كتاب واراء

الغارديان : أوروبا ستحترق، روسيا ستغرق، مخلص الانجليين يطرق باب الظهور، وربما المهدي قريب.

بقلم ناجي أمهز

 

نشر موقع الغارديان البريطانية: “الولايات المتحدة قد تكون على شفا حرب أهلية”، للحقيقة لم أتفاجأ بما نشره الموقع، فهذه النهاية المتوقعة لأمريكا هي ليست وليدة اليوم بل هو مخطط رسم قبل مائة عام، عندما وضعت المنظمة العالمية مخططها لحكم العالم.

 

وكما أصبحتم تعرفون غالبية ما اكتبه ليس منشور من قبل، لأن ما اكتبه هو شيفره معقدة يتخاطب بها أسياد النظام العميق، يكفي أن تقرأ كلمتين مما تسربه أو تنشره وسائلهم الإعلامية، حتى تكمل بقية الجملة.

 

قبل الحرب العالمية الأولى وكنت كتبت لكم منذ عام “أسرار وخفايا وعد بلفور تنشر لأول مرة منذ 1119عاما حتى يومنا” كيف وضع المخطط المعقد ليوم أصبح قريبا، وهو أنه عندما كان يخطط لقيام الوطن البديل، والعالم الجديد، حيث كان هناك أسئلة أساسية وضعها النظام العميق، وكيف أجاب عليها، أنه بحال دعمتنا بريطانيا بقيام حكومة سليمان، وحمتنا أمريكا كيف نضمن ان لا تتراجع بريطانيا عن وعدها، أو كيف تقبل أمريكا بأن تتخلى عن كل سحر الشرق وخيراته وثرواته الطبيعية، فكان الجواب أنه لن تقوم دولة إسرائيل قبل زوال الوجود البريطاني من الشرق، وأمريكا بحال لم تخرج من الشرق بإرادتها فإن الحرب الأهلية جاهزة لتفتيها من الداخل، وأمامها فقط مائة عام لتنفيذ ما يطلب منها.

 

وبالفعل من يراجع الثورات العربية سيكتشف كيف كانت تحدث الثورات ضد البريطانيين، مع العلم أن الانتداب البريطاني، كان أكثر تحضرا وسلاسة، من راعي البقر الأمريكي الذي يحكم منطقة العالم العربي اليوم بالنار والبارود، ومع ذلك لم نسمع عن ثورة عربية ضد الأمريكيين، مما يعني أن غالبية الثورات التي كانت تحدث كانت بمكان ما مصنعة أو تم تجييشها لخدمة المشروع الكبير، وبالتأكيد من دون علم الثائرين، لان مثل هكذا مخططات كي تكتشف تحتاج إلى عقود طويلة.

 

ومع زوال الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس مع دخول الأمريكيين الحرب العالمية الأولى عام 1917 في شهر نيسان، كان أمام الأمريكيين مائة عام فقط قبل أن تبدأ انهيار إمبراطوريتهم، فكما انتهت فرنسا وغابت ثورتها، واضمحلت بريطانيا حتى أصبحت جزيرة، نادرا ما نسمع عن أخبارها، فاليوم بدا العد العكسي لانهيار الإمبراطورية الأمريكية، لذلك عندما تراجعون كافة تصاريح رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تؤكد على الانسحاب الأمريكي الكامل من الشرق الأوسط بحلول عام 2017، وهذا التاريخ ليس صدفة.

 

والذي آخر الانسحاب الأمريكي من المنطقة، ليس الأمريكيين ولا حتى الصهاينة، بل هو ما تم التكتم عليه غربيا وعربيا، عندما زار ترامب المنطقة عام 2017 لإبلاغ بعض الحكام العرب عن الانسحاب الأمريكي من المنطقة، وان أمريكا لم تعد قادرة على استخدام القوة، كما فعلت في حرب الخليج عام 1991 بعد الغزو العراقي للكويت، وقال لهم ترامب بصراحة، قد تكونوا حلفاء (السعودية مصر الأردن ودول الخليج الصغيرة) لكن لسنا ملزمين بالدفاع عنكم، فنحن لدينا معاهدات دفاع فقط مع (إسرائيل – اليابان – وحلف الناتو) وأكرر نحن غي ملزمين اتجاهكم بأي شيء، يجب أن تعلموا أننا لم نفعل ذلك لشاه إيران في 1978-1979، ولا للرئيس المصري حسني مبارك في 2011، نحن نعدكم بأمر واحد فقط ان لا نقوم بالانخراط بأي عمل سري ضدكم، ولكن بحال انتفضت شعوبكم ضدكم، ستكونون وحيدين ولن نقوم بأي عمل لإنقاذكم، وصارحهم ترامب بان وضعهم (دول الخليج) أقل أمنا، وحتى مصر بحال انهارت معاهدة السلام مع إسرائيل أيضا ستدخل بفوضى، وتصبح عاجزة عن تأمين احتياجاتها الامنية والعسكرية.

