بقلم : الصحافي حسن الخباز مدير جريدة الجريدة بوان كوم
في واحدة من أكبر وأشهر القضايا التي يشهدها القضاء الأمريكي . وفي دعوى قضائية رفعها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وزوجته ، تعيش محكمة امريكية هذه الأيام على إيقاع محاكمة لمؤثرة شهيرة بعد استفزازها لماكرون وزوجته .
وفي حيثيات الحادث الذي استأثر باهتمام العالم ، ان مؤثرة يمينية شهيرة تدعى كانديس أوينز روجت عبر قناتها ان زوجة الرئيس الفرنسي ولدت ذكرا لا أنثى ، وهو ما فتح عليها أبواب جهنم وادخلها عش الدبابير الذي سيكلفها الكثير .
ففي يوليوز الماضي، رفعت اسرة ماكرون دعوى قضائية ضد أوينز بامريكا ،مفادها انها "تجاهلت جميع الأدلة الموثوقة التي تدحض ادعاءها، مفضّلةً منح المنصة لنظريات المؤامرة المعروفة والمُشهّرين المُثبتين".
وسبق لماكرون ان صرح لمجلة باري ماتش ان الأمر يتعلق بالدفاع عن شرفه وان هذا هراء، لان النؤثرة كانت تعلم جيداً أن معلوماتها مغلوطة، ومع ذلك فعلت ذلك بهدف الإضرار، ولخدمة أيديولوجية ما وهي لها صلات وطيدة بقادة اليمين المتطرف".
جدير بالذكر أنه سبق للمؤثرة أوينز، والتي كانت تشتغل كمعلقة في المنصة الأمريكية المحافظة "ديلي واير"، والتي تتوفر على ملايين المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قد روّجت مراراً لرأيها بأن بريجيت ماكرون رَجل.
وبعد رفع الدعوى القضائية ضد المؤثرة طلب محاموها برفض طلب ماكرون وزوجته ، في حين ان محاميهما صرح بريجيت وجدت هذه الاتهامات مزعجة جدا وتشكل تشتيثا لزوجها .
وجاء في تصريح المحامي طوم كلير لبرنامج "الشهرة تحت النار" الذي تبثه بي بي سي البريطانية بالحرف : " "لا أريد أن ألمّح إلى أنها أخرجته عن مساره السياسي، ولكن مثل أي شخص يوازن بين عمله وحياته الأسرية، وعندما تتعرض أسرتك للهجوم فإن ذلك يرهقك، وهو ليس بمنأى عن ذلك لمجرد أنه رئيس بلد".
واورد موقع القناة البريطانية بي بي سي ان محامي الجمهورية الفرنسية اكد أن هناك "شهادة خبراء ستُقدَّم وستكون ذات طبيعة علمية"، مع انه لم يكشف لحد الآن عن طبيعتها الدقيقة، لكنه أكد أن الزوجين مستعدان لإثبات بشكل كامل "عموماً وتفصيلاً" أن هذه المزاعم كاذبة.
وتجدر الإشارة إلى ان ادعاءات ذكورية سيدة الإليزيه انطلقت اول مرة عبر فضاءات هامشية على الإنترنت قبل سنوات، لا سيما من خلال مقطع فيديو على يوتيوب عام 2021 نشرته المدونتان الفرنسيتان أماندين رواي ونتاشا ري.
وعودة لتصريحات محامي بريجيت فقد اكد بخصوص مزاعم النؤثرة الامريكية : "إنها عملية ستضطر للخضوع لها بطريقة علنية للغاية، لكنها مستعدة لذلك، فهي مصممة تماماً على أن تفعل ما يلزم لوضع النقاط على الحروف".
وختم تصريحه بالقول : "إنه من المزعج للغاية أن تفكر بأن عليك أن تخضع نفسك لمثل هذا النوع من الإثبات وإيقاف هذه المزاعم، فهي مستعدة بنسبة 100 في المئة لتحمل ذلك العبء".
وحين سئل عما إذا كان آل ماكرون سيقدمون صوراً لبريجيت أثناء حملها وتربيتها لأطفالها، قال كلير إن هذه الصور موجودة وستعرض في المحكمة حيث توجد قواعد ومعايير.
وبخصوص توقعات حكم القضاء الامريكي فيما يخص هذا النوع من قضايا التشهير ضد الشخصيات العامة، يُطلب من المدّعِين إثبات "سوء النية الفعلية"، أي أن المدّعَى عليه نشَر معلومات كاذبة وهو على علم بذلك أو تصرف بتهور ودون اكتراث بالحقيقة.