عقد العلّامة السيّد علي فضل الله لقاءً حواريًا في المركز الإسلاميّ الثقافي في حارة حريك تحدث فيه عن آليات الحوار في الإسلام ومن ثم أجاب خلاله على عدد من الأسئلة والاستفسارات ...
بداية، عدّد الأسبابَ التي تجعل من الحوار ناجحا وفعالا بدلا من ان يكون مضيعة للوقت وهدفا لتسجيل النقاط. مشيرا إلى أنّ أي حوار لكي يعطي ثماره على أرض الواقع لا بد من اتباع شروط أساسية منها عدم ادعاء أي فريق من المتحاورين بانه يملك الحقيقة المطلقة ما يؤدي إلى فشله قبل انطلاقه بينما المطلوب أن يكون المنطلق له هو البحث عن الحقيقة.
وأضاف: الأمر الثاني الذي أراده الإسلام أن يمدّ المحاور جسور اللقاء والانفتاح مع الآخر من خلال التركيز على المشتركات الدينية والوطنية والإنسانية وان يكون الحوار مبنيًّا على قواعد فكرية وليس صراعا شخصيا او ذاتيا ....
وتابع: امّا الشرط الثالث هو الاحترام المتبادل بين المتحاورين وعدم الاستخفاف او الاستهزاء بما لدى الآخر من قناعات ووجهات نظر خلال عملية النقاش وألا يفقد الاحترام قيمته وأثره ويتحول عندها إلى شتائم وسباب.
وأكد على أهمية الاستماع والإنصات الجيد خلال عملية التحاور وعدم استخدام المقاطعة وتسجيل النقاط على الخصم في ما يطرحه من وجهة نظر داعيا إلى ضرورة إبعاد الحوار عن القضايا الهامشية والشخصية والذاتية وابقائه في دائرة الموضوعية واختيار الكلمات التي لا تستفز الآخر بل تدخل إلى قلبه وعقله.
وشدد على ضرورة التعبير عمّا نؤمن به من قناعات وأفكار بطريقة واضحة وبعيدة عن أي التباس وحصر أي نقاش او حوار في نقاط محددة وعدم توسعتها وتشعبها لان ذلك سوف يُفشل الحوار ولن يؤدي إلى أي نتيجة.
وأردف سماحته: مشكلتنا في هذا الوطن وفي هذا العالم أننا نتحاور بروح عدائية وعقلية اقصائية ومنطق تسجيل النقاط ضد بعضنا البعض بدلا من ان نتحاور بروح المحبة والأخوة ومن أجل أن نصل إلى مساحة من المشتركات مشيرا إلى ان الكثير من اللقاءات لا تثمر عن أي نتيجة لأنها تقوم على الشكليات والديكور والمجاملات بدلا من ان تقوم على أسس منطقية ودراسة واقعية وشفافة لذلك تبقى من دون أي نتيجة من انعقادها.
وفي الختام تحدث عن العلاقة مع الجار سواء على مستوى الحي أو القرية أو الوطن فأكد ان الإسلام أوصى بالجار وحسن معاملته ونحن في هذا الوطن لسنا طائفة مغلقة او متقوقعة ضمن اطر خاصة وضيقة بل نسعى لبناء أفضل العلاقات مع كل الطوائف والمذاهب ليس من موقع الضعف بل انطلاقا مما امرنا به ديننا وتؤكد عليه قيمنا. ليس لدينا مشكلة مع العالم بل مشكلتنا تنحصر مع من يعتدي علينا ويريد أن يحتل ارضنا ويسلب ثرواتنا فمن الطبيعي ان ندافع عن بلادنا ونمنعه من تحقيق أهدافه العدوانية....