بيروت – عقد وزير الزراعة الدكتور نزار هاني لقاءً موسعًا مع وفد اللقاء الوطني للهيئات الزراعية في لبنان برئاسة السيد جهاد بلوق، في قاعة الوليد بن طلال في وزارة الزراعة، حيث ساد اللقاء جو من الصراحة والتعاون والشراكة الوطنية، بمشاركة ممثلين عن النقابات والهيئات الزراعية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، ومن السلسلة الشرقية إلى السفوح الغربية.
وخلال اللقاء، شدد وزير الزراعة على أهمية تضافر الجهود لإنشاء مجموعة ضغط وطنية للنهوض بالقطاع الزراعي، والعودة إلى الإنتاج وبناء اقتصاد حقيقي، ووضع أسس تنظيمية سليمة لقطاع يحتاج إلى الكثير من الانتظام، وإطلاق عملية تشريعية لتشكيل جهاز خاص للتأمين الزراعي في لبنان.
من جهته، ركّز رئيس اللقاء الوطني على أهمية إقرار الضمان الصحي للمزارعين، مثنيًا على التواصل الذي تم بين وزير العمل الدكتور محمد حيدر ووزارة الزراعة، والاتفاق على عقد اجتماع رباعي عاجل يضم مدير عام الضمان الاجتماعي الدكتور محمد كركي وممثلين عن اللقاء الوطني. كما أدان بلوق باسم المزارعين العدوان الصهيوني على لبنان، مؤكدًا على ضرورة دعم المواطنين والمزارعين في أراضيهم عبر المشروع الأخضر وتوفير القروض المدعومة، ومطالبة الدولة بالاهتمام بالمتضررين من العدوان الإسرائيلي.
وتناول اللقاء ملف إنتاج الزيتون وزيت الزيتون، حيث اقترح اللقاء الوطني إنشاء لجنة دائمة للقطاع يشارك فيها ممثلون عنه. وأشار الوزير هاني إلى صدور قرارات بتشكيل لجان مصغرة متخصصة تم انتقاء أعضائها بعناية لتكون فعالة، من بينها لجنة للزيتون وزيت الزيتون، مؤكّدًا انفتاح التعاون والتشاور مع جميع ممثلي القطاع الزراعي. كما أعلن أنه سيتم قريبًا عرض مقترحات اللجنة الرسمية للقطاع ومناقشتها مع اللجنة التي شكلها اللقاء الوطني لإبداء رأيها والاستعانة بها.
كما شدّد الوزير على أهمية انتساب المزارعين إلى سجل المزارعين، كخطوة أساسية لإطلاق نظام تتبع المنتجات الزراعية من المزرعة إلى المستهلك أو الأسواق الخارجية.
وتطابقت وجهات نظر الوزير والمزارعين أيضًا حول رفع دعاوى ضد العدو الإسرائيلي لدى المنظمات والمحاكم الدولية للمطالبة بالتعويض عن الأضرار الزراعية، خصوصًا بعد تضرر قطاع النحل وإنتاج العسل، وسط استهداف العدو للمزارعين اللبنانيين.
وطالب المزارعون بتجميد اتفاقية التيسير العربية لمدة خمس سنوات، وحصر التبادل الزراعي بالاتفاقيات الثنائية، وتوفير قروض زراعية بلا فوائد، وإنشاء البنية التحتية للطاقة الشمسية للآبار مجانًا، وتحقيق البطاقة الصحية للمزارعين، والتوسع في إنشاء البحيرات الزراعية.
وأكد الوزير هاني دعمه لإنشاء لجان متخصصة ضمن اللقاء الوطني للتعاون في مختلف الملفات، مشيرًا إلى أن الهدف هو الوصول إلى 100 ألف مزارع منتسب إلى سجل المزارعين منتصف عام 2026 لإطلاق مشروع التتبع الذي سيمكن لبنان من تصدير منتجاته إلى أسواق جديدة، خاصة الأوروبية، وأبدى تأييده الكامل للمتابعة القانونية الدولية لحقوق المزارعين، مستندًا إلى تقرير الفاو الدولي.
كما أعلن الوزير أن ملف ضم المزارعين إلى الصندوق الوطني ووقف العمل بالاتفاقية العربية قيد المتابعة العملية، مؤكّدًا على حماية الإنتاج الوطني من خلال فرض الحصول على إذن مسبق قبل استيراد الخضار، ومتابعة تطوير ملف النحل والنحالين، وإنشاء المزيد من البرك الجبلية لخدمة المزارعين، مع الإشادة بالمجهودات السابقة في هذا المجال.
وختم بلوق باسم اللقاء الوطني بشكر وزير الزراعة على تبنيه ملف إنشاء نظام التعويض عن الأضرار الزراعية عبر لجنة مشتركة تضم خبراء من الوزارة وممثلين عن اللقاء، مع تقديره لتعاون رؤساء المصالح الإقليمية لمعالجة المشكلات وإزالة العوائق أمام المزارعين.
واختتم الوزير هاني اللقاء بالتأكيد على قدرة لبنان على النجاح في تربية النحل وإنتاج العسل، وتسويق الزيتون وزيت الزيتون، ومختلف المنتجات الزراعية والغذائية اللبنانية، والمنافسة في الأسواق العربية والأوروبية بالجودة والممارسات الزراعية السليمة والإدارة المميزة.