عقد مركز الامة الواحدة للدراسات الفكرية والاستراتيجية ، بالتعاون مع مؤسسة عاشوراء الدولية ، والعتبة الرضوية المقدسة ندوة فكرية احياءً للذكرى السنوية الثانية لاستشهاد قادة النصر، الشهيد سليماني والشهيد المهندس ورفاقهما ، تحت عنوان قادة النصر توأم الشهادة والانتصارات الآتية ، بمشاركة كوكبة من العلماء والمفكرين والاعلامين والشعراء من العالمين العربي والاسلامي.
افتتحت الندوة بقراءة آيات من الذكر الحكيم للقارىء محمد ابو حمدان ،ثم كلمة افتتاحية لرئيس مركز الأمة الواحدة سماحة السيد فادي السيد الذي أكد فيها على معاني النصر والشهادة والدور الاستراتيجي الذي قام به الشهيد سليماني في تغيير مسارات المواجهة مع العدو ، وفي توحيد البوصلة نحو تحرير فلسطين ،وتعزيز خطوط الدفاع والهجوم في مواجهة العدو المتغطرس على كافة دول محور الممانعة والمواجهة ،
وختم بالقول ان كل ما تشهده المنطقة من انتصارات انما هي نتاج السعي الدؤوب والعمل الذي قام به الشهيد سليماني وقدم في سبيله الغالي والنفيس ،واعتبر السيد انه من الواجب على الامة اتجاه هذه التضحيات الجسام ،العمل على توحيد الصف الاسلامي ، المقاوم وتعزيز العلاقات وتقويتها بين فصائل المقاومة لتكون قوة واحدة تمكنها من مواجهات اي تهديدات خارجية تحل على الامة.
رئيس مؤسسة عاشوراء الدولية ،آية الله الشيخ محمد حسن أختري ، انطلق في كلمته من المرتكزات القرانية التي تعبر عن عمق الايمان بالله تعالى ، والعمل الصالح ، ومن ابرز الاعمال الصالحة خدمة الناس والدفاع عن المستضعفين اينما وجدوا ، وهذا ما قام به الشهيد سليماني الذي عمل بجهد مستمر لمساندة المستضعفين ودعم حركاتهم الجهادية للتحرر من الهيمنة الامريكية ، واوضح ان الشهيد سليماني عمل بتوجيهات سماحة السيد القائد الخامنئي في دعم شعوب المنطقة ومحور المقاومة لتخطي الازمات السياسية والعسكرية وتحرير الارض من هيمنة العدو المحتل وقد كانت مساعي وبصمات الشهيد سليماني ماثلة للعيان في اليمن وفلسطين ولبنان وسوريا وما شهادته الا دليل على حجم الانتصارات التي تم تحقيقها في محور المقاومة ،
وختم آية الله أختري بالقول ،ان النصر الحتمي لأولياء الله تعالى ، والمخلصين لمنهجه والله تعالى مؤياد لهم ويكرمهم بالنصر والغلبة ،وهذا هو الوعد الالهي.
المشرف العام في حركة عهد الله الاسلامية ،سماحة السيد هاشم الحيدري ،تحدث في كلمته عن قادة النصر والانتصارات التي حققها هؤلاء القادة بعد شهادتهم ،مؤكدا ان العدو كان يخاف من مواجهة الشهيد سليماني في حياته فلجأ الى الاغتيال والاعتراف بالغدر والاغتيال مباشرة بعد تنفيذ تلك العملية ،ولفت الى السيد الحيدري الى ان رعب العدو من الشهيد سليماني ازداد اكثر فاكثر لان الانتقام والثار لدماء الشهيدين هو الرعب القاتل ،الذي سيهزم العدو ، وبدات ثماره تؤتي أكلها.
مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله ، سماحة الشيخ خليل رزق ،تناول في كلمته أبرز المحطات الجهادية والصفات الاخلاقية في شخصية الشهيد سليماني ،معتبرا أن الحاج سليماني هو الرجل الاقوى في الشرق الاوسط حيث قدم الانجازات الكبرى في مناطق محور المقاومة الامر الذي ارعب العدو وجعله في حالة ذعر كلما مر طيف الشهيد سليماني بعبارته الشهيرة من الفترات الى النيل ، متسائلا عن مكانة الشهيد سليماني عند الامة العربية والاسلامية ،لاسيما الشرفاء الابرار الذين يمثلون خط الدفاع عن الامة الاسلامية والعربية ،
واضاف ان الشهيد سليماني كان مالكا الاشتر ، بالنسبة للسيد القائد الخامنئي وبالنسبة للمجاهدين ابناء المقاومة كان اليد التي تبطش بقدرة الله تعالى ، وترفع الحرمان والقهر عن ابناء الامة المستضعفة وختم بالقول ان الشهيد سليماني هو رمز العدالة في مواجهة كل قوى الاستكبار العالمي والمثال الذي يحتذى في مواجهة العدو المتغطرس.
أمين سر العلاقات في حركة الجهاد الاسلامي في لبنان الاستاذ هيثم أبو غزلان ،أشار في كلمته الى الدور القيادي البطولي الذي قام به الشهيد سليماني ، في ايصال الاسلحة الى العمق الفلسطيني ، معتبرا ان بصمات القائد سليماني مازالت حاضرة في كل بقعة من بقاع فلسطين ، وراي ان الضربات التي تلقاها العدو الاسرائيلي من الفلسطينيين يعود الفضل بها الى القائد سليماني الذي وحد المسار والمصير الفلسطيني نحو مواجهة العدو بكل ما اوتي من قوة ولم يتوانى عن التواصل مع المجاهدين أينما حلوا واينما سكنوا ، يمدهم بالدعم والعتاد حتى تحقيق النصر.
الدكتورة نجيبة مطهر مستشار مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية تحدثت في كلمتها عن معاني القائد القدوة ،ومدرسة القيادة القدوة التي تخرج الشهداء العظام بحجم قادة النصر الذين غيروا المعادلات الاستراتيجية في المنطقة بشكل كامل ، واضافت ،ان توأمة الشهادة بين الشهيد سليماني والمهندس وعملية اغتيالهما ما هي الا ارادة الهية اراد الله تعالى فضح العدو الامريكي الذي يختبىء خلف دول وقيادات في العالمين العربي والاسلامي معتبرا بانه المنقذ لهم من الجمهورية الاسلامية ، وان امريكا هي خشبة الخلاص لدول وشعوب المنطقة ،الا ان الله تعالى فضح كذبهم باعترافهم السريع بعد اغتيال القادة بان امريكا من قامت بفعل الاغتيال المباشر ،وهذا ان دل على شيء انما يدل على عظمة الشهداء القادة في صناعة الرعب في الصفوف الامريكية والجنرالات الامريكية وبكل اسف من تبعهم ايضا ، وختمت القول ان شعوب المنطقة لاسيما اليمن اذ ياكدون وقوفهم خلف قيادة المقاومة والسعي الدؤوب لدحر المحتل من الاراضي اليمنية وقطع دابر المستكبرين باذن الله تعالى.
رئيس ملتقى التصوف الاسلامي في اليمن الاستاذ عدنان احمد يحيى الجنيد ، اعتبر ان الاسلام الحقيقي تجسد بالشهيد سليماني الذي ركز على محاربة الطاغوت ومواجهة عود الانسانية ، موحدا الامة الاسلامية في مسار الوحدة ، حيث المشروع الاممي بعيدا عن الطائفة والمذهب والمناطقية ، واضاف ان الشهيد سليماني وضع البوصلة لمسار الامة نحو فلسطين القضية وعمل على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ودعم القضية الفلسطينية بالسلاح والعتاد وختم بالقول ان مزايا الشهيد سليماني وبصماته حاضرة في كل ساح جهادي وفي كل ميدان مؤكدا على دعم المقاومة والتمسك بخيار المقاومة في مواجهة العدو والمعتدين.
العميد حميد عبد القادرعنتر مستشار رئاسة الحكومة اليمنية في صنعاء تحدث في مداخلته عن صفات الشهيد سليماني والمهندس ، مطالبا قادة مجور المقاومة بتشكيل مجلس تنسيقي موحد يعمل على توجيه ضربة عسكرية للقيادات الامريكية والانظمة في دول مجلس التعاون ، وطرد الامريكي من مناطق المحور ،
ودعا الى عقد مؤتمر عاجل يخرج بتوصيات ابرزها تنفيذ خطة عاجلة لدحر الامريكي من منطقة محور المقاومة وتعزيز روابط الاخوة والتعاون بين قيادة المحور.
