حوار خاص مع الدكتور منيف حميدوش
على منتدى الظل 2 من منتديات المقاومون على الواتساب
سؤال1 : بداية كيف كانت مسيرتكم في الكتابة
جواب : مسيرتي في الكتابة هي مسيرة وطن وقضية ومسيرة المقاومة ، ابتدأت الكتابة وأنا في سن مبكر خواطر حيناً ونثراً حيناً آخر ، وشعراً مرة ثالثة ، ولكن استقرت في النهاية على الشعر والكتابة ، فكانت لدي أربع مجموعات شعرية متنوعة في الوجدان وفي الوطن ، وفي الروحانيات ( الرمضانيات ) وغيرها ، إضافة إلى ما قمت به من تأليف الكتب ككتاب ((أدب المقاومة)) وكتاب عن العاطفة وتأثيرها في شعر الشريف الرضي (لم يطبع بعد) ، والمئات من المقالات الأدبية والفكرية ، والسياسية الكثيرة التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ، وعلى مواقع الكترونية عربية وعالمية أحياناً.
سؤال2 : هل واجهتم صعوبات أثناء مسيرتكم ؟
جواب2 : الأمر لا يخلو من صعوبات ومن عقبات ، لأن من يسير في طريق العلم والمعرفة ، طريق الحق والصوابية ، ولكن بالإرادة والتصميم ، والعزيمة ، وبالصادقين المحبين الذين يقفون معنا استطعنا أن نتجاوز الكثير من العقبات وهذه من فضائل ربنا الكريم ، وخاصة أثناء تأليف بعض الكتب ، وخاصة كتاب أدب المقاومة الصادر عن دار سوريانا للنشر ، حيث تم تسهيل الأمر من قبل أصحاب القلوب البيضاء ، والعقول النيرة التي تريد خيراً بوطننا .بارك الله بهم لما قدموه .
سؤال3 : كيف يصبح الشاعر شاعراً ناجحاً
جواب : سؤال مهم جداً ، يصبح الشاعر شاعراً ناجحاً عندما تذوب روحه في كل القضايا ، وعندما يمتزج إحساسه بإحساس الآخرين ، سواء في الحزن والألم ، أم في الفرح والسعادة ، أم في الانتصار والزهرو ، وحتى في الانكسار والخيبة ، وبالتالي يجب على الشاعر قادراً على أن يعيش الفكرة ويجسدها روحاً وليس كلمات مصفوفة إلى جانب بعضها البعض كأحجار الجدار ، لا أبداً فأحجار الجدار لا تتكلم ، ولكن عندما ترسم عليها لوحة تُشعركَ بأنَّ هذا الجدار يكاد ينطق ، ويكاد يتكلم معك ، هذا أولاً .
ثانياَ أن يكون الشاعر ملماً ، أو أن يمتلك ثقافة وذخيرة لغوية وفكرية ، قادرة على وصف هذا الموقف ، وتجسيده ، وعلى إدراكه جيداً، لابل أكثر من ذلك عليه أن يكونا مستشرفاً للمستقبل ومتنبأً له ،لأنَّ الشاعر بإحساسه وإدراكه يستطيع أن يقفز بنا إلى عالم آخر لا يستطع عامة الناس (مع كل الاحترام لهم ) أن يستشعروا أو يستشرفوا هذا القادم ، لذلك فالشاعر الناجح هو من يمتلك الثقافة أولاً ، والموهبة ثانيا ، والخبرة ، والمقدرة اللغوية التي هي ذخيرته بالنتيجة ، وأن يعيش إحساس الموقف ويتقمصه لكي يستطع أن يخرجه بطريقة يقنع الأخرين بما يقدمه .
سؤال4 هل من الممكن أن تذكر لنا سرداً تاريخياً موجزاً عن دور الشعر في مقارعة الظلم ؟ .
جواب4 : هذا الدور الذي يقوم به الشعر في مقارعة الظلم موجود تاريخياً من العصر الجاهلي وحتى تاريخنا الحديث اليوم ، فكم من قبيلة جاهلية انتصرت بشعرائها الأقوياء ، وكم من قبيلة خسرت المعركة بشعرائها الضعفاء ،وفي عصر الرسول (ص) كم من الشعراء تلمسوا الانتصارات والفتوحات وجسدوها شعراً كالشاعر حسان بن ثابت ...وغيره من الشعراء ، ولا يمكن لنا بهذه العُجالة أن نُلمَّ بهذا الموضوع ، لأنه موضوع يطول ويطول .
