
وبحال لم يقتنع صناع القرار بهذه الصورة النمطية لبايدن، لانه كالمعتاد للحزب الديمقراطي اجندة مختلفة عن الحزب الجمهوري وان كانت بالختام تصب في ذات الاتجاه، انما بأساليب مختلفة.
سنسمع انهم ذاهبون الى التحكيم او سيتم حذف الكثير من الاصوات لبايدن، وسيقبل بايدن بكل رحابة صدر بالنتيجة، لان صورة جون كنيدي ستكون رفيقته.
ولا تنسوا ابدا ان جون كينيدي هو كاثوليكي وفاز عن الحزب الديمقراطي وعندما تم اغتياله قالوا قتل الايسر.
وتذكروا ان جون بايدن هو كاثوليكي وفاز عن الحزب الديمقراطي وهو ايضا ايسر ويمكن اغتياله ان خرج عن قواعد اللعبة.
وتذكروا جيدا عندما اخبرتكم قبل سنوات ان ترامب هو ترومان، وعليكم ان لا تنسوا ان ترومان هو من الحزب الديمقراطي، وترومان هو الذي قصف هيروشيما وناجازاكي.
هؤلاء القوم لا يلعبون، ولا ينتظرون ما نفكر فيه، او انهم سيذرفون الدموع على امواتنا.
هؤلاء دمروا اوروبا مرتين وعمروها وبسنوات.
هؤلاء غزوا العالم كله وقتلوا مئات الملايين ولم يرف لهم جفن، واليوم يغزون الفضاء وبحال يمكن الحياة على هذه الكواكب فانهم سيحتلونها، وان وجدت مخلوقات فضائية فانهم سيقتلونها.
القادم مرعب وخطير، وانا لا اقول ان المحور المعادي لامريكا ضعيف ولكن لا يعقل لهؤلاء المنظرين ان يقولوا ان امريكا مجرد فقاعة صابون.
العالم لن يبق كما هو مع بداية عام 2022 .