الدكتورة هويدة جبق رئيسة المجمع النسائي الاوروبي في ايطاليا ،ركزت على معالم الشهادة والشهداء وآثرهما الظاهرية في المجتمع ، مشددة على ضرورة التمسك باهداف القادة الشهداء حتى تحرير كامل بقاع الارض ورفع راية النصر عاليا.
رئيسة قسم الارشاد والتبليغ في قسم مركز الامة الواحدة السيدة هدى الموسوي شقيقة السيد شهداء المقاومة عباس الموسوي ،تحدثت في كلمتها الوجدانية عن عظمة الشهداء بأنّ التوفيق الالهي الذي وفقا له هولاء الشهداء لا يُنبأ إلا عن حب خالص لله حيث أنهما وعيا القران وطويا البُعد الجغرافي وتخطيّا كل ساحات الجهاد جنباً إلى جنب ويداً بيد لايعرفون طريقاً للتبكر والأستعلاء الذي هو اليوم اصبح مُستشرياً بين الناس والذي يُعيق المسيرة التمهيدية لأمام زماننا ، وأضافت بذلك أنّ منبر الشهداء هو منبر التوعية والشهداء هم وحدهم يُحددون مصير الامة ودماءهم حجة علينا وبكاء القائد الخامنئي على الشهيد سليماني بحرقة دليل على عظمة الشهيد وأننا نحفظ دماءهم بحفظ وصاياهم وهي الانضواء والتمحور حول الولاية المتمثلة بولي أمر المسلمين وحفظ محور المقاومة الاسلامية التي هي وصية السيد عباس الموسوي
عظمة الشهداء القادة لاسيما ما قدمة الشهيد سليماني في سبيل بناء الانسان وتحريره من عبودية الذات ، حيث الانا والذات هما الصفتان التي تجتاح المجتمعات في هذه الاونة ، لاسيما بين ابناء الامة الواحدة ،واضافت القول ،ان الشهيد سليماني ورفاقه جسدوا المثال الذي يحتذى به بالتخلي عن الذات والانا وانطلقوا نحو الاخر داعمين حركته مناصرين لمشروع الله ، مدافعين عن كرامة الانسان تحت عنوان خدمة الناس وهذا هو شعار كل قادة المقاومة ابرزهم سماحة السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه الذي رفع شعار ((سنخدمكم باشفار عيوننا)) وختمت السيدة الموسوي بالدعوة الى المضي قدما في نهج المقاومة ودرب الشهداء مهما بلغت التضحيات.
عضو تجمع علماء المسلمين فضيلة الشيخ توفيق علوية تناول في كلمته القرآنية شرحا لمعاني اقسام زينة الحياة الدنيا وأصناف الناس فيها منطلقا من الآية المباركة التي يقول الله المتعال فيها: { اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ }. ولفت الى السياق الطبيعي للحياة : لعب . لهو . زينة . تفاخر . تكاثر في الاموال والاولاد . هناك من يخرج عن هذا السياق وان تبلس به كوسيلة ، فيخرج عن ذلك لاجل الكمال والجمال والفكر والتدبر وطلب الاخرة .