 

لذلك بعد لقاء ترامب، سارعت دول الخليج إلى إعطاء ترامب مئات مليارات الدولارات، وأعلنت أكثر من دولة خليجية أنها تتكفل بكافة مصاريف القواعد العسكرية الأمريكية،

 

ولمن يشك بما أورده يمكن العودة إلى تصريح وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، في حوار أجراه مع مؤسسة“ هيريتيج ”حيث قال:“ لدينا خطة كبيرة لتوسيع العديد لتكون قاعدة دائمة… نظراؤنا في وزارة الدفاع الأمريكية يترددون في استخدام كلمة الدائم، لكننا نعمل من جانبنا من أجل تحقيق ذلك”.

 

فاليوم القواعد الأمريكية المتواجدة في غالبية دول المنطقة هي ليست متواجدة بحكم التحالفات، بل إنها تقبض ثمن تواجدها مليارات الدولارات، وهذه الأنظمة التي تدفع للقواعد الأمريكية مبالغ خيالية فقط لإيهام شعوبها وبعض الدول أنها محمية أمريكية، لكن الحقيقة غير ذلك تماما، لذلك تشير كافة الدراسات أن أموال الكثير من هذه الدول بدأت بالتبخر، وان دور ثرواتها الطبيعية، اقترب من انتهاء تأثيره مع البدء بالعمل أوروبيا، على تخفيض استهلاك النفط واستبداله بالطاقة الكهربائية.

 

والمفارقة أن الامريكين أنفسهم يستعدون لزوال إمبراطوريتهم، وهذا ما ممهد له الحزب الديمقراطي عندما سمح بنشر صورة الرئيس أوباما عام 2008 وهو يحمل بيده كتاب عالم ما بعد أميركا هو كتاب واقعي للصحافي الأميركي فريد زكريا.

 

وحكام العالم يدركون أن زوال الإمبراطوريات أمر طبيعي وضروري لحدوث متغير يساهم بإكمال مسيرة الحياة الطبيعية،، فقد انقرضت حضارات برمتها، كالفرعونية، والرومانية، والعباسية، وغيرها كثير، ولكن المفارقة والوحيدة أن الإمبراطوريات في السابق كانت تعيش 2000 عام، ثم أصبحت ألف عام، ثم خمسمائة كالخلافة العثمانية، ثم أربعمائة عام كالإمبراطورية البريطانية، وبسبب المتسارع الزمني والتطور التكنولوجي، فرض ان لا يتجاوز عمر الإمبراطورية الأمريكية المائة عاما، وبعد زوال الإمبراطورية الأمريكية سنكون أمام إمبراطوريات لا يتعدى عمرها الزمني أربعين عاما، وللمفارقة أن هذا القول يثبت نظرية الحديث للإمام علي -عليه السلام- عندما قال: (يلي المهدي أمر الناس ثلاثين أو أربعين سنة) وحديث الإمام علي -عليه السلام- له اكثر من بعد، وهو العارف والعالم باحوال الناس، وحديثه يشير بان حكم الامم سيتقلص، وهذا الشيء هو من السنن الطبيعية بسبب التطور في علم الاجتماع وما يرافقه من تقدم علمي يفرض قيام حركات اجتماعية أو سياسية متمردة على التقاليد النمطية.

 

والمشكلة ليست فقط بزوال أوروبا وروسيا، والحرب المتوقعة ضمن حدود الصين الطبيعية، وتفكك الكثير من دول العالم العربي وربما اضمحلالها، المشكلة التي يبحث عنها العالم اليوم، هو كيف ستتفكك دولة مثل أمريكا، بظل امتلاكها ترسانة عسكرية لا يمكن السيطرة عليها أو توقف لسيستم المالي الأمريكي الممسك بدائرة المنظومة المالية عالميا، انهيار السيستم المالي الأمريكي سيرافقه انهيار الأمن الاجتماعي العالمي.

 

لذلك يبحث صناع القرار العالمي عن انتقال شبه آمن للمتغير العالمي، والخروج من النظام القديم بأقل خسائر ممكنة.

 

وكان كيسنجر توقع أن يقوم المتغير على حرب نووية كبرى، خاصة أن العالم القديم انتهى بعد الحرب العالمية الأولى، ثم النظام العالمي الحالي لم يكن ليحصل لولا الحرب العالمية الثانية، لذلك العالم الجديد بتصور صناع القرار يحتاج إلى حرب عالمية ثالثة، لكن المشكلة أن الحرب العالمية الأولى كان معلوما عدد القتلى فيها، لأنها كانت تقوم على إبادة منظمة ديموغرافيا، والحرب العالمية الثانية كان تقريبا محدد حجم الدمار جغرافيا، وهذا ما أظهرته خطة مارشال لبناء أوروبا، أما الحرب العالمية الثالثة فقد تؤدي إلى فناء الحياة على الكرة الأرضية، أو اقله الى تشويه قد يستمر لقرون طويلة تستحيل معه الحياة.

 

لذلك الحديث بين النخبة العالمية يقوم بالبحث عن البدائل، ومن البدائل العالمية هو أن تصبح إيران الدولة العظمى التي تقود العالم اقله في الأربعين سنة القادمة، فأوروبا العجوز تقريبا انتهت، وأصبح أكثر من ثلثي سكانها هم من المسلمين، إضافة أن بريطانيا عندما تكلمت عن المناعة الجماعية أثناء جائحة كورونا، أكدت أن مجتمعها تقريبا أصبح من المتقاعدين، واليوم الذي يعمل في بريطانيا هم الشباب المسلم، وكانت إشارة ضجت بها أوروبا…

 

وبما أن أوروبا إضافة إلى بريطانيا، أعلنت عن انتشار الإسلام فيها، والعالم العربي غالبيته مسلم، أصبح الإسلام هو الذي سيحكم حكما إن كان في أوروبا أو في العالم العربي، لذلك النخبة العالمية تجد أن الإسلام الشيعي، هو الأقرب لالية الحكم لأسباب كثيرة، فالديمقراطية في إيران شكلت أنموذجا للإسلام الديمقراطي، إضافة أن إيران تتمتع بليونة وحكمة وحنكة لا مثيل لها، وخاصة ان ايران فرضت نفسها بالقوة والحكمة الانسانية على المجتمع العالمي.

 

ومؤخرا حصل شيء غريب وهو حديث الانجليين في أمريكا، والذين بمكان ما يقولون إن ظهور المسيح المخلص برفقة المهدي عند الشيعة لا يشكل أي تعارض، مما يشير إلى قبول فكرة أن تحكم إيران العالم، أو أن تكون إحدى الدول التي ستحكم العالم مع قيام النظام العالمي الجديد.

 

ويمكن مراجعة مقالات كتبها امهز قبل سنوات تتحدث عما نطالعه اليوم عبر الاعلام الغربي، فما نشر في الغارديان حول حرب اهلية امريكية، هو يتطابق تماما بجوهر فكرته ونصه مع ما نشره عام 2019 بمقال “الشعب الأمريكي يدعو لإعلان الحرب على سياسة ترامب” اضافة ان المقال “هل سحب الجيش الأمريكي من العالم تمهيدا كي تأكل البشر لحوم بعضها” نشر عام 2018 يعتبر الادق برسم المشهدية التي يتوقعها العالم.

 

ولا تنسوا حديثي عام 2016 عندما تكلمت عن وصول شخص الى رئاسة امريكا اسمه ترامب وبداية تفكك الولايات المتحدة الامريكية، بل اني حددت بأن ترامب سيكون اخر رئيس ينتخب حسب التقاليد الامريكية، وهذا ما حصل بالفعل، فالرئيس بايدن استلم الرئاسة بعد تهديد ترامب، اضافة ان ترامب لم يسلم بايدن الرئاسة كما كانت تجري التقاليد في امريكا.

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد