يبدو انه وقع ما حذر منه قادة فصائل المقاومة في سوريا والعراق من ان امريكا ستعمل على اعادة بعث الحياة للجماعات التكفيرية وعلى راسها "داعش" لتبرير تواجدها غير الشرعي في سوريا والعراق، ولوضع المزيد من العقبات امام عودة الحياة الطبيعية في هذين البلدين ، بعد ان تناقلت وكالات الانباء اخبارا عن هروب عناصر من "داعش" من الحسكة إثر سيطرتهم على اكبر سجن في المدينة.
اللافت ان سجن "غويران" المركزي الذي سيطرت عليه "داعش" امام مرأى ومسمع القوات الامريكية في الحسكة، يضم 5000 معتقل من عناصر "داعش" الاجانب الذين يحملون جنسيات 54 دولة، الامر الذي اثار العديد من علامات الاستفهام حول ادور امريكا فيما جرى بالامس في الحسكة.
الامر الذي زاد من شكوك المراقبين بدور امريكا في عملية تهريب عناصر "داعش"، هو كيفية حصول "داعش" على تلك الكميات الكبيرة من الاسلحة والعتاد التي مكنت عناصره من السيطرة على السجن وهروب اعداد كبيرة منهم ، بينما تحاصرهم القوات الامريكية من الارض والجو؟!.
ومن باب كاد المريب ان يقول خذوني، زاد تصريح المتحدث باسم التحالف الذي تقوده امريكا الكولونيل مايلز كاجينز ازاء ما جرى في الحسكة، من شكوك المراقبين حول دور امريكا في مسرحية سجن "غويران"، بعد ان غرد قائلا :"ان السجن لا يضم أي أعضاء بارزين في تنظيم الدولة الإسلامية"!!.
تصريح هذا القائد العسكري الامريكي والذي قلل من خلاله من خطورة واهمية ما جرى، هو ببساطة شديدة رسالة واضحة الحروف ترسلها امريكا الى الشعبين السوري والعراقي، مفادها ان بعث الحياة في "دعش" لا يحتاج سوى قرار امريكي، يمكن ان يُتخذ في اي وقت ترى فيه امريكا ان مصالحها غير المشروعة في سوريا والعراق مهددة من قبل فصائل المقاومة والقوات المسلحة السورية والعراقية.
عرض مسرحية هروب "داعش" من سجن الحسكة، في هذا التوقيت بالذات ، رغم ضعف الاخراج والتمثيل، لم يكن اعتباطيا، فالانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه في شمال سوريا واصراره على تطهير كامل الارض السورية من العصابات التكفيرية الارهابية وفي مقدمتها القوات الامريكية، واصرار الشعب العراقي والجيش والحشد الشعبي والحكومة والبرلمان في العراق على خروج القوات الامريكية وغلق قواعدها في العراق، اسقط كل ذرائع امريكا لتبرير تواجدها في سوريا والعراق، وهو ما دفعها الى اللعب بورقة "داعش" مرة اخرى.
ان ورقة "داعش" التي يلوح بها المحتل الامريكي، هي ورقة محترقة، وقد احرقها محور المقاومة والى الابد، واليوم جاء دور اليد الامريكية التي صنعت "داعش" لتُقطع والى الابد، كي لا تعبث بأمن واستقرار سوريا والعراق، واصرار محور المقاومة على قطع هذه اليد الارهابية الاثمة ازداد اضعافا مضاعفة بعد جريمة اغتيال القائدين الشهيدين قاسم سليماني وابومهدي المهندس.
سعيد محمد