يمكننا ان نعلن وبكل ثقة ان الولايات المتحدة الامريكية لم تخسر مكانتها وسمعتها امام شعوب العالم، في حربها الشاملة ضد الجمهورية الاسلامية في ايران، فحسب بل بانت حقيقة سياستها وافتضح امرها وانكشف زيف كل "مبادئها" و"قيمها" وشعاراتها.
"الفشل" كان ومازال العنوان الابرز لكل المحاولات الامريكية الرامية للنيل من مقاومة الجمهورية الاسلامية في ايران لسياسة الهيمنة الامريكية، على مدى اكثر من اربعة عقود، الامر الذي ادخل الادارات الامريكية ولاسيما الادارة الحالية برئاسة الصهيوني الارعن دونالد ترامب في نوبة هستريا جعلتها اضحوكة حتى لدى الامريكيين انفسهم.
فـ"الدولة الاكبر والاعظم"!، جندت كل امكانياتها لتركيع الجمهورية الاسلامية في ايران، حتى انها اعلنت الحرب على العالم اجمع من اجل تحقيق هذا الهدف، فهددت الحلفاء واذلت الاذناب وانتهكت القوانين وتنازلت عن سمعتها واهانت حتى توقيعها، فخرجت من الاتفاق النووي، وفرضت حظرا احاديا مجنونا غير مسبوق على ايران، فلاحقت حاملات النفط في بحار العالم، وفرضت الرقابة الصارمة على النظام المصرفي العالمي للحيلومة دون وصول "بنس" واحد الى ايران، ومنعت دول العالم من تصدير حتى الدواء والغذاء الى الشعب الايراني، وفرضت حظرا على جميع المسؤولين الايرانيين دون استثناء، ومنعت المسؤولين الايرانيين من المشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، وحصرت تحرك البعثة الدبلوماسية الايرانية في نيويورك في نظاق بنايتين فقط، و..، ونعتقد جازمين لو كان بامكان ادارة ترامب البائسة اليائسة ان تمنع الهواء عن الايرانيين لفعلته.
هذه السياسة كشفت رغم كل التبجح الامريكي الفارغ عن عجز وضعف امريكا في التعامل مع ايران التي ردت على كل هذا الحظر والحرب الاقتصادية الارهابية على الشعب الايراني، بالاعلان عن عزمها اطلاق الصاروخ "سيمرغ" ليضع القمر الاصطناعي "ظفر" في مدار حول الارض تزامنا مع الذكرى الحادية والاربعين لانتصار الثورة الاسلامية.
يبدو ان الرد الايراني هذا بالاضافة الى الردود الايرانية الاخرى على الرعونة الامريكية، كاسقاط درة الصناعة الامريكية طائرة غلوبال هوك العملاقة على ارتفاع 20 الف متر فور دخولها الاجواء الايرانية، والرد الايراني الشجاع بدك قاعدة عين الاسد الامريكية في غرب العراق بعشرات الصواريخ انتقاما لاستشهاد القائد الكبير قاسم سليماني على يد عصابة ترامب بطريقة جبانة، وخروج 25 مليون ايراني في مراسم تشييع القائدين سليماني وابو مهدي المهندس، اخرج ادارة ترامب من نوبة الهستيريا التي تعاني منها بسبب ايران ، وادخلها في حالة جنون معلنة.
ومن اهم عوارض حالة الجنون هذه كان طلب السيناتور الجمهوري تيد كروز وثلاثة اخرين من السيناتورات الجمهوريين وهم تام کاتن، مارشا بلکبرن و مارکو روبیو من مدير موقع التواصل الاجتماعي تويتر جاك دورسي بحذف حساب قائد الثورة آية الله خامنئي ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، وجميع الحسابات الرسمية لإيران!!، وتم ارسال نسخة من مذكرتهم الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب و وزير الخزانة الاميركية استيفان منوشين!!.
هنا لا بد ان نتوقف امام هذه الجنون الذي يدفع "اعظم دولة في العالم" كما يدعي ترامب الذي اعلن رسميا قبل ايام عن تمويل هيئة عسكرية جديدة مختصة بالفضاء تحمل اسم "قوة الفضاء الأمريكية" على اعتبار ان الفضاء سيكون ساحة للحرب في المستقبل!، ونتساءل: هل حقا هذه الدولة قوية؟، هل حقا انها تقوم على العدالة؟ هل حقا انها تقوم على حرية التعبير؟ هل حقا انها ديمقراطية؟ هل حقا انها لا تخاف من الراي الاخر؟ هل حقا ان حرية التعبير مكفولة حتى لـ"الاعداء" في ظل هذه "الديمقراطية العتيدة"؟! اذا كان الامر كذلك فلماذا اذا تخاف من "كلام" قائد الثورة الاسلامية ، او "كلام "الوزير ظريف على تويتر ؟!!!، ما سر هذا "الكلام" الذي لا تقف في وجهه "قوات الفضاء الامريكية" وعشرات الالاف من الصواريخ والقنابل النووية وعشرات حاملات الطائرات وملايين الجنود و "الاقتصاد المهيمن على العالم"؟!.
ليس هناك من سر في "كلام" قائد الثورة الاسلامية والمسؤولين الايرانيين الا سر "الحقيقة"، فهذه الحقيقة لو وصلت الى شعوب العالم بدون زيادة او نقصان، لادركت هذه الشعوب ان امريكا ليست بالقوة التي يتم تسويقها الى العالم لارعابه واخافته، وان امريكا تكذب عندما تدعي انها حاملة لواء الحرية والديمقراطية في العالم، وان من يحكم امريكا "مافيا" بدون قيم ولا اخلاق، وان بالامكان مواجهتها والانتصار عليها ، وما تجربة الشعب الايراني الذي يحتفل اليوم في الذكرى الحادية والاربعين على انتصاره ثورته على "المافيا" الامريكية التي ترتعد فرائصها خوفا وجبنا وترفع سيف الجنون في وجه القلم والفكر والراي الاخر.
منيب السائح