ومن المعلوم ان المشتركات لا تعطي خصوصيات ، فالخصوصيات يصنعها من يخرج عن دائرة المشتركات .ولفت فضيلته الى وجود اربعة اصناف من الناس اذا صح التقسيم : طالب للدنيا وساع وغير صانع لها ، وطالب للدنيا وصانع لها ، وطالب للاخرة وغير صانع للدنيا في طريقه نحو طلب الاخرة الا ان الدنيا تعرض عليه فيستغرق فيها ويقع في فخها ، وطالب للاخرة وفي طريقه وبسبب او باخر يصنع الدنيا كالمجاهد الطالب للاخرة الذي يصنع انتصارا ، وهذا ينقسم الى قسمين ايضا ، قسم يقع في فخ ما صنعه دنيويا بشكل عرضي ، وقسم لا يقع في فخ ما صنعه دنيويا بشكل عرضي ويستمر على طلب الاخرة.وختم بالقول ..الشهيدان السليماني والمهندس من الصنف الاخير ، فقد طلبا الاخرة وكانا يبتسمان للشهادة مع كل من يريد اخذ صورة معهما على حد تعبير احدهم ، واستطاعا صنع الدنيا من خلال الانتصارات الناجزة ، الا انهما لم يستغرقا بالدنيا التي صنعاها هما ، واستمرا في طلب الاخرة مع عدم عجزهما على الحصول على الدنيا ، وقضيا نحبهما والتحقا باعاظم الشهداء وراي الشيخ علوية اذا رجعت الامة الى المخطط الثلاثي اي المستعمر البريطاني والمستكبر الامريكي والعنصري الصهيوني وادواتهم من دول مجلس التعاون ، نجد ان احد مخططاتهم يتمثل بقوقعة الاسلام الاصلي بالعروبة ورويدا رويدا يقوقعوته بصنف خاص من العرب ونفيه عن باقي العرب ، فيخرجون بذلك غير العرب ، ويخرجون الشعوب العربية ويبقى فقط الحكام العربي وهم غير عرب بالحقيقة . وفي المقابل يعمدون الى فك التقوقع عن الصهيونية عبر التطبيع . وللاسف نجحوا بعض الشيء . واوضح ان الشهيدين السليماني والمهندس ورفقاقهما افشلوا هذا المخطط بقوة ، واستطاعوا ان يكشفوا زيف مقولة ان العروبة تنحصر بالحكام ، وهذه الشعوب العربية في اليمن والحجاز وسوريا ولبنان والعراق وليبيا وفلسطين هي شعوب معادية للمستكيرين والعنصريين ، كما استطاع الشهداء افشال مخطط قوقعة الاسلام في هؤلاء الاعراب ، واستطاع الشهداء ايضا وايضا بإفشال مخطط تدمير مقامات واضرحة الاولياء والصالحين ، فتم الحفاظ على كل الاثار الحسية الاسلامية التوحيدية ببركة جهود الشهيد القائد سليماني والقائد المهندس .
هشام عبد القادر عنتر رئيس الاتحاد العربي للاعلام الالكتروني في اليمن تحدث في مداخلته عن بعض مزايا القائد سليماني الذي ما برح يتواصل مع المجاهدين ويسالهم عن احوالهم ويقدم لهم الدعم النفسي والمواساة ،في اصعب الظروف ، وهذا ان دل على شيء انما يدل على عمق ادبيات واخلاقيات القادة الايمانييين الذين يجسدون اهداف الله على الارض ويسعون لتحقيق عدالة الله ونصر المستضعفين اينما وجدوا.
كما القيت عدة قصائد من وحي الشهادة والشهادة لشعراء من العالم العربي والاسلامي ،خاصة شاعرة اهل البيت عليهم السلام فاطمة السحمراني رئيس قسم الثقافة والادب في مركز الامة والواحدة والشاعرة هيام رومية.
الدكتور دحام طه من سورية ،(سفير سلام )،اكد في مداخلته على الحفاظ على نهج واهداف القادة الشهداء ودعم مسيرة المقاومة ،وان ما قدمة الشهيد سليماني في سبيل نهج المقاومة والدفاع عن حقوق المستضعفين ما هو الا دليل على عالمية هذا القائد وعظمة مشروعه الانساني في رفع الظلم والحرمان عن الشعوب المستضعفة.
اختتمت الندوة بكلمة لرئيسة قسم الدراسات في مركز الامة الواحدة الدكتورة ليندا طبّوش ،التي ركزت في كلمتها على معنى الشهادة والشهداء ودور الامة في تحقيق اهدافها وحماية ورعاية عوائل الشهداء ،واكدت ان مركز الامة الواحدة لايزال منبرا للعلم والعلماء ،بكل بكوادره الادارية واقسامه العلمية والتبليغية لرواد الحق والحقيقة ، داعية الجميع لتضافر الجهود العلمية والثقافية في اظهار اهداف القادة الشهداء وختمت بالشكر الجزيل لكل من ساهم في احياء وانجاح هذه الندوة لاسيما مؤسسة عاشوراء الدولية بشخص رئيسها آية الله أختري ، الحريص على دعمه المعنوي لكل منابر الوحدة الاسلامية والمراكز الثقافية التي من شأنها احياء تراث الأئمة عليهم السلام والأمة الاسلامية. لاسيما الشهداء منهم.
ِ