وفي عصرنا الحديث هناك الكثير من الشعراء الذين جابهوا الظلم والعدوان بأقلامهم متجرأين على كل ما يملكه العدو من أسلحة ، وكانوا الأقوى والعين التي تنقل الصورة الحقيقة ، وتجسدها وتدونها لأجيال وأجيال ، فالشاعر الحقيقي الناجح هو من يصور الواقع ، وينقله للأخرين ، وعندما تسلط الضوء على انتصار معين يصير عبر التاريخ خبراً عادياً بسبب الأحداث اليومية المتراكمة ويصبح طي الأدراج ، أما عندما يوثق هذا الخبر شعراً عبر ذهنية منفتحة مثقفة واعية يبقى الشعر هو صحيفة عنوانها الوطن ، وديوان ، وسجلٌ تتناقله الأجيال ، فمثلاً من شعراء الاحتلال الفرنسي لسورية ولبنان الشاعر الكبير بدوي الجبل ، والشاعر المقاوم الشيخ صالح العلي ، الشاعر الكبير معروف الرصافي ، والشاعر عبد الكريم الكرمي ، وأبو القاسم الشابي ، والشاعر أحمد شوقي
وفي مرحلة الاحتلال الصهيوني ، هناك الشاعر محمود درويش ، سميح القاسم ، سليمان العيسى ، فدوى طوقان ، وغسان كنفاني ، ومحمد مهدي الجواهري . حيث جسدوا بأشعارهم انتصارات الأمة ومقاومتها للاحتلال والظلم .
سؤال5 أنت كشاعر ما هو ردكم على من يرى أنَّ الشعر هو مجرد ترف .
جواب5: لا أبداً من يقول إنَّ الشعر هو مجرد ترف فليعذرني في رأي إنه قاصر النظرة ، ولا يرى إلا بعين واحدة ، وهو لايرى أن الشعر هو وثيقة تاريخية تجسد مواقف كثيرة ، فالمقاومة ليست ترفاً ، والدفاع عن الأوطان ليست ترفاً ، ومحاربة الإرهاب ليست ترفاً ، فالمقاومة هي قصيدة تُحكى ،هو صوت بالحق يصدح ، وبالموقف يتمسك ، وبالتالي فالشعر والسلاح هما صنوان لا يفترقان ، ونتذكر هنا قصيدة نزار قباني لأطفال غزة
يا تلاميذَ غزَّةٍ...
علّمونا..
بعضَ ما عندكمْ
كيفَ الحجارةُ تغدو
بينَ أيدي الأطفالِ،
ماساً ثمينَا..
كيفَ تغدو
درَّاجةُ الطفلِ، لُغماً
وشريطُ الحريرِ..
يغدو كمينَا
كيفَ مصّاصةُ الحليبِ..
إذا ما اعتقلُوها
تحوَّلتْ سكّينا...
كيف يمكن لنا أن نصور هذا الموقف إذا لم يكن لدينا شاعر يمتلك الإحساس ، والثقافة ، والموهبة ،والوطنية ، والإرادة .
وهماك جانب لابد من تسليط الضوء عليه حيثما يثبت الانتصار يثبت معه الأدب مشروعيته ، ومسؤوليته التاريخية في دفع ثقافة المقاومة إلى الأمام ، وهناك أمثلة كثيرة ، وأجناس أدبية تواكب الانتصارات من جيل إلى آخر ، وهل يمكن أن نقول في قصيدة الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان الذي لحنها الموسيقار اللبناني محمد فليفل في العام 1934 أنها قصيدة مترفه
مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي
الجـلالُ والجـمالُ
والسَّــنَاءُ والبَهَاءُ فـــي رُبَــاكْ
فــي رُبَـــاكْ
والحـياةُ والنـجاةُ
والهـناءُ والرجـاءُ فــي هـــواكْ
فــي هـــواكْ
وهل نستطيع القول في قصيدة الشاعر منيف حميدوش في في شهداء مدارس حمص الذي ذهب ضحيتها عشرات الأطفال في قصيدته الشهداء الأطفال :
لو أنَّ وجهكَ زارني
لغدوتُ في صحراءِ ذاكَ الكون
سرباً من طيور العشقِ
عشَّاً للبراءة
الكونُ ينزفُ من عيوني
لم يعُدْ في الأرضِ شبرٌ
لم تمزِّقهُ السِّهامْ
حتى الطفولةُ قد تناثرَ عشقها
تشكو الذي تلقاهُ للرحمن
نعم أقول : إنَّه في جانب معين ترفٌ ولذة عندما يجتمع مع نديم آخر .
سؤال6 نتحدث قليلاً عن كتابكم أدب المقاومة بين الواقع والطموح ، وهو الأول في ظل الحرب على سورية نظاماً وشعباً. دكتور منيف حميدوش هل من الممكن أن تحدثنا وتعرفنا عن الكتاب متى كان تأليفه ، ومعرفة فصوله ؟ وهل كان له صدى في المكتبة السورية ؟.
جواب6 : كتاب أدب المقاومة هو رحلة عشق للوطن ، وكان لي شرف الإصدار الأول لهذا الكتاب في سورية بعد الحرب الكونية عليها، والتي ألمت بهذا الوطن ، كتاب أدب المقاومة هو كتاب أكاديمي مؤلف من مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة ونتائج .
الفصل الأول تناول مرحلة التأسيس الأولى من مطلع القرن العشرين حتى النكبة ومن شعراء المرحلة (بدوي الجبل - الشيخ صالح العلي- معروف الرصافي ).ومرحلة التأسيس الثانية من النكبة 1948 حتى النكسة 1967.من شعراء المرحلة (أحمد شوقي ـ عبد الكريم الكرمي ،أبو القاسم الشابي ). كما تناول تأثير اللغة الشعرية لشعراء المقاومة على المجتمع في مرحلة التأسيس
وتناول الفصل الثاني مرحلة النضج الفكري للمقاومة حيث المرحلة الأولى من 1970 - 2000 من شعراء المرحلة(محمود درويش، سميح القاسم، سليمان العيسى غسان كنفاني ، فدوى طوقان ، محمد مهدي الجواهري) والمرحلة الثانية من 2000 - 2016 .من شعراء المرحلة ( شعراء محدثون ضمن المرحلة ) وتحدث الكتاب رمزية الفكر المقاوم في المنظور القومي العربي .وتحدث عن تجربة حزب الله اللبناني المقاوم في وجه العدو الصهيوني
وتناول الفصل الثالث مفهوم المقاومة بين الشرعية واللاشرعية. وتعريف المقاومة من حيث الشرعة القانونية (الانتماء الوطني القومي والشرعة الدولية )و الشرعة الدينية وكذلك الفكر المقاوم في سورية ولبنان من حيث الهوية والانتماء وطبيعة الفكر المقاوم ومن حيث المقاومة والصراع الفكري بأبعادها ،البعد السياسي والبعد العسكري والبعد الفكري( الأدبي، الإعلامي، الرسوم).و البعد الاجتماعي والبعد الاقتصادي وعرض لاتجاهات الشعر المقاوم (الفصيح والشعبي ).
أما جوابي على سؤالك هل أخذ الكتاب حقه أقول : لا . لأن الكتاب صدر في الثالث من الشهر الثالث ، وتم حفل توقيع للكتاب في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق ، وكان هناك أكثر من حفل توقيع للكتاب في المراكز الثقافية السورية ، لكن وباء كورونا الذي اجتاح العالم ، والحظر الذي فرض على كافة الأنشطة الثقافية وغيرها كان له الأثر السلبي على تسويق الكتاب ، لكن إنشاء الله بعد جلاء هذا الوباء ورفع الحظر ، هناك الكثير من الجهات الثقافية والمواقع طلبت نسخ منه ، وبعون الله سنقوم بحفل توقيع آخر في اللاذقية والجامعة ، وسيتم عرضه في معارض الكتب القادمة .
