أعلنت الداخلية الألمانية حظر حزب الله اللبناني وصنفته منظمة إرهابية، ونفذت عدة مداهمات ضد مشتبه بكونهم أعضاء في الحزب بمناطق متفرقة من البلاد. وكانت برلين تدافع لسنوات عن سياستها بالتمييز بين الجناح السياسي للحزب وجناحه العسكري.
كما كانت تدافع طيلة السنوات الماضية عن موقفها بعدم حظر الجناح السياسي لحزب الله، قائلة إن ذلك سيضر بالعلاقات مع بيروت وحكومتها، مشيرة إلى أن للحزب دورا اجتماعيا في لبنان
وكان البرلمان أجاز، أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، قانون حظر حزب الله بعد دعوة لحظره من قبل الحزبين المشكلين للتحالف الحاكم، ودعا الحزبان إلى إدراج حزب الله على لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية.
إذا السؤال ما الذي تغير حتى اتخذت ألمانيا هذا القرار.... ولماذا هذا الوقت بالذات
والذي برأي لم ولن يغير من طبيعة المعادلة السياسية والاقتصادية والعسكرية الإقليمية
هناك عوامل ثلاثه أدت إلى تغيير الموقف الألماني
الأول.. الوباء العالمي كورو نا الذي ضرب العالم... وتبين من خلاله هشاشة النظام الصحي العالمي عامة... والأوروبي خاصة
وألمانيا جزء من الاتحاد الأوربي.. وبينت الأرقام
والإحصائيات إن ألمانيا أصيبت بانتكاسة صحية على المستوى الأوربي مثلها مثل بقية الاتحاد العجوز... وهي بحاجة لدعم الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الموضوع
وتريد أن تحجز لها مقعداً في النظام العالمي الجديد وهذا الأمر يتطلب من ألمانيا خطوات تخدم سياسية الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتمد أيضاً أي( أمريكا) سياسية الاحتواء للدول لتشكل حلفا قوياً في النظام العالمي الجديد ومن بينها اعتبار حزب الله في ألمانيا بأنه منظمة إرهابية ضمن سياسة احتواء المقاومة على امتداد الأمة العربية والإسلامية في لبنان و سورية والعراق واليمن وإيران....وغيرها.
ثانياً. دعم حزب الله لتشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب والذي اتخذ قرارت تعادل في المئة يوم الأولى من حكومته بشأن قضايا الفساد.. والقضايا الداخلية والخارجية تعادل في قيمتها وأهميتها ما اتخذ من قرارات من أيام حكومة الحريري الأب في تسعينيات القرن الماضي... وهذا ما أزعج الفريق الآخر وهدد مصالحهم الداخليه والخارجيه..
ثالثاً. موقف حزب الله الصارم من رياض سلامة رئيس البنك المركزي اللبناني.. وفضح ملفاته التي ترتبط بكل قضايا الفساد فهو المنسق العام الداخلي والخارجي لكافة الأطراف المرتبطة بهدر المال العام.. والصفقات التي عقدها لبنان أثناء حكمه
حيث تم تصويره على أنه المنقذ الوحيد للبنان وبقاء لبنان القوى مرتبط بمصير رياض سلامة... كرئيس للبنك المركزي حالياً... والمرشح الأوحد والمقبول غربيا وأمريكيا لرئاسة الجمهورية اللبنانية بعد انتهاء ولاية العماد ميشال عون.
لكن حزب الله قطع الطريق على هذه الاحتمالات.
إضافة إلى تسليم لبنان لصندوق النقد الدولي
وهذا مارفضه حزب الله جملة وتفصيلاً وهذا ماجاء على لسان سماحة السيد حسن نصر الله في اللقاء الأخير.
رابعاً. السؤال المطروح الآن هل غير الحزب في طبيعة علاقته الاجتماعية اللبنانية حتى تغير الحكومة الألمانية سياستها التي كانت تدافع عنها لفترة قريبة عن أن حزب الله يلعب دوراً اجتماعياً.
أم أن ألمانيا لها اعتباراتها في النظام العالمي الجديد.