أقامت هيئة سفير النور، يوم الجمعة، على قاعة المسرح الوطني، حفلًا تأبينيًا مهيبًا تخليدًا لاستشهاد سيد المقاومة، الشهيد حسن نصر الله. ووصف رئيس الهيئة، السيد علي نبيل الحسني، الحفل بأنه “رسالة وفاء وامتنان لأرواح القادة الشهداء، واحتفاء برمزٍ بات أيقونة للمقاومة، وامتدادًا لنهجٍ حسينيٍّ خالدٍ يجمع بين الكرامة الإنسانية وإرادة الصمود”.
شهد الحفل حضورًا وازنًا لرموزٍ سياسية ودينية وثقافية، يتقدمهم رئيس البرلمان الدكتور محمود المشهداني، وممثلون عن رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس القضاء الأعلى، إضافة إلى الشيخ همام حمودي، رئيس المجلس الأعلى، وعدد كبير من أعضاء البرلمان، وقادة أمنيين من وزارتي الدفاع والداخلية والحشد الشعبي. كما حضر ممثل حزب الله اللبناني الدكتور إيهاب حميدة، إلى جانب وجوه عشائرية وأكاديمية وثقافية مرموقة.
كلمات الحضور كانت مفعمة بروح الوفاء والعرفان، حيث تطرّق المتحدثون إلى مسيرة الشهيد السيد حسن نصر الله، التي كُتبت بماء الشجاعة وحبر الإيمان. استحضروا حكمته النادرة، وثباته الذي زلزل أركان الطغاة، وإرادته التي استحالت نارًا أحرقت أحلام الكيان الصهيوني. وأجمع الحاضرون على أن نهجه المقاوم هو مدرسة متفردة ستستلهم منها الأجيال القادمة معاني التضحية والكرامة والإصرار.
وأكد المتحدثون أن الانتصارات التي حققها الشهيد ليست مجرد إنجازات سياسية أو عسكرية، بل هي إرثٌ خالد يعيد للأمة جمعاء كرامتها المسلوبة. أشاروا إلى أن كل خطوةٍ خطاها كانت صرخة في وجه الباطل، وكل مواجهةٍ خاضها كانت نبراسًا يضيء طريق الأحرار في كل بقاع الأرض.
الحديث عن الشهيد امتزج بمشاعر الفخر والحزن، إذ وصفه البعض بأنه ليس مجرد قائد، بل رمزٌ للإنسانية وأيقونة للحق، جاعلًا من المقاومة صوتًا عالميًا ضد الظلم والطغيان. وأكدوا أن ما أطلقته المقاومة من ملحمة “طوفان الأقصى” هو نداءٌ أخير لنهاية الاحتلال، وبوابة لعصرٍ جديدٍ سيسجَّل في كتب التاريخ بأنه زمن نصر الله، وجيل نصر الله.
لقد كان الحفل لوحة مهيبة رسمت بألوان الوفاء والشجاعة، واستحضر فيها الحضور عبق البذل وروح الفداء، مؤكدين أن نهج المقاومة سيبقى صرخة الحق الخالدة في وجه الظلم والاستبداد.