كتاب واراء

ريان وأطفال اليمن

 

 

لا مشكلة لديّ بالتعاطف مع حادثة الطفل المغربي, بل التعاطف شان إنساني طبيعي وتلقائي ومن لا يتعاطف لديه مشكلة. لكن مشكلتي مع الاستثمار ونفاق الذين يظهرون هياج عواطفهم الإنسانية لريّان, بينما تموت هذه الإنسانية امام الأحداث الأفظع, ما يعني أن الإنسانية لديهم ملوّنة عرقياً وسياسياً.

 

مشكلتي مع الذين يريدون أن يقولون لنا أن لديهم أحاسيس إنسانية تحركّهم لمتابعة أخبار ومصير ريّان ويبكون له, بينما هم في المقابل يسكرون ويبتسمون لمجازر أطفال اليمن على أيدي أمريكا واسرائيل والسعودية والامارات ويخرسون عن إدانتها فضلا عن نقل خبرها بل ويبرّرونها.

 

ريّان وقع في بئر, لكن المئات من الأطفال بل الآلاف من أخوة ريّان في العروبة والطفولة يقتلون في اليمن بفعل هذا العدوان الأجرامي اللعين على شعب اليمن وهم أولى بالتعاطف لأن هناك من يتعمّد قتلهم, فلماذا تنعدم المشاعر والأحاسيس الإنسانية في التعاطف معهم من قبل وسائل الإعلام والنشطاء والرسميين. 

 

مشكلتي هي مع النّفاق لا مع الحزن على ريّان, مع النفاق نفسه الذي جعل من الطفل السوري الكردي "آيلان" الغريق على ساحل شاطئ مدينة بودروم التركية عام 2015, أيقونة طفولة ومظلومية للشعب السوري بينما مئات الأطفال اليمنيين الذين تحوّل بعضهم إلى أشلاء وعلق بعضهم تحت الركام يستغيث, وناح بعضهم الآخر إلى جانب جثث آبائهم وامهاتهم الشهداء, كل هؤلاء لم يجعلوا منهم أيقونة للطفولة ولا دليلا على مظلومية الشعب اليمني عند هذه الفئة نفسها من المتعاطفين أصحاب الحس الإنساني الهائج اليوم.

 

مشكلتي مع هذا الضمير الانساني الميّت الذي يخيّل لنا من سحرهم أنّه حيّ, الضمير المنافق والتعاطف المنافق والأحاسيس المنافقة التي تشتعل وتخمد بناء على برنامج سياسي وأهداف سياسية وتحركها وسائل إعلام مسيّسة للنخاع لا تتفوه بكلمة ولا تذرف دمعة إلا أن تكون في خدمة أسيادها من السّاسة.

أنتهى....

#أمريكا_وأدواتها_تقتل_أطفال_اليمن

#أمريكا_الشيطان_الأكبر 

#انفروا_خفافا_وثقالا 

#هاشم_الوادعي


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد