كتبت فاطمة شكر
لا إمكانية لتعديل حكومة دياب…
كتبت فاطمة شكر
بالرغم من الفرصة التي أخذتها الحكومة اللبنانية والحماية التي حصلت عليها جراء تفشي جائحة “كورونا” إلا أن الحكومة باتت أمام إستحقاقاتٍ كبيرة، و الأجواء الشائعة عن تعديل الحكومة بإدخال ضباط اليها سيعرضها الى انتكاسة كبيرة.
كرة الثلج التي تدحرجت وأعادت الحراك بعد توقف لأشهر قليلةٍ بسبب انتشار كورونا في لبنان والعالم، وبات “لبنان” يعيشُ حالةً من الإحتجاجات المتنقلة التي تشير الى مشهدٍ قديم جديد ،أخطرُ ما فيه تكرار الشعار الذي كان شبه غائبٍ عن حراك 17 تشرين الأول وهو المطالبة بنزع سلاح “حزب الله” وإشاعة جو عملت عليه بعض “القوى” متهمةً أن هذا السلاح هو السبب الرئيسي في وصول الناس الى حالة الفقر والجوع هذه ،وذلك ضمن حزمة العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية وستفرض المزيد منها على “لبنان” بسبب وجود سلاح المقاومة.
رزمةٌ جديدة من العقوبات لوحت بها “أميركا “عبر السفيرة الأمريكية في “لبنان” “شيا” التي ما زالت حتى هذه اللحظة تقوم بزيارات مكوكية على أطراف سياسية تعتبرهم حلفاء قدماء لأميركا في “لبنان” ،إضافة الى لقاءات في الغرف السوداء مع قياداتٍ كانت ولا تزال حليفة للحزب في السلطة لكنها اليوم لا تنفك عن الدخول في تجاذبات كلامية ، فهل نحن أمام ضغوطاتٍ داخليةٍ جديدة نتيجة تحالفاتٍ ستفرضها الأيام القادمة من الداخل والخارج ؟
جملة عوامل سياسية تضغط على الداخل اللبناني،بدءًا بالوضع الإقتصادي الخانق الذي بات همَّ المواطن اللبناني والذي حتى هذه اللحظة يسوء يوميًا لأن الإصلاحات ما هي الا كلامٌ ولا تطبيق على أرض الواقع وكل ما تقوله الحكومة ما زال وعودًا ، الى الوضع السياسي والتراشق الكلامي بين حكام الوطن ،وملفات الفساد التي يعمل الجميع على فضحها ليس حبًا في الوطن وشعوراُ بالإنتماء والمواطنية لا بل من أجل تسجيل نقاطٍ أمام القوى السياسية بينها وتبادل الإتهامات الذي صار حديث اليوم ، الى ملف التهريب مع الحدود السورية واليونيفيل والمصارف وارتفاع سعر صرف الدولار وانهيار الليرة وفقدان المواد الأولية التي بدأت تطل عبر أصوات بعض المرتزقة المتحكمين في البعض منها كالبنزين والمازوت وحتى ربطة الخبز ، وتدخلات السفيرة الأمريكية وتلويحها بزمرةِ عقوباتٍ جديدة على “لبنان” وكل من يتعامل مع “حزب الله” من بوابة قانون “قيصر” الذي سيفرض على “سوريا” في ظل تصاعد حدة المظاهرات في الولايات المتحدة الأمريكية ودخول العالم حالة من الحرب الباردة بين “أميركا والصين” ووصول ناقلات النفط “الإيرانية” الى “فنزويلا” مع العلم أن لروسيا دور أساسي في حماية معبر المسطحات المائية و مع التوسع “الروسي ” في المنطقة ودعم الأخيرة “سوريا” بشكلٍ كبير ،وفتح الإمارات بابها الواسع أمام علاقات مع “سوريا” ودخول “تركيا” مستنقع “ليبيا ” ووقوف “الصين ” متفرجةً أمام كل هذه المشاهد ، هي التي تدرس خطواتها بدقةٍ وحذر بعد الإتهامات التي وجهتها أمريكا اليها بإتهامها بنشر ڤايروس كورونا في العالم.
هو الخطر الذي بات يهدد “لبنان” مع وجود ملفات كثيرة ومع غياب الحلول وزيادة نسبة الفقر التي تعدت أعتاب 60% والتي من المتوقع ان تتخطى هذا العدد والتي صارت هاجس المواطن اللبناني مع المطالبة بإنتخاباتٍ جديدة من أجل المجيء بسلطةٍ جديدة تحكم الوطن الذي تعب نتيجة المحاصصات ودخول النظام الطائفي كافة الملفات من التعيينات الى القضاء الى أصغر تفصيلٍ في الدولة وعدم قدرة الإدارة الحالية من إستيعاب كل الملفات بأحجامها المختلفة و التي ينطبق عليها قول الدولة “المهترئة” بسبب ضعف السلطة المركزية وغياب هيبة الدولة أمام المواطن وعدم الثقة فيها .
الخيارات لن تتوفر إذًا في “لبنان” يكفي فقط الإقتناع والإستسلام الى حكومة “حسان دياب” وإعادة بثّ الروح فيها ، كما أن لمصادر مطلعة رأيٌ آخر يشير فيها الى عدم فرض أي تعديلات على الحكومة من شأنها تغيير المعادلة ونسف كل المعايير للسياسة الداخلية الغارقة بأجواء يصعب الخروج منها نتيجة شدة الأزمات المتواجدة والإستحقاقات الداهمة، ولا من خلال ما يشاع عن المجيء بضباط من داخل السلك العسكري لإستمالة الشارع اللبناني حسب مصادر سياسية ، و الجو الخارجي لا يشير الى استبدال “حسان دياب” برجل حكومةٍ آخر ، وحتى نكون أكثر إنصافًا فلن يحمل أعباء هذه الحكومة رجل من الرجالات السابقة التي حكمته،الرجل الذي يقف بقوةٍ وثباتٍ وعناد ما زال يفتش عن حلول ،ولكن الضغوطات التي تفرض على حكومته المتهمة بأنها حكومة “حزب الله” هي ضغوطٌ صعبة ، إضافةً الى المفاوضات حول ملف صندوق النقد الدولي الذي يظن الكثير أنه الخلاص للبنان مع الإشارة الأمريكية الى عدم دعمها لصندوق النقد الدولي وعدم مساعدتها للبنان.
وفي ظل هذه الأجواء الصعبة والغيوم الملبدة يبقى للبنان واللبناني العيش بكرامة وهذه هي أبسط حقوق الإنسان…
المصدر : مركز بيروت للاخبار