يعتبر القمح من ابرز المنتجات في سلة الغذاء العالمي، والذي حظي دائما باهتمام الباحثين نظرا لظروفه المناخية وأهميته الإستراتيجية، حيث إن تحسين الجودة وزيادة إنتاج هذا المنتج يمكن أن يكون خطوة فعالة في ضمان الأمن الغذائي للمجتمع.
ووفقا لوكالة انباء آنا ، فإن أهمية القمح كأحد أهم المواد الغذائية في العالم ليست سرا، وفي إيران، يتم زراعة هذا المحصول أيضا في ظل ظروف مروية ومطرية، وتلبية الاحتياجات الغذائية للمجتمع تعتمد إلى حد كبير على ذلك. لكن إحدى المشاكل الأساسية في إنتاج القمح هي نقص العناصر الغذائية، وخاصة الزنك، في الحبوب.
يعتبر الزنك أحد العناصر المهمة لصحة الإنسان، ويلعب دورًا مهمًا في تحسين نمو النبات وأدائه. ومع ذلك، فإن الجهود التي بذلت على مدى العقود القليلة الماضية لزيادة محتوى الزنك في حبوب القمح لم تكن ناجحة تماما. ومن ثم فإن إيجاد حلول جديدة لتحسين هذا الوضع له أهمية كبيرة.
حيث جرى مؤخرا طرح اساليب مختلفة لزيادة محتوى الزنك في حبوب القمح. ومن هذه الطرق الرش الورقي بالزنك، والذي بالإضافة إلى زيادة مستويات الزنك يساعد أيضاً على تحسين إنتاج الحبوب. ومن ناحية أخرى، جذب استخدام هرمونات نمو النباتات والبكتيريا المعززة للنمو اهتمام العديد من الباحثين في السنوات الأخيرة.
يمكن أن تساعد هذه العوامل في تحسين قدرة النبات على تحمل الظروف البيئية القاسية وزيادة إنتاج الحبوب. وفي الوقت نفسه، فإن دراسة التأثير المشترك لهذه العوامل على إنتاج القمح يمكن أن توفر حلولاً جديدة لزيادة الإنتاج وتحسين نوعيته.
في السياق، أجرى محمد جواد زارع، الباحث في قسم الزراعة وتربية النبات في جامعة إيلام، دراسة لمعرفة تأثير الرش الورقي بالزنك، وهرمون البنزيلامينوبورين، وبكتيريا الآزوسبيريلوم على محصول ونوعية حبوب القمح.
وفي هذه الدراسة تم إجراء تجربتين ميدانيتين. في التجربة الأولى تم دراسة تأثير أربعة مستويات مختلفة من الزنك في المحلول (0، 0.2، 0.3، و 0.4%) ومستويين من الهرمون (0 و 10 ملغم/لتر) على المحصول ومحتوى الزنك في حبوب القمح. تم إجراء الرش الورقي أعلاه بعد مرحلة تلقيح القمح.
وفي التجربة الثانية، وبناء على أفضل النتائج التي تم الحصول عليها من التجربة الأولى، تم إعادة تقييم تركيبة 0.3% من الزنك وحده أو بالاشتراك مع بكتيريا الأزوسبيريلوم وهرمون البنزيلامينوبورين.
وكشفت نتائج هذه الدراسة أن الرش الورقي بالزنك أفضى إلى زيادة معنوية في محتوى الحبوب من الزنك. كما تم الحصول على أعلى إنتاجية للحبوب من مزيج الزنك مع بكتيريا الأزوسبيريلوم مما يدل على التأثير الإيجابي لهذا المزيج في زيادة الإنتاج.
وتشير النتائج التي تم الحصول عليها إلى أن الرش الورقي بالزنك ودمجه مع بكتيريا Azospirillum يمكن أن يساعد في زيادة المحصول ومحتوى الزنك في حبوب القمح. ويمكن أن يكون هذا الحل فعالاً بشكل خاص في ظروف الأراضي الجافة التي تواجه نقصاً في المياه وضغوطاً بيئية.
إن زيادة محتوى الزنك في حبوب القمح له أهمية كبيرة، خاصة في البلدان التي يعاني فيها جزء كبير من السكان من نقص الزنك. يعتبر الزنك ضروريًا لصحة الجسم، ونقصه قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض مختلفة. ومن ثم فإن تحسين جودة المنتجات الزراعية يمكن أن يلعب دوراً هاماً في ضمان صحة المجتمع.
ومن الجدير بالذكر أن نتائج هذا البحث قد نشرت في مجلة "البحوث الزراعية الإيرانية" الفصلية التابعة لجامعة فردوسي في مشهد، مما يدل على أهمية هذا البحث ودوره في تحسين إنتاج القمح في البلاد.