سؤال7 : د. منيف تحدثتم في كتابكم أدب المقاومة عن أدب الجهاد ، فما هو أدب الجهاد ؟.
جواب 7: سؤال مهم جداً ، لأنَّ هناك خالط بين أدب الجهاد ، وأدب المقاومة أن هذا النوع من الأدب ينبغي أن نعود إلى تسميته بأدب الجهاد لأن الجهاد له مفهوم شامل .
فالمعنى اللغوي للمقاومة. هو معنى ضيق إذ أنَّه يعني إن ألجأ إلى المقاومة بمعنى أن أدافع بعد أن يقع عليَّ العدوان ، بينما الجهاد هو تجنيد دائم واستعداد للدفاع والهجوم ،وهذا ما تناوله سماحة السيد حسن نصرالله عندما يذكر المقاتلون في أرض المعركة يقول عنهم المجاهدون ، إذاً هو يعلم ما يقول .
وهو ما تحاول العصابات الإرهابية والفكر الوهابي تسويقه ،ومن هنا نجد الأوامر في القرآن & وجاهدوا & وليس &وقاوموا& وعلى أي حال تُضاف لهذا النوع من الأدب معانٍ جديدة بتطور الأوضاع السياسية في الشرق العربي وعلاقة العرب مع الكيان الصهيوني.
ويعتبر يوسف أبو رية – الروائي المصري – إن هناك تناقض بين حدة الصراع القائم الذي نعيش فيه وبين التغييب الذي حدث على المستوى الفكري والأدبي ويقول :
أدب المقاومة خبا طويلا وانسحب من الساحة ولم يظهر إلا عندما ظهر حزب الله على الساحة اللبنانية كحزب مقاوم .
سؤال 8 :دكتور منيف أنت كمقاوم بالكلمة والشعر ، هل لديكم قصائد في حق المقاومة الإسلامية في لبنان وبحق سيدها .
جواب8 : نعم هناك الكثير من القصائد التي كتبتها في المقاومة اللبنانية وبحق سيدها ،وهذه إحدى القصائد بحق سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله .
تجــــــــــــــــاوزتَ الحـــــروف في كلِّ اللغات وصـــــــــــــــرتَ حــــــــــــرفاً يشكــــــــــوه الطغاة
هـــــــــــذي حـــروفكَ في القصيد وحدها تزهر لنا أمــــــــــــــــلاً يا سيــــــــــــــد الكلمات
يامن يصلي الفجر في شرف الحياة فالفجر من دونكَ ميِّتُ النبضات
الجبن عشعش في العقــــــــــــــــول منازلاً والعـــــــــــــزُّ عـــــــــــــــــــــزَّكَ والـــــــــــــــــــــــرِّجال كماةِ
عاهــــــدت عهـــــــــــــــــدكَ ألاَّ تكون ســـــوى سيفــــــــــــــــــاً على الأعــــــــــداء والنُّبلُ رماةِ
أتسمح لي سيدي أن أقبِّلَ سيفــــكَ أتسمـــــــــــــــــــحُ لي أن أكــــــــــــــــــــــــونَ ثقــــــــــاتِ
أنت الـــــــــذي جعــــــــــــــــل الحياة بيارقــــــاً يا سيــــــــــد الحـــــــــــــــقِّ والشَّـــــــرف الأباة
يا سيــــــــــــد الأرزِ هـــــــذي الأرزُ أغنيـــــــــة إليكَ مــــــــــا خطَّت أسطر الكلمات
وهناك قصيدة بحق رجال الله في الميدان ، تقول هذه القصيدة
لكم أنتم رجالُ الله في الميدان
قد سجدت
على أكتافكم بلدي
وصاغت من عيون زنودكم
حكايا الليل والأوطان
لكم أنتم رجال الله
قد نطقت حروف الحب والأمل
وقد صاغتها أصوات
لها في الحرب فلسفة
وفي الميدان ذكراكم لن يمح
لأن الله قد رفع قواعد حبكم طوعاً
وكنتم أنتم الأعلون
لكم أنتم رجال الله قد نطقت
صخور بلادي الصماء
وقد شهدت على ايقاعكم انتم
جداول موطني الغافي على الطرقات
على الأسوار . ...في الثكنات
بكم أنتم رجال الله قد سيجت أحلامي
بعين ترقب العدوان
وعين في سبيل الله
تحرس أهلي . ...والخلان
وهل في الساح من أمل
سواكم رجال الله في الميدان
وهذه قصيدة لأحد كوادر حزب الله الذ استشهد على أرض سورية أقول
إليكَ شهيــــدي (عــــــــــليُّ الـــــــــــرِّضــــــا)
................................................سلامٌ لـــــــــــــروحكَ يـــــــــــا ذا الفِـــــــدى
فأنتَ الحســـــــــــينُ لفعلِ الكــــــــــــرامِ
.................................................وأنتَ اليقينُ لأهـــــــلِ الفـــــــــــــــــــدا
وأنتَ الشَّهيـــــدُ ومنـــــــــكَ المِـــــــــــــدادُ
.................................................فنبضُ الــــوريـــــــــــــدِ يفيضُ غــــدا
وأنتَ الأمـــــــــيرُ بمقعــــــــــــــدِ صــــــــــــــدقٍ
................................................وأنتَ الشَّـــــــــــهيــدُ الـــــذي خُــلِّــــــــــــدا
سلامٌ لـــــــــــروحكَ يا ابنَ الكِــــــــــرامِ
................................................بـــــــــــــــذورُ الشّــــــهــــادةِ ثمــــــارُ الهُــــدى
سلكـــــــــــــتَ الطَّـــــــــريقَ لعــــــــــــترةِ بيتٍ
...............................................فكنتَ الأمــــــــــــــــيرَ ، وكنتَ المـــــــــــــــدى
وكنتَ المنيرَ لــــــــــــــــــدربٍ طــــــــــــويلــــــــــة
..............................................رساهـــــــا الحسينُ ليـــــــــــــومِ الهـــــــدى
عشقتَ الجهــــــــــــــادَ بـــــــــــروحٍ أبيَّـــــــة
.................................................فَخَـــــــــــــرَّت لسيفكْ جيـــــــادُ العدا
كتبتَ بنبضكَ كتابُ الشَّهادة
.................................................ونلتَ بنُبلكَ عطـــــــــــــــــرُ النَّــــــــــــــــــــــــدى
أريكـــــــــــةُ حــــــــــــــــــــقٍ إليكَ شهيـــــــــــدي
.................................................لقــــــــــــــاءُ الأحبـــــــــــــــــــةِ نـــــــــــــــــــــــــــــورٌ بـــــــــــــــدا
فدمعـــــــــةُ عيني إليكَ شهيـــــــــــــدي
.................................................فقلبي حـــــــــــزينٌ و منكَ اهتــــــــــــدى
وداعُـــــــــــــــــــكَ حُبِّي كطفلٍ رضيـــــــــــــــعٍ
............................................... لـــــــــــــــــــــــدرِّ الحنــــــــــــــانِ مــــــهمـــــــــــــا شــــــــــــــدا
وداعُكَ حُبِّي كــــــــــــــــزهـــــــــــــــــــــرٍ لحقــــــــلٍ
..................................................كبرعــــــــــــــــــمِ وردٍ يحــــــــــــــاكي النَّــــــــــــــــــــدى
فقــــــــــــبرُكَ قلـــــــــــبي وخـــــــــــــــــــــيرُ حبيبٍ
..................................................عيـــــــــــــوني تلاشتْ ومنــــــــــــكَ المـــــــــــدى
ســــــــــــــــلامٌ إليكَ لقلـــــــــــــــــــــــبِ أبيكَ
..................................................حسينٌ رحـــــلتَ شهيـــــــــــــــد الهــــــــــــدى
رفـــــاقٌ تنــــــــــادوا ليــــوم التلاقي
................................................ فمنهـــــــم قضـــــــــــــــــــى ليحيا غــــــــــــــــــــــــــــــــــدا
ومنهم رفــــــــــــاقٌ تسيرُ بهـــــــــديٍ
................................................ســــــــــــــلامٌ عليكم أســــــــــــــــود الـــــــــــــــردى
فأنتم رفاق الحسينِ وحمزة
.................................................على هداكــــــــــــــــــــــــم نكـــــــــــــــونُ غـــــــــــــــــدا
سؤال 9 كيف يستطيع الكاتب و الشاعر أن يوصل كلمته وهو لا يملك أعلام .
جواب9 : أقول الكلمة الصادقة عابرة للقلوب ، والإحساس الصادق لا تحده حدود ،فالكلمة الصادقة تصل إلى القلوب التي هي بحاجتها ، وتصل إلى مبتغاها ، وإلى موطنها الأصلي بدون جواز سفر ، فجوازات السفر مللنا منها ، ولكن هناك بعض العقبات التي تقف حائلا أمام هؤلاء ، وهناك الكثير الكثير من الذين الإحساس والموقف والرؤيا ولم تصل كلماتهم لأنهم لا يملكون الإعلام الذي يسلط الضوء عليهم، وما قمت بكتابته حيث كتبت ديوانا كاملا عن الأحداث والوقائع في سورية من تحرير مناطق ومن تفجيرات وأحداث ألمت بسورية ، حيث وثقته شعريا ، لأن الخبر يمر مرور الكرام ، أما القصيدة في وثيقة تاريخيه للأجيال القادمة .
سؤال 10معظم الإعلاميين اليوم يحاولون اسكات صوت الحق المقاوم فما هو رأيكم ؟
جواب 10 .هذا شيء طبيعي لأنَّ القضية قضية صراع أزلي بين الحق والباطل ، فاللحق أدواته وجنوده ، وللباطل أدواته وجنوده ، وطبيعي جداً أن يكون الصراع على أشده ، ولكن صوت الحق هو الغالب ، وطبيعي جداً أن نرى الكثير من الإعلاميين المأجورين ،ومن الإذاعات ، ومن مواقع التواصل الاجتماعي ، والأوراق الصفراء تؤدي دورها التخريبي في اسكات صوت الحق ، لكن كما قلت صوت الحق هو صوت الله ، ومن تمسك بحبل الله فهو الغالب بإذنه تعالى .
سؤال11 : أين هو دور الشعراء والأدباء العرب من التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني ، الذي يسعى له بعض الكتاب ؟ وأين هو موقع قضية فلسطين عند الشعراء.؟
جواب11: لست مهزوماً ما دمت تقاوم.
المقاومة أن تكتب عن الجدار ، وعن الفلاح ، والتلمیذ وربة المنزل .أن تكتب للزمن القادم وتمدّ إليه خیوط روحك المنتظرة ،أن تكتب عن الإنسان للإنسان ، أن تكتب للزیتون وعن الزیتون الأدب على الجبھة ، وفي الجبھة . خلف الناس ، و معھم ، وأمامھم ، إنَّه الروح التي لا حركة بدونھا الكلمة المقاومة فعل لا أكثر ولا أقل .والفعل المقاوم یبدأ بالكلمة ، ترافقه وتحدو مسیرته ،وترسم آفاقه وتقف على أحلامه
والرسالة : نحن باقون ما بقي الزعتر والزیتون ، ما بقي الدم المتدافع في العروق، فالمقاومة ليست فعلاً جامداً ، ولا فھماً جامداً .إنھا البسمة الساخرة الھازئة، والكلمة الصادقة في كل مكان ،وسیكون كما یراه المقاوم الواثق .أقول :
إن كان للمرء عزم في إرادته فلا الطبيعة تثنيه ولا القدر
فالإرادة هي الفكرة ، والعزيمة هي الروح ،و باعتقادي للمقاومة في الأدب تحدیدًا ركیزتان، ھما : الثقة والانتماء من يمتلكهما امتلك ناصية النصر والعزيمة .
