في وقت صمد فيه لليوم العاشر على التوالي اتفاق موسكو لوقف إطلاق النار بمنطقة خفض التصعيد بريفي حماة وإدلب، لم يكتب النجاح لعملية تسيير أول دورية روسية- تركية مشتركة على طريق حلب- اللاذقية الدولية، إذ اعترضت مجموعات إرهابية تستخدم المواطنين دروعاً بشرية مسارها، ما دفعها للانكفاء.
وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة الشمالي الغربي أحبطت بساعة متأخرة من ليل أول من أمس محاولة تسلل لمجموعات إرهابية باتجاه نقاط لها بسهل الغاب الغربي للاعتداء عليها، حيث تعاملت معها بالأسلحة المناسبة وردتها على أعقابها خائبة.
كما دكت وحدات الجيش وفق المصدر بالمدفعية الثقيلة تحركات للإرهابيين ونقاط تمركزهم في محاور قرية السرمانية بريف حماة الشمالي الغربي، وحققت فيها إصابات مباشرة.
وأوضح المصدر، أن المجموعات الإرهابية تستغل التزام الجيش باتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة خفض التصعيد، بتجميع مسلحيها ومحاولات تسلل نحو نقاط عسكرية مثبتة بالمناطق المحررة من ريفي حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي والشرقي للاعتداء عليها، لتسجيل أي نقطة لمصلحتها ولرفع معنويات إرهابييها وإحداث موقف جديد بخارطة الوضع الميداني، ولكنها تصاب بخيبة أمل بسبب تصدي وحدات الجيش السوري بالمنطقة، والتي تحبط محاولاتها المتكررة وتكبدها خسائر بالأفراد والعتاد.
ومن جهة ثانية، لفت المصدر إلى أن النجاح لم يكتب صباح أمس لتسيير أول دورية روسية تركية مشتركة على طريق حلب- اللاذقية الدولية المعروفة بـ«إم 4» والتي كان من المفترض أن تصل إلى بلدة عين الحور بمحيط سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي، انطلاقاً من بلدة ترنبة، حيث اعترضت مجموعات إرهابية تستخدم المواطنين دروعاً بشرية مسارها، ما دفعها للانكفاء، ومنح قوات النظام التركي المزيد من الوقت للتدخل وإبعاد المجموعات الإرهابية عن مسار الدوريات وضمان أمنها.
بموازاة ذلك، أكدت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها ظهر أمس، تسيير أول دورية مشتركة مع تركيا على جانب من طريق «M4» الدولية في منطقة إدلب لخفض التصعيد، لكن الوزارة ذكرت أن المسار «تم اختصاره بسبب استفزازات مخططة من عصابات مسلحة متطرفة غير خاضعة لتركيا».
وأوضح البيان، أن «الإرهابيين حاولوا، من أجل تنفيذ استفزازاتهم، استخدام السكان المدنيين دروعا بشرية، بما في ذلك النساء والأطفال».
وأشارت الوزارة إلى أنه «تم منح وقت إضافي للجانب التركي لاتخاذ إجراءات خاصة بتحييد التنظيمات الإرهابية، وضمان أمن الدوريات المشتركة على الطريق إم 4».
وانطلقت الدورية الروسية التركية الأولى على الطريق، في وقت سابق من أمس من بلدة ترنبة الواقعة على بعد كيلومترين من مدينة سراقب، وكان من المقرر أن تصل إلى بلدة عين الحور.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية عند إعلان انطلاق الدورية أمس، أنه يشارك فيها من الجانب الروسي وحدات من الشرطة العسكرية على عدة عربات مدرعة، فيما يجري تنظيم العملية من مركز التنسيق الروسي التركي المشترك الذي تم إنشاؤه لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار في إدلب.
من جانبها، أوضحت وزارة دفاع النظام التركي في تغريدة على «تويتر»، حسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء أن قوات برية من كلا الطرفين، شاركت في الدورية المشتركة، التي رافقتها طائرات.
كما أصدرت وزارة دفاع النظام التركي، بياناً آخر، جاء فيه «تم اتخاذ التدابير اللازمة عبر التنسيق بين مركزي التنسيق التركي والروسي، من أجل منع الاستفزازات المحتملة للدورية البرية وتضرر السكان المدنيين في المنطقة».
وفي 5 آذار الجاري توصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، إلى حزمة قرارات لمنع التوتر في إدلب تشمل إعلان وقف إطلاق النار في المنطقة اعتباراً من 00:01 من 6 آذار، وإنشاء «ممر آمن» في مساحات محددة على الطريق «M4».
ويوم الجمعة الماضي وقعت روسيا وتركيا، بعد مفاوضات عسكرية بينهما في أنقرة استمرت عدة أيام، اتفاقاً حول تفاصيل تنفيذ الخطة، وقالت موسكو إنه سيسمح بتطبيق كل القرارات المنسقة بين الطرفين حول إدلب.