كتب عبد الوهاب الصعيدي: أين ستنتهي لعبة المعارضة السورية، بعد أن لفظتها السعودية وأصبح الملك المصطنع في دائرة “كش ملك” بعدما آلت إليه أوضاع “هيئة التفاوض السورية” المنضوية تحت الجناح السعودي حيث انتخبت “هيئة التفاوض” السورية في اليوم الثاني من اجتماعاتها بتاريخ 14-6-2020، أنس العبدة رئيساً جديداً للهيئة خلفاًَ لنصرالحريري المنتهية ولايته، بواقع 21 صوتاً، وبغياب ثلاثة مكونات عن الحضور(هيئة التنسيق، منصة القاهرة، منصة موسكو) التي امتنعت عن الحضور بسبب خلافات حول كتلة المستقلين” الجدد.
قامت العاصمة السعودية، الرياض، والتي تنازع أنقرة على هيئة التفاوض السورية نهاية العام الفائت بإقصاء أعضاء الهيئة المستقلين، وطرح كتلة تضم ثمانية أسماء مستقلين جدد مكانهم،الأمر الذي اعتبرته هيئة التفاوض “لايستند لأي إجراء قانوني في بيان الرياض،أو في النظام الداخلي لهيئة التفاوض”.
وتم تأجيل انتخابات مناصب الهيئة في سبيل إعطاء الفرصة لكل من لم يحضر من المكونات بالإدلاء بصوته.
وكانت قد تفجرت الخلافات داخل هيئة التفاوض، بعدما جمعت العاصمة السعودية الرياض حوالي 80 شخصية من المعارضين السوريين لانتخاب أعضاء مستقلين في الهيئة، الأمر الذي دعا رئيس الهيئة الذي لم تتم دعوته إلى المؤتمر، كما لم تتم دعوة أي مكون من مكونات الهيئة، إلى استنكار تدخل الرياض في إجراء انتخابات جديدة للهيئة التي انبثقت عن مؤتمر “الرياض2” والاستعاضة عن أعضاء الهيئة المستقلين بكتلة جديدة، معتبراً أنه يوجد فرق مابين “استضافة المعارضة وبين تصنيعها”.
كما اعتبر رئيس الهيئة السابق، نصر الحريري أن هذا التصرف يهدد وحدة هيئة التفاوض، وينذر بتقويض الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي، وأبلغ حينها الحريري في رسالة داخلية أعضاء الهيئة استنكاره لتدخل وزارة الخارجية السعودية بهيئة التفاوض، رافضاً رغبتها في استئناف اجتماعات الهيئة إلكترونياً، بمشاركة المستقلين الجدد، كما ندد باعتبار السعودية وجود” فراغ رئاسي” في الهيئة أو إجراء انتخابات جديدة فيها .
واتهم الحريري وقتذاك ، “سعيد سويعد” مدير دائرة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السعودية بالتدخل بشكل صارخ في شؤون الهيئة، وبتجاهل النظام الداخلي للهيئة والمقرر من قبل أعضائها والذي ينص على عدم قبول استبدال أي من أعضائها بدون إجراء التصويت القانوني، وتحدث عن تدخلات سعودية لإزاحته وتعيين آخر في مكانه، واختيار أعضاء مستقلين بكتلة جديدة لفرض كلمتها في الهيئة.
والشيء بالشيء يذكر أن الرئيس الجديد أنس العبدة كان قد أيد خطوة السعودية إدخال مستقلين جدد إلى الهيئة مكان السابقين في حديثٍ صحفي منتصف الشهر الفائت، وقال رداًعلى سؤاله عن الخطوة السعودية: “المملكة العربية السعودية من الداعمين للثورة السورية”.
المصدر:http://iuvm-sy.net/