أما بالنسبة للقضية الفلسطينية في فكر الشعراء ، أنا قلت منذ بداية حديثي ، الأمة العربية الآن تمر بمرحلة وهن بالنسبة للقضية الفلسطينية في فكرها ، للأسف الشديد ، وهن في مقوماتها ، وأدواتها ، في تكوينها ، في أنها لم تعد هذه الأمة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم ، هي خير أمة أخرجت للناس ، بل هي أضحت أضحوكة في يد الناس، وألعوبة في يد الناس ، كل مقومات الأمة موجودة في باطن هذه الأمة في فكرها وعقلها ، ولكن أين نحن فلسطين؟ أين نحن من التطبيع ، الحقيقة هناك الكثير من الكتاب ، والشعراء المأجورين ، الذين أصبحوا يمتطون وسائل التواصل الاجتماعي ، والمحطات والإذاعات ، على كثرتها في الوطن العربي ، وهي من أكثر بقاع الأرض تمتلك محطات إذاعية ،
ولكن السؤال لمن نوجه هذا المحطات هل لفلسطين ؟ وعودة فلسطين ، هل في هذه المحطات الكثيرة شيء من الانتماء ، وإلا لما اشتكت فلسطين الجريحة
عندما قلت بقصيدة فلسطين الجريحة
لك يا فلسطين الجـــــــــــــــــــريحــــــــة أشكو أمـــــــــــــــة العرب القبيحه
لـــــــــــــــــــــم تعـــدو في القــــــــــــــرآن خـــــــير أمَّــــــــــــــــــة ،بل أضــــــــــــــحت كسيحه
أشكــــــــــــــــــو إليك ســــــــــــــادة حبلـــــى عروشهم بأســــــــــــــــرار الفضيحه
أشكـــــــــــــــو إليك قادة عـــــــزفــــــــــوا مـــــــــــــــراراً عن قـــــــــــــــــــــــول النصيحه
أشكــــــــــــــــو إليك منــــــــــــبراً يعلــــــــــوه تجــــــــــــــــــــــــــــار القضيــــة والصفيحه
يعلوه أصحــــــــــــــــــــــاب اللحى البيـ ــــــــــــــــــضــــاء والنـــــوق الذبيحــــــــــــــــــــــــه
يعلوه أصحـــــــــــــــاب الجلالة والـــ فخامة والعبــــــــــــــــــاءات القبيحه
لك يا فلســــــــــــطين الجـــــــــــــريحــــــــة أشكو أمــــــــــــــــــــــــة العرب القبيحه
تركتم القسام ينزف جرحــــــــــه تركتم قبلتي والقدس الجريحه
تركتم معــــــــــــــــراج النبي محمـــــــد وقيامة المهدي والروح الفسيحه
ورضيتم كل ما تركوه طوعا من فطــــــــــــــــــــــــــائس نوقكم الذبيحه
تركوك يا فلسطين الجريحة والشـــــــــــــــــام شاهدة يا للفضيحه
لا تعتبي يا شام هذا عهرهــــــم ستــــــــــــــــــــــون عاما والقدس جريحه
سؤال12 : ما رأيكم اليوم بالقضية الفلسطينية عند معظم الحكام العرب والتطبيع الصهيوني معهم ، وخاصة الإعلام السعودي الذي يحاول تشويه صورة الفلسطينيين ؟
جواب 12: أقول القضية الفلسطينية اليوم أصبحت عبأ على الحكام العرب ،وبالتالي يريدون أن يتخلصوامنها قدر الإمكان ، لأنهم يرغبون أن يكون بينهم وبين الكيان الصهيوني ساحة سلام ووئام ومحبة، وتبادل زيارات ووفود ...الخ ، وبالتالي لم يأتين من الحكام العرب إلا كما قال محمود درويش : من هنا مرَّوا إلى الشرق غماماً أسودا وعذرا منه :
أقول :
من قطر، من السعودية جاؤوا إلى الشام
إلى فلسطين ، إلى لبنان غماماً أسودا
يحملون الحقد والذل وأسيافاً ومُدى
يحملون القتل والتخريب وصولات العدى
يحملون كل أنواع العذابات وأكفان الردى
يحملون حماقات أبي جهل
وطاغوت كسرى، وأنواع السخافات
يحملون أقوالا وأفكار
تنادوا لنشروها عبر أصوات السلاح
وعبر تجار السلاح
بالنسبة للإعلام السعودي للأسف هو إعلام شخص حاكم بأمر الله ، هو إعلام الملك ، ليس إعلام دولة ومؤسسات ، وبالتالي ينشر ويروج ما يرغب ويشتهي ، ذات اليمين وذات اليسار ، كيفما يتم توجيهه، وبالتالي من المعيب أن نقول عنه إعلام دولة ، هو إعلام الملك وحاشيته ، ولم ير في القدس غير حجارة ، وهم يدعون إلى تركها ، لا بل يرون في المسجد الأقصى سوى أحجار مكدسة يجب تركها ، وهي لا تستحق الصراع من أجلها .
