هي تلك المسلسلات الرمضانية التي تنتظرها المجتمعات المسلمة من إجل مشاهدتها في ليال الشهر الفضيل للاستفادة من مضمونها سواء كان سياسي أم إجتماعي أو ديني بمخلتلف قصص الدراما العربية ، لكن في العام 2020م تطورت الدراما الخليجة كما تطورت عدسة ال mbc لتتحول إلى ثقب أسود يجر المجتمعات المسلمة للتنصل عن القضايا المركزية للأمة الإسلامية ، والتطبيع المعلن مع العدو الصهيوني كما هو حال الحكومات !
لم يات هذا السيناريو من فراغ ، خاصة في هذا الشهر الفضيل الذي يعد محطة تربوية للمسلمين ، يتقربون فيها إلى الله ، ويصلحون ما فسد من أنفسهم بنور القرآن الكريم الذين يتلونه بجد في هذه الليالي المباركة ، الا أن الشبكة العنكبوتية الصهيونية توجهت لحرف مسار الشعوب المسلمة في هذا الشهر من تضامنهم مع القضية الفلسطينية واحياءهم يوم القدس العالمي إلى التنكر للقضية تحت عناوين مزعومة قدمت الجلاد ضحية والضحية هو الجلاد ، كما قدمت رموز المقاومة إرهابيون ، وقدمت أمريكا صديقة للشعوب ! وهذا ما تضمنته خطة صفقة القرن لغزو الشعوب المسلمة وزرع اللامبالاة في ضمائرهم التي لطالما تمكست بقضية القدس منذ نعومة اظافرهم ..
وكأن صفقة القرن الترمبية فشلت وتهاوت مضامينها التي أرادت الحكومات المطبعة تنفيذها بأي طريقة حتى وأن كانت بسفك الدماء العربية الحرة من أجل حرف مسار قطب الصراع الذي لطالما كان عربي صهيوني إلى عربي عربي بامتياز ، وتاتي هذه المسلسلات خطوة ثالثة بعد ما تم الإعلان عن صفقة القرن ، ومن ثم صداقات سعودية صهيونية وتبادل للزيارات وتوطيد العلاقات التي اسموها "الأخوية" بينهم ، فالشعوب الحرة رفضت صفقت القرن بشكل قاطع ورفضت العلاقات التطبيعية مع الصهاينة أين كانت ، حتى وأن كانت من شخص يلبس عقال ليس له علاقة بمناصب الدولة ، وهانحن نشهد ثورة مجتمعية ضد هذه المسلسلات المطبعة مع الصهونية بطريقة سلسلة تمتص غضب الشعوب وتدجن عقولهم إلى مافيه صلاح صفقة القرن وتمدد الوجود الصهيوني أي تمدد وجود الجريمة بجميع أنواعها والتطبيع المعلن لذاك المنشار الذي قطع خاشقجي والسكين التي قطعت الآف الأعناق في سوريا والعراق وليبيا وباكستان واليمن وغيرهن من الدول ...
فما يجب أن تفقهه الشعوب الحرة اليوم هو أن المعركة معركة وعي ومصطلحات أكثر مما هي حرب عسكرية ، بل هي أفتك من الحرب البيولوجية المتمثلة في جائحة "كورنا" ، خاصة وقد تمادت يد التطبيع إلى أن تصور مشاهد متلفزة تتنكر للقضية والاقصى وتبين الشعوب بانها بعيدة كل البعد عن قضايا الأمة وأن اهتمامها مرتكز على برشلونة وريال مدريد ، ومن أين يقتاتون قوت يومهم وعلى هذا المنوال !!
لكن على عتبات يوم القدس العالمي وتمجيد القضية هناك مفاجأة لن يُسَر بها خاطر الصهاينة وكل من دار في فلك التطبيع واخترق الحجاب ما بين المسلمين وبين اعداء الله المتمثلين في اليهود وغيرهم ، لنا في ساعات يوم القدس العالمي تطبيع وعلاقات هي من نوع آخر ، هناك ستطبع الشعوب الحرة والحكومات المقاومة مع القدس وفلسطين وإيران وحزب الله وانصار الله في اليمن واسد سوريا ، وليصرخ العدو بأنا إرهابيون ولا نمتلك نية للسلام ، فنحن لا نبالي بنباح الكلاب .