تتزاحم الأحداثُ في المنطقة وأبرزها الحرائق المشتعلة في لبنان على وقع افتعال أزمة ارتفاع الدولار والانهيار المتزايد للعملة الوطنية اللبنانية ولقيمتها الشرائية وافتعال الفتن المتنقّلة وأعمال الشَّغب تحت عناوين مختلفة وطموح البعض المنهزم في لبنان لإعادة استخدام الساحة اللبنانية في الحرب الكونية التي تُشنّ عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وسياسياً وإعلامياً ضد الدولة السورية ولزعزعة وتوتير العلاقات السورية اللبنانية الضاربة الجذور في التاريخ والراسخة والعميقة في كل المجالات والمؤطَّرة بمعاهدةٍ ثنائية دولية هي معاهدة الأخوّة والتعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين سورية ولبنان ، وذلك من أجل التغطية على حدثٍ كبيرٍ في المنطقة هو استكمال مشروع "يهودية الدولة" .. ولكن فاتَهم هذه المرة أن زمن حرائق الحرب الأهلية اللبنانية التي أشعل نيرانها الأميركيون والصهاينة ( بوثائقهم واعترافاتهم ) في العامين 1975- 1976 لتغطية الصلح المنفرد بين مصر والكيان الصيوني برعايةٍ أميركية قد تغيّر كثيراً وأن التحوّلات حافلة بالمؤشّرات لغير صالح المحور المعادي ...
لقد ولّى الزمن الذي كان يُسمح فيه للخنجر الإسرائيلي أن يُغرس في ظهورنا وصدورنا دون ردٍّ ودون عقاب، وها هو سلاح المقاومة الذي يُشهره المقاومون الأبطال والثوّار الحقيقيون يُرعب ويُخيف القوّة الأميركية الصهيونية الإرهابية الواحدة .
إن الحقائق الأنتروبولوجية والإجتماعية والثقافية والتاريخية والسياسية تؤكد زيف وخداع وأكاذيب الصهاينة بتصنيع ما أسموه " يهودية الدولة " على حساب كل الشعب الفلسطيني وأذِيّة كل الجوار الجغرافي ولا سيّما سورية ولبنان ومصر والأردن والتي توجّها ترامب ونتنياهو ب"صفقة العصر" و"منح" ترامب ما لا يملك في أرضنا ومائنا وسمائنا ب"ضمّه" القدس عاصمة فلسطين والجولان السوري المحتل لكيان العدو الصهيوني والتحفّز الأميركي الصهيوني بذات الطريقة والخطة التنفيذية الإستعمارية ل"ضمّ" الضفة الغربية الفلسطينية وغور الأردن وشمال البحر الميت ، فمن ناحيةٍ ليس اليهود قومية ولا هم شعب ولا أمة بل هم مجرد طائفة دينية فيها من كل الشعوب والقوميات والأجناس ... ومن ناحيةٍ أخرى فلا علاقة لهم أنتروبولوجياً بفلسطين وهم أجانب دخلاء عليها .. ولن يخرج ما أسماه الصهاينة برعايةٍ أميركيةٍ غربية كيان " إسرائيل " عن كونه الحاجز الإستعماري أمام وحدة المنطقة ونهضتها وتوظيفها لخيراتها .. ف"إسرائيل" كما يؤكد الشهيد العالم العلاّمة في الجغرافيا السياسية الدكتور جمال حمدان أنها " غزو الأجنبي الغريب بالإثم والعدوان " ..
ومهما حوّلوا الإنتباه الى الصراعات والحروب الأخرى في كل المنطقة فإن مسيرة التاريخ ستتقدم باتجاه تحرير فلسطين المحتلة كل فلسطين والجولان ومزارع شبعا وكافة المقدسات ...
وطبعاً لن يستطيع الغرب الإستعماري وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية تحمّل تبعات وأعباء حماية هذا الكيان الصهيوني الغاصب مع اشتداد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والإستراتيجية والعنصرية والحضارية فيه، ومع تآكل الدور الوظيفي لهذا الكيان المصطنع في المنطقة وسقوط الخرافة والدعاية المسمومة بأنه " لا يُقهر"، ومع تقدّم محور المقاومة على مستوى الإقليم والعالم ....
إن إنكار الهزائم والهروب الى الأمام لم يعدْ يُجدي نفعاً مع تقدّم المضطرد للجيش العربي السوري باتجاه تحرير كل الأراضي السورية المقدّسة من الإرهاب العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل" ضد سورية قيادةً وجيشاً وشعباً ومؤسسات شرعية ... وإنَّ غداً لناظره قريب في كسر وتحطيم قيود الحصار والإجراءات الإقتصادية القسرية الأميركية وكل العقوبات الغربية المفروضة على سورية وحلفائها .... ومَن ذا الذي يستطيع أن يتعامى عن رؤية مشهد السفن الإيرانية وهي تقتحم البحار والمحيطات لكسر الحصار الأميركي المضروب على فنزويلا في قلب القارة الأميركية ولا يستطيع ترامب تنفيذ تهديداته ضدها !!!... وهذا انتصارٌ كبيرٌ لإيران وكل محور المقاومة وحلفائه في آخر العالم ، وحريٌّ أن يكون وقعُ الإنتصار أفعلَ وأكبرَ في منطقتنا .
وبجملةٍ واحدة : إنه الزمن الذي تشرئبُّ فيه أعناقُنا للمزيدِ من الإنتصارات على المشروع الأميركي الصهيوني وأدواته على الرّغم من كل الطرائق والحرائق المعادية .