سؤال13: ماهي قراءتكم للمشهد السياسي في المنطقة ؟
جواب13 : هناك شيء ما يحدث في هذا العالم ليس على مستوى المنطقة ، وإنما على مستوى العالم ، هناك نظام عالمي جديد ، يريد أن يترتب ، لأن النظام العالمي القديم لم يعد يقدم للصهيونية وللأمبريالية الأمريكية ولأوروبا ما يرغبون بتحقيقه ، ولكن بعون الله وبفضل تضحيات محور المقاومة أن الأمر يترتب في المنطقة لصالح محور المقاومة ، ولصالح خط المقاومة ، من اليمن إلى البحرين ، إلى لبنان، والعراق وسورية وإيران ، إلى كل دول المقاومة والممانعة التي تقف في وجه العتاد الأمريكيين والصهاينة ، وبالتالي يتطلب منهم أن يكون هناك قدرات إضافية .
وبالتالي علائم النظام العالمي الجديد ارتسم على السطح من خلال مكونات ثلاث
الأول : الحرب الكونية على سورية ، والتي بدأت منذعام2011، وما أحدثته هذه الحرب الظالمة من انقسامات عالمية ألغت أحادية القطب الواحد .
الثاني : وصول ترامب إلى الحكم حيث سرَّع من وجود الكثير من المشاريع التي كانت تحت الطاولة ( وهذا ما جاء في مقال لي طويل ) .
الثالث : وجود وباء كورونا في العالم حيث أدى إلى جمود في الحركة الدولية ، وبالتالي هناك لابد من زيادة قبضة الحكومات على شعوبها ، وهذه القراءة فيها تفاؤل لصالح محور المقاومة ، وعودة الأمة إلى تاريخها المجيد الذي حفل بالانتصارات .
سؤال14: هل للشعر دور كبير في إحياء القضية الفلسطينية .
جواب14 : نعم ، القضية الفلسطينية ليست سلاح فقط ،هي كلمة ، هي روح، تتجسد فيكل إنسان يتمتع بإنسانيته ، ويحمل هوية إنسانية ، ومن يملك هوية إنسانية لابد أن يكون له دور في الضية الفلسطينية ، قضية فلسطين هي قضية إنسان وليست قضية سلاح ، وبقعة أرض هنا وهناك ، وبيت هدم هنا ،أو مستوطنة أنشأت هناك ، ولا يمكن أن يعبر عن الروح وعن الإنسان إلا الكلمة ، فالكلمة والشاعر صنوان ، ونحن جميعاً ملزمون ، ومن واجبنا القومي والوطني أن نكون في الطليعة لكي نسلط الضوء ، ونعيد إحياء القضية من جديد بعيداً عن ثقافة التطبيع التي ينتهجونها في إعلامهم ووسائل تواصلهم الاجتماعي ، فنحن الأولى والأحق بتسليط الضوء على القضية الفلسطينية
أخيراً : الشكر الجزيل لكم دكتور منيف حميدوش على قبولكم دعوتنا واجوبتكم القيمة ، والشكر الجزيل لأعضاء الاتحاد المتابعين والمشاركين .
د. منيف : في الختام أوجه شكري للكادر الإداري المشرف على المواقع الالكترونية الخاصة بدعم خيار المقاومة ، وعلى موقع ظل2 ، وعلى من تابعنا بقلب، عابق بالمحبة والكرامة ، وعلى السادة الذين وجهوا الأسئلة في هذه الحلقة ،
أقول: على خطى يوسف الذي عاش أملا بعودة ابنه وعاد الأمل والبصر ، وعلى خطى الحسين الذي شع العالم بنوره ، وكان النصر والأمل ، إنشاء الله سنحقق النصر أينما وجدنا ، فنحن خلقنا لننتصر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته