وظفت السعودية اعلامها عبر "صحيفة الشرق الاوسط" للإساءة الی رموز الدين الكبار في العراق لنشر التفرقة والفتنة، حيث نشرت رسما كاريكاتيريا مسيئا للمرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني.
الإساءة من الصحيفة السعودية لاقت رفضا وغضبا شعبيا كبيرا في الشارع العراقي، فيما عبرت اوساط سياسية واجتماعية عراقية عن ادانتها الشديدة لنشر الرسم المسيء، مشيرين الى ان هذه الاساءة لم تكن الأولى حيث دأبت الصحيفة خلال السنوات الماضية على نشر مقالات واخبار تسيء للعراقيين لزرع الفتنة والشقاق فيما بينهم.
السعودية الغارقة في الازمات الداخلية من ازمة كورونا التي فتكت بالبلاد والوضع الاقتصادي المتدهور والرفض الشعبي لفرض ضرائب جديدة والخسائر المتوالية في اليمن بالاضافة لملف اعتقال الناشطين والمفكرين، تناست كل هذه المصائب ووجهت كل تركيزها للتدخل في شؤون الدول الأخرى لضرب السلم الأهلي فيها ،من خلال توظيف وسائل اعلامها لنشر البعض والكراهية كما حصل اليوم من خلال نشر هذا الكاريكاتير المسيء.
الدور التخريبي الذي لعبته السعودية في العراق اصبح واضحا للعيان، فمن يدعي أنه بلد شقيق أرسل إلى العراق آلاف الارهابيين لتفجير أنفسهم وذلك حسبما اكد سلمان الموسوي، النائب عن ائتلاف دولة القانون بالعراق في وقت سابق، كاشفا عن وثائق تشير إلى تورط الحكومة السعودية في دعم الارهاب في العراق وتمويله بالأسلحة والاموال والسيارات الرباعية الحديثة لضرب الجيش والشرطة.
كما أن رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي اعلن في تاريخ 18 تشرين الاول اكتوبر عام 2016 رسميا، وفي معرض رده على تصريحات وزير الخارجية السعودي حينها عادل الجبير، إن "السعودية أقرت سابقا بأن خمسة آلاف إرهابي سعودي فجروا أنفسهم في العراق"، مستغربا تمسك النظام السعودي بنهجه الطائفي ازاء العراق.
داعش كذلك الذي هو صنيعة امريكية باعتراف المرشحة للرئاسة الامريكية السابقة هيلاري كلينتون تم تمويله حسب الوثائق باموال سعودية، فكانت فتوى المرجعية الدينية العليا في العراق التي أصدرها آية الله العظمى السيد علي السيستاني بانشاء الحشد الشعبي لمحاربته ضربه قاصمه للمشروع السعودي الامريكي والتدخلات الخارجية، فدحر الارهاب واجتثه من جذوره.
وهذا ما يفسر الحقد السعودي تجاه قادة الحشد والمرجعية الدينية، فالجميع يذكر التجاوز والإساءة التي قامت قناة mbc السعودية بتوجيهها منذ مدة قريبة للشهيد الكبير ابو مهدي المهندس، الأمر الذي اثار موجه غضب رسمية وشعبية، كما وجه رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض بإقامة دعوة قضائية ضد قناة تليفزيونية أساءت بحسب البيان الى نائب رئيس الهيئة، الشهيد ابو مهدي المهندس.
ومن اللافت أيضا توقيت نشر هذا الكاريكاتير المسيء لآية الله العظمى السيستاني، الذي يتزامن مع اعلان القضاء التركي محاكمة 20 سعوديا من مقربين من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان غيابيا بتهمة المشاركة في قتل الصحفي جمال خاشقحي في القنصلية السعودية بتركيا، فمن الأجدر بالصحيفة السعودية أن تكف لسانها عن السيد السيستاني والمرجعية الدينية والحشد الشعبي في العراق، وأن تنشغل بتغطة جرائم ومصائب آل سعود عوضا عن إنشغالها بنشر الفتن والإساءة للشعوب.