اعلنت فصائل المقاومة العراقية اليوم في بيان موجه لامريكا بان ساسة العراق وبالتالي الشعب العراقي وضعوا خارطة طريق جديدة لبلادهم .
-النقطة التي برزت بشكل كبير في هذا البيان هي استخدام وصف الاحتلال للقوات الامريكية والتصريح بان المقاومة ستستمر حتى طرد اخر جندي امريكي من العراق . مفهوم هذا التصريح الصادر عن فصائل المقاومة هو انها تعتبر التهديدات الامريكية الاخيرة ضرب من الحرب النفسية التي يشنها البيت الابيض ضد الشعب العراقي وفصائل المقاومة في هذا البلد .
- في حين تقوم امريكا خلال الاونة الاخيرة باخلاء قواعدها المشتركة مع القوات العراقية وتسعى لتجميع عدتها وعديدها في قواعدها الرئيسية مثل "عين الاسد" و "الحرير" ، فان فصائل المقاومة ومن خلال نشر هذا البيان سلطت الضوء على الاهداف التي تبيتها امريكا للعراق في مثل هذه الظروف حيث يواجه رئيسها الارعن ترامب ازمة كورونا فضلا عن المشاكل الاقتصادية . فصائل المقاومة ومن خلال بيانها هذا حذرت العالم من استغلال ترامب للاوضاع الراهنة وتاثيره على الراي العام لاسيما الشعب العراقي . بعبارة اخرى فصائل المقاومة تحاول تنوير الراي العام بان انسحاب القوات الامريكية من بعض القواعد ليس فقط لا يعني خروجها من العراق بل انه محاولة لتعزيز قدراتها واعادة تموضعها وبقائها لفترة اطول في العراق ، التواجد الذي قد يجري تمريره من قبل ترامب عبر تحريف الواقع بانه ضرب من التفضل على العراقيين . اذا فصائل المقاومة تحاول الحيلولة دون الخلط بين "ضعف امريكا وعجزها" مع " التفضل الامريكية المزعوم بحق العراقيين ".
-الامر البارز الثاني في هذا البيان هو توقيع 8 فصائل من فصائل المقاومة العراقية لهذا البيان ، في خطوة لا تكشف عن شجاعتها وارادتها وعزيمتها للنضال ضد المحتل الامريكي فقط بل ابرزت القاعدة الشعبية الواسعة المعارضة للاحتلال الامريكي في جميع انحاء العراق . هذه الفصائل وفي زمن غير بعيد واثناء جهادها ضد ارهابيي تنظيم "داعش" لاسيما في الموصل ، أثبتت وطمأنت الشعب العراقي بشكل عملي وقرنت قولها بفعلها .
-صدور هذا البيان في اليوم الذي قدم الزرفي برنامجه لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة والتاكيد الجازم وبالطبع المشفوع بالدليل على معارضة هذا الخيار، يكشفان عن ان فصائل المقاومة تشعر بحساسية كبيرة على الصعيدين العسكري والسياسي ولا ترى اي فرق بين المجالين .
--بعد هذا البيان الذي اصدرته الفصائل الجهادية العراقية ليس فقط سيكون وضع امريكا صعبا ، بل ان الظروف السياسية في هذا البلد ستاخذ منحى جديدا . امريكا من اليوم فصاعدا لا يمكنها – كما كانت تصر قبل هذا – الادعاء بان كتائب "حزب الله" هي الفصيل الوحيد الذي يعارض تواجدها في العراق . كما ان مواقف الساسة وفي ضوء هذا البيان ستكون اكثر حيطة وحذرا بعد هذا . هذا البيان يكشف بان موقف فصائل المقاومة هو نابع من توجيهات المرجعية وتطلعات الشعب العراقي ( لاسيما المتظاهرين خلال الاشهر الاخيرة) والذي تبلور اليوم في اطار هذا البيان وبالبع سيتابع تطبيقه بشكل جدي .